منذ عام ونصف تقريباً وكل التقارير المالية التي أصدرتها سامسونج تشير إلى تراجع كبير في المبيعات وصل إلى إزاحة أبل لها لفترة من قمة الشركات المصنعة للهواتف الذكية مما طرح سؤال في العالم التقني. من المنافس التالي؟ انتهى عصر بلاك بيري ونوكيا وإذا استمرت سامسونج هكذا فستخرج من منافسة القمة؛ فمن التالي؟ هل سيكون الثلاثي الصيني؟

هل الصين منافس أبل القادم؟


نظرة تاريخية

بسبب غرور بلاك بيري ورفضها التطور انتهى عصرها؛ ثم عاندت نوكيا وسخرت من نظام أندرويد وهنا انتهزت سامسونج الفرصة وانفردت بسوق الأندرويد في غياب من الجميع. نوكيا لا تراه نظام حقيقي، سوني كانت تغرق في مشاكل تحالف سوني-إيركسون ولم يكن هناك وجود للصين. لكن دوام الحال من المحال، اهتمت سامسونج بمعركتها ضد أبل وسعيها لجذب مستخدمي الآي فون لها ونسيت مستخدميها الذين انتقلوا إلى شركات كثيرة منها منافسها أبل ومنها أيضاً مصنعي الأندرويد الآخرين مثل هواوي التي تحتل الآن مركز ثالث أكبر مصنع أجهزة ذكية يليها شاومي ثم لينوفو-موتورولا. ولك أن تتخيل أنه في نهاية 2014 كانت أبل تبيع آي-فون أكثر من بيع سامسونج لجميع الهواتف الذكية سواء الفئات العليا أو ذات ال 100$.

galaxy-S6

حاولت سامسونج الإفاقة وقدمت تغيرات رائعة في هاتفها S6 جاءت التقارير مخيبة للأمال بانهيار المبيعات كما ذكرنا في أخبار على الهامش -راجع هذا الرابط-. والآن جميع الأقسام في سامسونج تعاني من تراجع عدا -للمفارقة- قسم أشباه الموصلات الذي يصنع بعض القطع الداخلية وأشهرها المعالجات لشركة أبل. لا تزال سامسونج تربح وتبيع الملايين لكنها في تراجع مستمر بدون توقف وذلك لأنها لم تنتبه إلى منافسيها… ففي غفلة من الجميع ظهر الصينيون.


الثلاثي الصيني

شاومي: للهواتف الصينية سمعة سيئة تاريخية مرتبطة بقلة الجودة لذا لم يعر أحد الانتباه لهم، لكن سرعان ما رأينا شركات صينية ضخمة مثل شاومي -راجع مقال شاومي أبل الصين– التي صنعت مفاجئة بأن تقدمت من لا شيء. شركة تم تأسيسها في 2010 وتبلغ قيمتها السوقية الآن 40 مليار دولار وتتفوق على أبل في الصين كأكبر شركة تبيع هواتف ذكية داخل الصين بل أن إجمالي مبيعات شاومي في الربع الماضي توازي مبيعات سوني + LG معاً وهو رقم ضخم إذا علمنا أن سوني وإل جي يبيعان أجهزتهم بشكل رسمي في كل العالم في حين تبيع شاومي هواتفها في 7 دول فقط وهم الصين وتايوان وسنغافورة وماليزيا والهند وأندونيسيا والفلبين. تخيل أنها تصبح رابع أكبر مصنع هواتف ذكية في العالم بدون دخول السوق الأمريكي أو الأوروبي أو حتى العربي بشكل رسمي.

Mi Xiaomi

هواوي: شركة هواوي عريقة تأسست قبل 28 عاماً وكانت تكتسب شهرة كبيرة في تصنيع أجهزة الاتصال ( مودم الإنترنت، شبكات التقوية، وغيرهم). ثم دخلت عالم الهواتف بقوة وتفوقت على جميع الاعبين وأصبحت ثالث أكبر شركة. ومن تجربة شخصية لهواتفها (شقيقتي تمتلك Mate 7) وجدت أن جودة التصنيع فائقة وأن كلمة “هاتف صيني” التي في أذهاننا هذه لا وجود لها الآن.

لينوفو: شركة صينية عريقة تأسست قبل 31 سنة. لكن خلال الـ 10 سنوات الأخيرة قررت الخروج من الصين واكتسحت الجميع. في 2005 استحوذت على قطاع الحواسب الشخصية من IBM وأصبحت الآن أكبر مصنع حواسب تفوق HP و Dell. وفي 2012 دخلت عالم الهواتف الذكية وبعدها بعامين أي في 2014 اشترت الشركة التي اخترعت الهواتف المحمولة “موتورولا” من جوجل.


أين باقي المنافسين؟

قد يطرح البعض تساؤل وهو: لماذا نرى أن الصين هم منافس أبل القادم؟ لماذا لا تعود سامسونج؟ وأين LG وسوني و HTC من الصراع؟

LG-G4

سامسونج منذ عام ونصف تعاني من تخبط وفشلت مراراً في العودة، وحتى أفضل هاتف قدمته وهو S6 فشل أيضاً في تحقيق مبيعات حقيقية دفع الشركة إلى تخفيض سعره 100 دولار أملاً في تحريك المبيعات. LG شركة مستقرة بشكل غريب لا تتراجع أو تتقدم. على مدى 6 نتائج ربع مالي (عام ونصف) وحصتها السوقية 4% إلى 5% لا تزيد. ولم نرى أي طموحات توسعية لها. وأخيراً الثنائي سوني وHTC فأقصى طموحات الشركتين هى عدم الخسارة. نتائج مالية متكررة تشير لخسائر بشكل جعل شبح الإفلاس يطارد HTC. نعم تحسنت المبيعات للإثنين لكنهم ليسوا في وضع منافسة حقيقي.


عوامل قوة الشركات الصينية

في البداية هناك ملاحظة هامة. الشركات الصينية الآن تسيطر على ما يقارب ربع السوق العالمي للهواتف الذكية لكن بالرغم من هذا لم نرى قضية ضدها. لم ترفع سامسونج أو أبل قضايا انتهاك براءات اختراع ضد الشركات الصينية مثلما رأينا في صراعات أبل-سامسونج، أبل-نوكيا… شاومي تشتهر بأنها تنسخ أجهزة أبل لكن يبدو أنها تعدل نقاط معينة لتفشل عملية المقاضاه -أو ربما تتجاهلها أبل- الخلاصة أنهم يمتلكون بالفعل مخزون تقني كافي. أضف إلى ذلك الإمكانيات الهائلة لأنهم “شركات صينية”. كما يتميزون بتقديم أجهزة فريدة من نوعها كما في هواتف OPPO. عوامل قوتهم هذه جعلتهم يقدمون هواتف فئة عليا بأسعار تقل 100-200$ بل وأحياناً أقل 300 دولار كما في هواتف OnePlus.


منافسين ولكن

Apple Watch iPhone

ما تم إثباته طوال السنوات الماضية أن عميل أبل ولاءه لشركته لا نظير له. فمبيعات أبل لم تتراجع طوال 7 سنوات سوى في نتيجة ربع واحد فقط (3 أشهر تراجع وسط 81 شهر تقدم). وهذا يعني أن المنافسة الآن هى العميل الجديد الذي يدخل عالم الهواتف الذكية للمرة الأولى. لا يستطيع الأندرويد القضاء على iOS أو العكس فكل منهم يستهدف فئة من المستخدمين. سيظل هناك من يريد تطبيقات ونظام ذو أداء فائق وجودة عالية وأمان؛ كما سيظل هناك من يريد الحرية المطلقة وفعل أي شيء يريده.

هل سبق وتعاملت مع الهواتف الهواتف الصينية العليا؟ وهل ترى أن الصين منافس أبل القادم وتستطيع شركاتها فعل ما فشلت نوكيا وبلاك بيري وسامسونج فيه وتهزمها؟

مقالات ذات صلة