ها هي التكنولوجيا يا (صديقي) بدأت بالتداخل مع الصحة بشكل كبير سواء إيجابياً وعملياً مثل المساعدة في الأبحاث الطبية والعمليات أو بشكل سلبي -وهذا أكبر الملحوظ- بعدة تأثيرات سلبية للتكنولوجيا على الصحة، وهنا نقطتنا. من أسوأ تأثيرات التكنولوجيا على الحياة الصحية للإنسان المنع من النوم حيث أصبح استخدام التكنولوجيا وبالتحديد الهواتف الذكية قبل النوم عادة منتشرة ولكنها تؤثر بشكل كبير على النوم. لذا قامت أبل بإصدار وضع Night Shift في نظامها الأخير كحلٍ لهذه المشكلة، ولكن هل تعمل فعلاً..؟

هل الوضع الليلي يساعد على النوم فعلاً؟


كيف يجب أن تعمل التقنية؟

blue light smartphone in the dak

لسرد هذه القصة يجب البدء بالحديث عن تأثير الضوء على أنماط النوم، فالضوء بكل أشكاله يؤثر على أنماط نوم الإنسان ويرجع هذا إلى الساعة البيولوجية لجسم الإنسان والتي مكنته من الاستيقاظ صباحاً قبل استخدام الساعات، ولكن أكثر الأطوال الموجية تأثيراً على الدماغ فيما يتعلق بالنوم هو الخاص بالضوء الأزرق، حيث يعمل الضوء الأزرق على تقليل إنتاج مادة الميلاتونين والتي تعمل على إكسابك الرغبة في النوم. فكرة الوضع الليلي الذي أضافته أبل هنا كما تعلن لها هي أن تقوم بتقليل الضوء الأزرق الخارج من أجهزتها ليلاً حتى تلغي تأثيره على الدماغ وبالتالي لا يؤثر على أنماط النوم.


هل الفكرة علمية بما يكفي؟

رفضت أبل التعليق على الطريقة المستخدمة في تشغيل الميزة أو حتى الأطوال الموجية التي يقوم جهاز iOS بتقليلها أثناء الليل لذا لم يمكن تحليل تأثيرها بشكل كافٍ ولكن الغريب أن الميزة تتيح للمستخدم التحكم بدرجة دفء الشاشة (بمعنى التحكم في درجة اللون الأزرق) وهذا الموضوع ليس منطقياً إن أردت علاج اضطراب النوم الناتج عن الأشعة لأنه سيكون مثل تعديل جرعات الدواء مثلاً حسب مزاج المريض. بالطبع لا يعرف المستخدم درجة اللون الأزرق التي يمكن أن تمنعه من النوم أو العكس.


بلا فوائد؟

Night Shift

الميزة بالفعل مفيدة ولكن القدر الذي يمكننا التحقق منه هو في بند راحة العين، حيث أن الضوء الأزرق يساهم في إجهاد العين بشكل كبير والتقليل منه بقدر الإمكان خصوصاً في الليل هو إضافة مرحب بها. وحتى إن لم تؤثر على النوم مباشرة بشكل كبير فإن راحة العين مهمة.


إذاً هل ستشكل فارقاً كبيراً في نمط نومي؟

Clock Time Sleep Night

الأشعة الزرقاء ليست هي المصدر الوحيد للأرق وإجهاد العين أيضاً، بل النظر لأي شيء على مسافة قريبة من العين يتسبب لها بالإجهاد سواءً أكانت شاشة أو غيرها، لذا ففي حالة الشاشة الإجهاد مضاعف نظراً للحاجة إلى الدقة والمتابعة والضوء الصادر. أيضاً الأرق يمكن أن يكون بسبب أي شيء آخر غير الأشعة الزرقاء مثل قضاء وقت طويل في تصفح حائط فيس بوك بلا هدف معين وبشكل مستمر والذي يؤدي لجعلنا غير سعداء نسبياً ويشكل ضغطاً سلبياً على النفسية (طبقاً للباحث إيثان كروس أستاذ علم النفس – جامعة ميشيجان).


الخلاصة ونصيحة آي-فون إسلام

الميزة هي إضافة مرحب بها إلى النظام لأنها سوف تساعد على تقليل إجهاد العين بشكل نسبي، ولكن لا يجب الاعتماد عليها في تنظيم النوم أو الظن أنه يمكنك استخدام جهازك في السرير لوقت متأخر ثم النوم مباشرة فقط لأنك تستخدم ميزة Night Shift. النصيحة الأهم هنا هي أن لا تقوم باستخدام جهازك الذكي أياً كان نوعه في السرير أو حتى قبل النوم بفترة ودع فرصة لدماغك كي يستريح، ربما تجد فارقاً في نظام حياتك بعد فترة.

تذكير: ميزة الوضع الليلي متوفرة على الأجهزة ذات المعالج 64Bit فقط


هل جربت خاصية الوضع الليلي أو Night Shift؟ شاركنا برأيك فيها

مقالات ذات صلة