طبيعة البشر الاختلاف وحب التميز عن الآخرين وماضي البشرية مليء بالانقسام والتعصب، لكن لماذا يؤدي الاختلاف إلى التعصب سواء لعرق أو وطن أو رياضة أو السياسة. حتى التقنية أصابها داء التعصب فهو ليس وليد اللحظة بين أبل وأندرويد ولكنها موجود منذ القدم وشاهدنا حروب ماك وويندوز، بلاي ستيشين ضد أكس بوكس، نينتدو ضد سيجا. لكن لماذا يصل حب نظام أو جهاز معين لأن نقوم بكراهية الآخر المختلف عنا؟

التعصب للأنظمة


كيف يحدث الانقسام؟

من طبائع البشر حب الانتماء وهو ما يشكل الجماعات البشرية ويصقل شخصية الانسان ويجعل كل واحد منا مختلف عن الآخر فالإنسان محتاج إلى الانضمام لفريق أو جماعة يشعر بأنهم يشبهونه. الشركات تلعب على هذا الوتر لذا تجد أنها حددت لنفسها فئة معينة تستهدفها بالميزات التي تقدمها مثل الأمان والثقة بينما تقدم الآخرى الحرية في الاختيار والتنوع ومن هنا يحدث الانقسام فكل شخص على حسب شخصيته. كما أن البعض يقوم بالتصنيف بناءاً على ما تستخدم فمثلاً عندما تستخدم جهاز ثمين ذو أزرار كثيرة قد تصنف كرجل أعمال أو جهاز ملون ذو شاشة لمس كبيرة فأنت تتمتع بشخصية شبابية مرحة وهذا على سبيل المثال لا الحصر، فنحن البشر نوسع الهوة بين الاختلافات.

iOS-Android-Blackberry-WP


لماذا نكره المختلف؟

عند شراءك لجهاز معين فإنه يغذي لديك إحساس معين مثل “لقد اشتريت هذا الجهاز لأنه الأفضل”. وسياسات التسويق تلعب على ذلك لذا تجدها تهتم بالاحساس في الإعلانات أكثر من عرض مزايا الجهاز فيخبرونك “ستكون الانسان الأسعد إذا قمت بشراء هذا الجهاز”. وشاهدنا إعلانات أبل كيف تقدم نفسها على أنها المختلف المجدد الذي جاء ليغير كل ثابت ومن المؤكد أنه لا أحد يريد أن يكون هو “القديم”. وقد يأتي الاختيار ليناسب بيئة الشخص المحيطه به، فمثلاً نجد معسكر الـ iOS يفضل الأمان وجمال التصميم وابتكار منتجات أبل بينما يلعب معسكر أندرويد على المصادر المفتوحة والحرية وتنوع أجهزتهم. وقد يميل الإنسان إلى حب نظام معين بسبب حبه لشخص معين فمثلاً قد يعجب بـ iOS لمجرد إعجابه بستيف جوبز.

apple-android-war

الخلاصة أنا أفضل منتج X لأنه يمثلي ويقدم المزايا التي أريدها وهذا الـ “X” هو الأفضل عندما ترى شخص آخر يفضل منتج منافس فأنت تشعر وكأنه يقول “هذا الشيء الآخر هو الأفضل وأنت لا تفهم في أي شيء ومخطئ”. لذا عندما يعبر أحد عن رأيه ويقول “أنا أكره الجهاز X” تجد آلاف التعليقات التي تسب وتسخر منه حيث أن محبي الجهاز X يشعرون بتسخيف أفكارهم وجانبهم الذي اختاروه وهو يسبب جرح لهم كأنك تقول لهم “إنك غبي لأنك تحب الجهاز X” وهنا يأتي التعصب لفكرة ويبرر تصرفات بعض المستخدمين على الانترنت فمثلاً نحن كموقع آي-فون إسلام نجد عدد كبير من التعليقات من محبي الأندرويد تقوم بشتمنا بأسوء الألفاظ التي قد لا يتخيلها قارئ لمجرد إيضاح مزايا أبل أو لنقد بعض أمور في الأندرويد.


هل جميعنا متعصبون؟

إذا كنت تقصد التعصب لأمر معين فهو لا. فمعظمنا بالفعل غير متعصب في الكثير من المجالات لكن الغالبية تجد أن هناك أمر معين متعصب فيه، ربما يكون برشلونة أم ريال مدريد، أبل أم الأندرويد، السيارات العادية أم الدفع الرباعي، أو حتى بيبسي ام كوكاكولا. لكن بعض الأشخاص وهم ليسوا بالكثيرين تجدهم لا يهتمون ولا يتحيزون لشركة أو منتج معين فهو يشتري الذي يراه مناسب وكفى.


كيف يمكن محاربة التعصب؟

Android Apple

الحل ببساطة هو أن نتعلم احترام أراء الآخرين أياً كانت ومهما كانت مختلفة عنا ويجب ألا تتوقع أن يرد على ضرب النار بالورود. فإذا أردت ترد على تعليق خاطىء من وجهة نظرك فهناك أسلوب للرد مثل “أنا احترم رأيك ولكنك أخطأت في كذا وكذا” فمعظم الناس تكره النقد ولا تحبذه حتى وان كان صحيحاً فما بالك بالتعليقات الساخرة. وحتى إذا أردت أن توضح مزايا لجهازك فريده عن جهاز الآخر فلا تخبره أن جهازك أفضل من جهازه في كل شيء لأن هذا غير منطقي، بل الأصوب أن تقول له أن نقطة كذا وكذا جهازي أفضل في كذا أما إذا ذكرت أنه في كل شيء جهازك أفضل فهذا سيشعره أنه شخص غبي لأنه اختار شيء لا يوجد به شيء مميز حتى. ولا تتوقع أبداً أن تشعر الآخر أنه غبي فيرد عليك بشكل غير هجومي.

الثقة في انك اخترت الأفضل شيئ رائع، ولكن التعصب له شيئ اخر وهو غير محمود وليس من صفة المسلم العصبية وقد قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم « دعوها فإنها منتنة »

ما رايك بالتعصب التقني؟ وما هي أسبابه؟ وكيف يمكن محاربته؟

مقالات ذات صلة