لا شك في أن الأندرويد و iOS هما طرفي معادلة الأجهزة الذكية وكل منهما يسعى إلى جذب مستخدمي منافسه وفي نفس الوقت يحافظ على مستخدمي نظامه. لذا لجأت أبل إلى سياسة تحويل نظامها إلى الأندرويد، فين حين سارعت جوجل إلى أن تجعل نظامها يكتسب مظهر iOS في أقرب وقت. فكيف حدث هذا؟

الأندرويد و iOS أيهما يصبح الآخر أولاً؟

في الأسطر التالية سنقوم بسرد بعض مزايا النظامين التي تم نقلها خلال آخر التحديثات، لكن بالطبع هذه ليست كل المزايا حيث لا يمكن حصرها.


خطوات iOS نحو الأندرويد

بدأت أبل في السعي لتوفير مزايا جوجل والأندرويد بداية مع iOS 6 وهذه أهم التحديثات:

1

خرائط أبل: استغنت أبل عن خرائط جوجل في iOS 6 الذي اعتمدت عليها منذ إطلاق نظامها، وظلت تحسن في جودتها. وفي iOS 9 أضافت المواصلات والتنقل بها وتحديثات عديدة وفرتها جوجل قبل أشهر في خرائطها.

2

لوحات المفاتيح: قبل سنوات عديدة وفرت جوجل إمكانية إضافة لوحات المفاتيح وكان هذا أحد الوسائل التي دعمت المستخدم وخاصة العربي الذي كان نظام أندرويد سابقاً لا يدعم لغته. في نظام iOS 8 وفرت أبل لوحات المفاتيح.

ArabicKeyboard_02

3

قسم الشاشة: هذه لا تعد ميزة في الأندرويد حيث لم تضيفها حتى الآن جوجل، لكنها ميزة وفرتها سامسونج أولاً في عائلة “نوت” اللوحية ثم أضافتها LG كذلك. الآن أبل توفر نفس الميزة في iOS 9 على الآي باد.

4

البحث الذكي: من أهم تحديثات نظام iOS 9 أنه يوفر ميزة البحث الذكي فتستطيع سؤال محرك البحث عن أي تطبيق في الجهاز أو حتى درجات الحرارة ونتائج المباريات. وقد سبقت جوجل أبل في هذه المزايا بتوفير Google Now.

Siri Search

5

فيديوهات المتجر: ميزة قديمة وفرتها جوجل في متجرها وكذلك وفرناها نحن في تطبيق آب-عاد وهى أنك تستطيع مشاهدة فيديو شرح للتطبيقات. أبل نقلت هذه الميزة في متجرها قبل عام.


الأندرويد بمفهوم iOS

الأمر نفسه يتكرر مع جوجل التي سعت إلى إكساب نظامها مظهر iOS فمن شاهد مؤتمرات لولي بوب وأندرويد M الأخيرين سيشعر أنه يرى نظام أبل. وهذه أبرز ما نسخته من أبل:

1

التصميم: كان تصميم الأندرويد أبعد ما يكون عن الجمال، وهو ما اعترفت به جوجل نفسها وأعلنت “ثورة” في تصميم الأندرويد مع نظام لولي بوب الذي كان مزيجاً بين تصميم iOS وبعض تصميم الويندوز فون.

2

منظومة الدفع: بالرغم من أن جوجل سبقت أبل بسنوات في توفير منظومة الدفع، لكنها ظلت وكأنها لا تعرف ماذا تفعل بها، ثم أعلنت أبل عن خدمة Apple Pay فهنا عرفت جوجل الطريق فبعد أقل من عام أعلنت جوجل عن تحديث منظومة الدفع لتنسخ ما قدمته أبل حتى أنها قررت تغير منظومة الدفع الخاصة بها لتنسخ اسم أبل وتصبح Android Pay.

Android Pay

3

الخصوصية: من الأمور الطريفة أثناء مشاهدة مؤتمر أندرويد M قبل أسبوعين –هذا الرابط– أن ترى جوجل تتحدث بفخر عن مفاجئة وميزة كبيرة وهى أنك تستطيع تحميل أي تطبيق بدون أن يطلب منك الوصول إلى أي بيانات، وعند استخدام خاصية تحتاج طلب خاص وليكن الكاميرا فهنا سيطلب منك النظام أن تمنح التطبيق أو ترفض… كما أنه يوجد في الإعدادات خيار سحب أي تصريح من أي تطبيق. هذا الأمر نعرفه منذ سنوات طويلة في iOS.

4

البصمة: أبل ليست من قدم البصمة في أجهزتها فقد سبقها الكثير من الشركات -راجع هذا الرابط– لكن بقيت البصمة مهملة لسببين هما قلة جودتها وكذلك عدم دعم الأندرويد نفسه لها وعلى الشركات تعديله. بعد إعلان أبل عن البصمة عرفت الشركات طريقها فتم تعديلها من الكثير من الشركات لتحاكي أسلوب أبل (لمس وليس سحب) وأخيراً في مؤتمر الأندرويد أعلنت جوجل عن دعم البصمة وضربت أمثلة تحاكي تماماً أمثلة أبل عند طرحها للبصمة.

android-m-app-permissions

5

معالج 64Bit: نفس النقطة السابقة لكن مع اختلاف أن أبل سبقت الشركات في تقديمها وهو ما أعطى لأجهزة أبل التي كانت بمعالج ثنائي النواة 1.2 و 1.4 جيجا أداء ينافس وأحياناً يتفوق على أجهزة بمعالج ثماني النواة. ثم ظهرت شائعات وقتها أن سامسونج سترد فوراً على أبل وتصدر S5 بمعالج 64bit لكن لم يحدث، والسر أن الأندرويد لا يدعم هذا النوع. وبالفعل حدثت جوجل نظامها لتسمح للشركات بتقديم معالجات 64bit


تعليق آي-فون إسلام

بالطبع ما سبق هى ذرة من مزايا كثيرة وخواص في نظامي iOS والأندرويد تم نقلها كل منهما من الآخر. لكن ما السر؟

الإجابة هى أن الشركات فكرت فيما قد يجذب المستخدم لأجهزة المنافسين؟ بالطبع هناك مزايا لديه ليست لدينا؛ وطالما ظلت هذه المزايا غير موجود فلن يأتي هذا المستخدم. إذا فالحل هو أن تلعب على محورين هما تطوير مزايا خاصة والمحور الثاني هو نقل مزايا المنافس. وهنا إما أن تجذب المزايا الجديدة المستخدم أو أن يجد المزايا التي كان يفتقدها في نظامك أصبحت متوفرة. هذا هو السر. الشركات لن تفكر في أمور شكلية مثل “قلدتم نظام كذا، هذه المزايا موجودة منذ القدم وو” الذي يهم الشركات هو شيء واحد “كم مليار دولار صافي ربح تحقق هذا العام؟” أما الأمور الشكلية من عينة “أبل تنهار… وداعاً جوجل” فهذه يتركونها للعامة كي يسلوا أنفسهم بها ففي النهاية هم يعلمون أن من يشتري الأندرويد لن يغير نظامه بسبب سخرية مستخدم أبل منه، ومن يشتري الآي فون لن ينتقل إلى جوجل لأن أحدهم أخبره أن هذه الميزة الجديدة موجودة في نظامهم.

أي مزايا الأندرويد أو iOS التي تراها الأفضل بالنسبة لك؟ وهل تؤثر سخرية الآخرين في قرار اختيار هاتفك؟

مقالات ذات صلة