كيف تحولت أبل من شراكة بين صديقين قام بكتابتها شخص ثالث أستمر معهم لأيام لتصبح شركة عملاقة هى الأكبر في العالم؟ شراكة بين عبقري تصنيع وزنياك ومعه متحدث ومسوق بارع يدعى ستيف جوبز فكيف تم وضع قواعد العمل في أبل والشركة والتصنيع والإنتاج والمشاريع والاستثمارات؟ السر هو شخص يدعى مايك ماركيولا.

[8] عباقرة صنعوا أبل: مايك ماركيولا

قال ستيف وزنياك عنه: دور مايك ماركيولا في نجاح أبل يفوق دوري أنا شخصياً كمؤسس لأبل.


ما قبل أبل

مايك ماركيولا مستثمر أمريكي من أصول فندلية تخرج من جامعة كاليفونيا الجنوبية من كلية الهندسة وحصل على درجة الماجيستر أيضاً. ثم بدأ في العمل والاستثمار في الشركات وسرعان ما حقق الملايين من حصص أسهم في شركتي Fairchild Semiconductor وإنتل وقرر التقاعد في سن 32 سنة فقط.


مايك ماركيولا في أبل

بعد نجاح جهاز أبل 1 “Apple I” والذي قام بتصنيعه بالكامل ستيف وزنياك –هذا الرابط– أراد الثناني التوسع وتصنيع جهاز أبل الثاني Apple II وكان لديهم مشكلة في السيولة فكل ما باعوه كان أقل من 200 جهاز (هذا رقم جيد لأبل أبل 1 أول حاسب شخصي). وهنا فكر ستيف جوبز في Regis McKenna الذي كان المسئول عن تسويق جهاز أبل الأول والذي قام بتعريفه على “دون فلانتين” وهو مستثمر ورجل أعمال أمريكي ومعروف بدعمه للكثير من الشركات الصاعدة في وادي السيليكون الأمريكي. وبعد لقاء جوبز به لم يتحمس فلانتين لمشروع شركة أبل لكنه قام بتحويل جوبز إلى صديق له معتزل العمل وهو مايك ماركيولا. وهنا تمكن ستيف جوبز من إقناع مايك بالفكرة وهنا قرر مايك أن يقوم بأفضل مما يتخيل ستيف جوبز.

Mike Markkula-01

قرر مايك العودة من الاعتزال وأن يصبح الموظف رقم 3 في أبل -عارضة زوجته القرار فأخبرها أنه سيعمل معهم 4 سنوات فقط- ثم زود جوبز بـ ربع مليون دولار “تخيل قيمة المبلغ عام 1977” منها 80 ألف دولار استثمار مباشر و 170 ألف دولار قرض منه لأبل. ثم قام بالبحث بإقناع مايكل سكوت ليصبح أول رئيس تنفيذي لشركة أبل (سوف نتحدث عنه في الجزء القادم) ثم قام مايك بتحويل أبل إلى شركة ووضع الكثير من القواعد والقوانين الخاصة بها وكيف يتم تدريب الموظفين وعمل بنفسه في وظيفة المدرب كما عمل مايك كمبرمج في الشركة وكذلك في وظيفة “موظف اختبار الأجهزة” وكان المسئول عن فحص أجهزة أبل الجديدة كما شارك ببعض الأفكار مع ستيف وزنياك في تطوير الأجهزة. وفي 1979 أيد مشروع وفكرة Jef Raskin’ لتصنيع نوع جديد من الحواسب الشخصية وعارضه في ذلك ستيف جوبز حيث كان لدى جوبز مشروع أبل “ليزا” الفاشل -راجع مشاريع فاشلة لأبل– وبالفعل تطور المشروع الجديد ليصبح ما يعرف لاحقاً “ماكنتوش”.

Mike Markkula-04

وفي عام 1981 استقال المدير التنفيذي مايكل سكوت فتولى بنفسه منصب المدير التنفيذي لشركة أبل ليصبح ثاني رئيس لها واستمر في هذا المنصب حتى قام جوبز بإقناع جون سكولي -راجع هذا الرابط– بترك شركة بيبسي والقدوم إلى أبل فعاد مايك ليصبح موظف في الشركة. وفي 1985 أصبح مايك في منصب مدير أبل “Chairman” وفي الصراع بين سكولي وجوبز اختار مايك أن يقف في صف سكولي وهو الأمر الذي أدى إلى فصل جوبز كما شرحنا سابقاً في مقال جون سكولي. وفي 1993 تدهورت مبيعات أبل فضغط مايك على سكولي وأقنعه بالاستقالة وساهم في تعيين المدير التفيذي التالي ثم التالي. حتى عام 1997 وعودة ستيف جوبز لشركة أبل. وكما نعلم جميعاً كان من أساسيات عودة جوبز هو ألا يستمر في الشركة شخص عارضه أو وقف ضده وتسبب في تركه لأبل سابقاً. وبهذا غادر مايك شركة أبل في 1997 أي استمر 20 عاماً في أبل وليس 4 سنوات كما وعد زوجته.


ما بعد أبل

Mike Markkula-03

بعد عودة جوبز قام مايك بترك أبل وتأسيس شركة Echelon Corporation وهى شركة متخصصة في مجال الشبكات والمنازل الذكية حالياً وكذلك في مجال الكهرباء في عدة دول “عدادات الكهرباء” ولها 27 مليون مستخدم في إيطاليا. كما يستثمر في الكثير من الشركات. مايك سكولي يبلغ من العمر 74 سنة حيث ولد في 11 فبراير 1942.


كلمة أخيرة

ربما لا يتضح للكثيرين لماذا دور مايك ماركيولا هاماً للغاية لكن الحياه تختلف عن الأفكار وتستطيع مراجعة مقالنا –لماذا تفشل الأفكار الرائعة– وستعرف أن الفكرة بمفردها لا تحقق النجاح. فصاحب الفكرة يكون ماهر في نقطة. وفي حالة أبل كان هناك عبقري في تصنيع الأجهزة والآخر متحدث لبق ومفاوض بارع. لكن كيف تدير الموظفين؟ كيف تتعامل مع الإعلام؟ كيف تصمم إعلانك؟ كيف تقنع بنك بتمويل مشروعك؟ أين تضع مقر شركتك؟ عشرات الأمور التي تحتاج إلى شخص أو أشخاص ذوي خبرة ليكتمل المشروع. لا يكفي أن تكون ماهراً في الطبخ لتفتح مطعم. فلابد أن تعلم كيف تحسب التكاليف وكيف تدير الموظفين وتخزين البضاعة والتعامل مع الموردين ومراعاة شروط الصحة. هذا كان دور مايك ماركيولا حيث حضر إلى أبل وأسس كل شيء وما لا يعرفه قام بتمويل الشركة بربع مليون دولار كي يتمكنوا من إحضار من يستطيع القيام بهذا الأمر.


 راجع الأجزاء السابقة:

ما رأيك في ما قام به مايك ماركيولا؟ وهل ترى أن بدونه لم تكن هناك شركة تدعى أبل؟

مقالات ذات صلة