في مؤتمر أبل الشهر الماضي أعلنت الشركة عن مضاعفة السعات التخزينية بنفس الأسعار وهو أمر سعد به الكثير من المستخدمين للوهلة الأولى وأنا منهم. لكن مع الوقت جلست أفكر هل هذه السعة مخادعة؟ هل أبل تخدعنا بهذه السعة التخزينية ويجب علينا تجنب شراءه؟

هل تخدعنا أبل بسعة 32 جيجا في الآي فون 7؟

عندما صدر الآي فون لأول مرة كان سعة التخزينية 4 جيجا ثم انتقل الحد الأدنى ليصبح 8 جيجا ثم 16 واستمر هذا الأمر لأكثر من نصف عقد من الزمن. لكن هذه السعة التخزينية أصبحت تجعلك تملك مظهر آي فون وليس حقاً جهاز. فالآي فون قوته في تطبيقاته لكنك لا تستطيع تحميل العديد منها. قوته في الكاميرا لكن لا تستطيع التصوير بحرية بسبب المساحة. ودعونا نفكر سريعاً في الآي فون 7 وسعة 32 جيجا.


التطبيقات والألعاب

iphone-7-apps

عندما تنظر إلى حجم أكبر لعبة في iOS وتقارنها بألعاب أكس بوكس وبلاي ستيشن وحتى الحاسب الشخصي فإنك ستجدها أقل بكثير منهم حجماً. والسر أو قدرات وعتاد الهواتف لا يقارن بالحواسب ومنصات التشغيل. هذا يعني ببساطة أنه كلما يزيد من قدرات الجهاز فإننا تلقائياً نرى ألعاب وتطبيقات أعلى جودة وبالطبع أكبر حجماً. الآن دعونا ننظر للآي فون 7 سنجد معالج متفوق بمراحل على الجميع. ونفس الأمر في محرك الرسوميات. هل تتخيلون الفرص المتاحة الآن أمام المطورين؟ سنرى ألعاباً غير مسبوقة لكن ماذا عن الحجم؟ تخيل أنك ستجد ثلاثة ألعاب مثلاً تأخذ مساحة 10 جيجا من ال 26 في جهازك (السعة الفعلية لـ 32 تكون ما بين 26 إلى 28). أي ثلث مساحة جهازك في 3 ألعاب عالية الجودة. أضف إلى ذلك التطبيقات التقليدية مثل تويتر والفيس بوك واتس آب انستاجرام الخ الخ. أي أن أي شخص محب للألعاب أو كثيف الاستخدام للتطبيقات فلن تصلح سعة 32 جيجا معه.

أطلب منك أن تفكر في جهازك إن كنت من مقتني سعة 32 جيجا سابقاً. أنت الآن تستخدم نفس التطبيقات في السابق وفي الماضي كانت هذه السعة تكفيك لكن الآن لا. أليس كذلك!


التصوير

iphone-7-plus-camera-module

مرحباً بك في عالم الفيديو 4K حيث الدقيقة تتجاوز 300 ميجا بل وقد تصل إلى 400 ميجا. إذا التقطت فيديو واحد 5 دقائق مرة واحدة أسبوعياً ستجد نهاية الشهر أن لديك 8 جيجا تقريباً أي أكثر من ربع مساحة جهازك ضاعت في 4 فيديوهات. أما إذا كنت من محبي التصوير فعليك إما نسيان سعة 32 جيجا أو تعلم عادة حذفها بشكل دوري أو استخدام السحابة وهى نقطتنا الثالثة.


السحابة ليست للجميع حقاً

icloud_drive

توفر أبل مزايا السحابة تمكنك من تفريغ مساحة جهازك عبر تحميل الصور والفيديوهات والموسيقى لكنك ستواجه مشكلتين الأولى هى أن سعة التخزين محدودة 5 جيجا وهى لن تكفي أي شيء. وإذا أردت سعة أكبر ستجد اشتراكات شهرية -راجع مقالنا السابق-. المشكلة الأخرى هى سرعة الإنترنت. تخيل أنك تقوم برفع عشرات الجيجا من الصور والفيديوهات وتريد مشاهدتهم. هل تتوفر لديك سرعة إنترنت كافية؟


الفخ: جهاز أقل في السرعة

إليك هذا الفخ والذي تحدثت تقارير عنه وأثبته بالأمس “Lewis Hilsenteger” وهو بالمناسبة الشخص الذي بدأت أزمة إنحناء الآي فون لمن لا يعرفه. أبل تستخدم سعة 32 جيجا بجودة أقل وذات سرعة منخفضة بالمقارنة بسعة السعة التخزينية 256 جيجا. نعم أبل تضع SSD داخلي أبطئ في حالة الأجهزة قليلة السعة. ونتيجة لذلك إذا أردت نقل بيانات أو ملفات من حاسبك إلى الهاتف ستجده يأخذ وقت طويل. قام “لويس” بإثبات هذا الأمر بالفيديو وأظهر أن سرعة الكتابة في الآي فون 256 جيجا هى 8 أضعاف سرعتها في 32 جيجا طبقاً لتطبيقات الاختبار. وحتى عندما قام بتجربة نقل فيلم إلى هاتفه فإنه استغرق دقيقة أكثر في حالة الآي فون 32 جيجا مقارنة بالنسخة 256 جيجا. أي أن أبل باختصار تبيعنا هاتف أقل جودة في حالة أردت شراء 32 جيجا. وربما نكتشف أن أبل زادت السعة من 16 إلى 32 لأنها تستخدم جودة أقل؟! شاهد الفيديو:


الآي فون سعة 32 جيجا لك

إن كنت شخص لا تهتم بالألعاب الضخمة ولا من محبي التصوير بكثافة. الآي فون 32 جيجا مناسب لك. لا تحمل أفلام عديدة على جهازك لتشاهدها لاحقاً وكذلك لست من هواة الصوتيات والموسيقى ولديك مكتبة ضخمة لهم. إذاً فالآي فون 32 جيجا مناسب لك. سعر الآي فون 7 مبالغ فيه في بلدك إذا فاشتري الآي فون 32 جيجا. لا تخطط للاستمرار طويلاً معه وسوف تشتري آي فون العام القادم. إذاً فهذه السعة لك. غير ذلك فهى غير مناسبة لك وعن تجربة شخصية.

ما رأيك في سعة 32 جيجا للآي فون؟ وهل هى مناسبة لاحتياجاتك حقاً؟

مقالات ذات صلة