أحياناً في اللقاءات الصحفية وكذلك مؤتمرات أبل أشعر وكأن تيم كوك المدير التنفيذي لشركة أبل وفيل شيلر المسئول الأول للتسويق في الشركة وكأنهم يقولون لنا “هذا هو الآي فون الجديد فماذا ستفعلون؟ هل سوف تشترون أندرويد؟! هذا هو الماك الجديد فهل ستعودون للويندوز إن كان لا يعجبكم؟”. هذا ما أشعر به أحياناً بالفعل. وبعد مؤتمر أبل السابق بدأ أقتنع بأن أبل تستخدم التغيير بالصدمة.

هل تنجح أبل في إدارة التغيير بالصدمة؟

في مقال زميلي أحمد بللو قبل أيام والذي تحدث فيه عن تجربته وتفكيره للتحول إلى الأندرويد أو حتى اقتناء جهاز منهم –راجع مقاله– لكنه وجد صعوبة كبيرة لأنه يعيش في عالم أبل المتكامل وكأنه أصبح مسجوناً في زنزانة التفاحة. الأمر نفسه بصيغة أخرى تحدث عنه تقرير أغلى العلامات التجارية بأن أبل هى وباستمرار أغلى علامة والسر هو تكامل أجهزتها -Ecosystem- فتصبح جميع أجهزتك وحياتك في عالمها فحتى وإن لم يعجبك أحد المنتجات فسوف تستخدمه مجبراً.

وهذا العام رأينا كيف أطلقت أبل الآي فون 7 بدون منفذ الصوت بل يمكننا القول مجازاً أنه بدون أي مزايا جديدة سوى الكاميرا. نعم هناك تعديلات عديدة لكنك لن تشعر بفارق حقاً وللمزيد يمكنكم مراجعة مقال مدير المدونة المهندس طارق منصور عبر هذا الرابط والذي تحدث فيه أنه لم ينبهر بالآي فون 7.

iphone-7-plus

وجاء جهاز ماك بوك برو الجديد ليعلنها صراحة “هذا هو الماك فماذا ستفعلون؟” ففي البداية أعلنت أبل أنه يعمل فقط بمنافذ C وعليك اقتناء عدد ضخم من المحولات إن أردت استخدام جهازك. وهو ما دفع أحد الهواه إلى السخرية من أبل في فيديو دعائي قوي:

ثم توالت المفاجئات. أعلنت أبل صراحة الجهاز سيأتي فقط بسعة 16 جيجا ولا يمكن زيادتها سواء بنفسك أو بواسطة أبل قبل الشراء وهو أمر صادم لأن المحترفين توقعوا أن تسمح أبل بالزيادة إلى 32 جيجا على الأقل. فالحاسب المحول تخلف كثيراً عن الأجهزة المكتبية حيث تستطيع تعديل iMac الأحدث إلى 64 جيجا بل أن iMac نسخة 2013 يمكنه أن يعمل بـ 32 جيجا. وبالطبع ماك Pro يتحمل 128 جيجا ذاكرة. فكيف يعقل يا أبل أن حاسبك الذي سيصدر قبل أيام من عام 2017 يعمل فقط بسعة 16 جيجا؟! أجاب فيل شيلر على هذا السؤال بـ “زيادة الذاكرة سوف تؤدي إلى زيادة استهلاك البطارية وهذا لا نريده لذا قررنا عدم السماح بذاكرة فوق 16 جيجا”. تقرر الشركة وضع بطارية صغيرة ثم تعديل المواصفات لتناسبها؟!!! يذكرنا هذا بتصريح فيل شيلر أن الآي بود 5 قديماً لا يوجد به حساس ضوء لأن التصميم لا يسمح. وعن إلغاء منفذ الأسطوانات في iMac قديماً بأن الجهاز نحيف ولا يوجد مشغل أسطوانات يناسبه.

iMac inferior view

ويستمر الأمر غريباً حيث لم تكتفي أبل بصدم المستخدمين في عدد الوصلات والذاكرة بل جاء تقرير تقني يشير إلى أن حتى من يمتلك أجهزة بمنفذ Thunderbolt 3 والذي قامت أبل بدعمه فقط في حاسبها الجديد فإنه قد لا يعمل مع الجهاز بسبب تغيير أبل في بعض التقنيات الداخلية. هل تتخيل هذا الأمر أنه حتى وإن فرضنا أنك تمتلك أجهزة ومحولات Thunderbolt 3 وقررت شراء الماك برو فسيكون عليك أيضاً شراء ملحقات جديدة والتي بعضها بمئات الدولارات.

thunderbolt-3


أبل تعلم وترد

قد يظن البعض أن اعتراضنا وحديثنا هنا وهناك عن الأجهزة التي عليك شراءها مع الماك بوك برو لا يصل إلى أبل فالحقيقة أنه قد وصل بالفعل للشركة وسارعت أول أمس بتخفيض أسعار المحولات بنسب تصل إلى 50% وكذلك اتفقت مع شركات مثل LG أن تخفض سعر شاشتها 25% ذات الجودة 4K من 700 دولار لتصبح 524 دولار وشاشة 5% من 1300 دولار لتصبح 974 دولار أي تخفيضات 25%.

lg-5k

كما أعلنت مع سانديسك تخفيض سعر قارئ الكروت SD من نوع C والذي كان يبلغ سعره 49 دولاراً ليصبح 29$. وعلى ذكر إلغاء منفذ الكروت علق فيل شيلر عند سؤاله لماذا تم التخلص من منفذ SD وترك منفذ الصوت القديم والذي ترونه بدائي ذكر أن السر هو أن أجهزة ماك بوك برو هى مصنعه للمحترفين وهم سيحتاجونها في توصيل الأستدويهات وأجهزة عديدة وليس فقط السماعات لكي نلغيها.

audio-studio

إذا فالشركة تعلم جيداً أنه تسببت في مشكلة لكل مشتري لجهازها الجديد لذا تريد تخفيض أسعار الملحقات له. مؤكد أن أبل ستحقق مبيعات من الحاسب لكن هل ستكون جيدة؟ هل ستتمكن من معاودة الصعود مرة أخرى لهذا القطاع؟ نشك وبشدة لكن علينا الانتظار حتى نرى تقرير الربع القادم في يناير. لكن بالطبع نحن متأكدون أنها لن تتراجع.


كلمة أخيرة

هناك أساليب كثيرة للتغير سواء في عالم التقنية أو الاقتصاد أو السياسة بعض هذه الأساليب يكون هادئ ويمتاز هذا الأسلوب أنه آمن وقليل المشاكل لكن يحتاج وقت طويل. الأسلوب الآخر هو التغيير بالصدمة. أن تقرر التغيير بعنف وقوة واستخدام سلطتك ونفوذك وقوتك على الآخرين لفرض التغيير. هذا الأسلوب يتميز بأنه يمكنه إحداث التغيير بسرعة لكن يعيبه أنه في حال فشل إدارته تكون العواقب وخيمة. قرر قادة أبل استخدام الأسلوب الأخير فهل يتمكنون منه؟ وهل عشقنا للتفاحة سيمكننا من تحمل هذه التغيرات الصادمة؟ أبل الآن تختبر الصدمة في الماك بشكل رئيسي فهل تتوقع أن تصل إلى الآي فون؟

هل ترى أن تتعمد التغير الصادم لثقتها في ولاء عملاءها؟ أم أن التقنية هى ما تحتم عليها فعل هذا الأمر؟ وهل تتوقع لها النجاح؟

المصادر:

 iclarified | plugable | macrumors | theverge

مقالات ذات صلة