الأسبوع الماضي تحدثنا عن بعض الأمور التقنية التي تجد من يعتبرها خطأ من أبل ألا تضعها. ثم تجد أن مطورة الأندرويد جوجل هى الأخرى عندما تقدم هواتف سواء نيكسس أو بيكسل تفعل الأمر تماماً مثل أبل. وأردنا توضيح السر التقني وراء هذا الأمر ولماذا تقرر جوجل أن تفعل مثل أبل ولا توفر هذه المزايا؟

لماذا لا تقدم جوجل هذه المزايا مثل أبل؟ الجزء الثاني


توضيح للقراء

وصلنا العديد من الاستفسارات والاعتراضات سواء على موضوع النقاش نفسه أو الآخرون الذين تجاهلوا المقال ككل وعلقوا على نقطة أن هناك مزايا موجودة في السيديا أو حتى من قلب النقاش شخصي وذكروا أنهم يستخدمون جهاز كذا بينما أنت “أنا يعني” تستخدم هاتف أندرويد سعره 250 دولار وتقارن بين هذا وذاك. ومنعاً للتشتيت وبسبب تعدد المقالات النقاشية التي نشرناها مؤخراً فإننا سوف نقوم بعمل مقال خلال أيام للرد على أكثر الاستفسارات المباشرة التي وصلتنا سواء في الجزء الأول من هذا المقال أو المقالات الأخرى وحتى التي سيتم إرسالها كتعليق على مقالنا هذا. لذا فضع تعليقك وسنرد عليك في مقال قادم.


ما هو هدف المقال

للأسف فإنني لم أكن موفقاً في مقالي السابق لتوضيح ماذا أقصد به في المقال وهل هى مقارنة بين الأندرويد وأبل؟! الحقيقة أن عكس هذا تماماً. المقال يتحدث باختصار عن ما هو المشترك بين أبل وجوجل في أجهزتهم؟ ولماذا حدث توافق بين الخصوم على هذه النقاط التقنية وقرروا منعها بينما الشركات الخاصة بالعتاد “هواوي – سامسونج – سوني – LG – فيفو – أوبو” يقومون بوضع هذه الأمور. المقال هو ما السر وراء هذا الأمر.

Android Apple


القابلة للإزالة والتغيير

هل لاحظت أن الآي فون لا يسمح لك بأن تزيل وتركب أي شيء تقريباً؟ تحدثنا عن كروت الذاكرة مسبقاً لك في الجزء الأول لكن ستجد الأمر نفسه في البطارية. إضافة إلى هذا فإن أبل لم تطلق هاتف بشريحتين. ماذا عن هواتف جوجل الرسمية؟ ستجد أنه منذ تأسيس مصطلح جوجل نيكسس (مع نيكسس 4) وحتى الآن في بيكسل وجوجل تقدم هواتف بشريحة واحدة ولا تستطيع إزالة البطارية ولا كروت ذاكرة. الغريب أن هذه النقطة تحديداً بدأت في جذب شعبية كبيرة فتجد العديد من الشركات تقدمها وأشهرهم HTC وسوني التي غالبية هواتفها لا تسمح لك بنفس الأمور فلماذا؟

HTC 10

هذه المرة لا يوجد سبب صريح ورسمي لكنها مجموعة أسباب. الأول هو أن وضع كارت ذاكرة أو شريحة إضافية يعني نقطة أساسية وهى أن يتم تخصيص جزء معين من الجهاز داخلياً ليقوم بوظيفة محددة. تخيل أن شركة تريد زيادة البطارية ثم تلغي هذا لأن المكان محجوز لكارت الذاكرة الإضافي والميموري؟! بالبحث ستجد أن أبل قامت بتسجيل براءة اختراع لهواتف لا يتم وضع شريحة بها بل تأتي بشريحة افتراضية ثم قامت بتقديم مفهوم Apple SIM -مع الآي باد فقط حالياً وفي دول محددة- وتهدف به أن يصبح لديك شريحة تأتي تلقائياً التنقل بين الشركات المختلفة حول العالم لكنه لا يزال محدود الانتشار ولم تتمكن من تطبيقه في الآي فون. الخلاصة هى أن الشركات تريد أن يكون تصميمها الداخلي للعتاد بلا قيود. فهى من تقرر أين تضع كل نقطة ولا تكن حواف الجهاز محجوزة لمهمة محددة. ونرى أن أبل توسعت في الأمر نفسه وذكرته ضمناً عند إلغاء منفذ الصوت وذكرت أنها تريد تقليل المساحات المهدرة ومنحها لباقي العتاد.

iphone-7-battery-and-taptic-engine

بالانتقال إلى البطارية وهذه هى الميزة الأكثر شعبية. البطاريات بالرغم من أنها لم تتطور بشكل كبير من الناحية التخزينية وتظل المأساة وأن عليك زيادة حجمها لزيادة سعتها. لكن التقنية تطورت بشكل ضخم بشأن عمر البطارية. لذا قررت الشركات عدم توفير إزالة البطارية. فمن وجهة نظرهم البطارية لن تتلف سريعاً فلماذا تكون قابلة للإزالة؟! وترى الشركات أن من يريد حمل بطارية إضافية فليحمل بنك طاقة أو شاحن طالما قرر حمل شيء.

pixel-battery

النقطة الأخرى هى أن يصبح الهاتف أقل حجماً. فمنع المستخدم من فتحه يجعلهم قادرون على تقريب البطارية وكل الأجزاء من بعضها البعض وربما أحياناً لصقها ليصبح الهاتف مضاد للمياه.


حذف أي تطبيقات

ينقص نظام أبل منذ سنوات أن تمنحك خيار التطبيق الافتراضي وتحدثنا عن هذا كثيراً. وسخر الكثيرون من iOS 10 الذي يمكنك من حذف تطبيقات النظام لكنها في الحقيقة أشبه بـ “إخفاءها”. ثم تفاجئ بتعطل مزايا تعتمد عليها. لكن ماذا عن الهواتف الأخرى؟! جوجل والأندرويد يمنح مستخدميه الحرية أليس كذلك؟ هل تستطيع حذف أي من تطبيقات النظام؟ نعم يمكنك تحميل آخر وجعله افتراضي لكن هل تستطيع حذف خرائط جوجل مثلاً. إن كان لديك هاتف سامسونج هل تستطيع حذف تطبيقاتها؟ ماذا عن تطبيقات سوني في أجهزتها؟ هذه التطبيقات تلتهم مساحة الأجهزة الحقيقية. انظر الصورة التالية للسعة الحقيقية لأجهزة 16 جيجا “الصورة قبل 3 سنوات لكن الوضع لم يختلف كثيراً بل أصبح أسوء أحياناً”.

16GB-Storage

للأسف فإن هذه النقطة تحديداً لا يوجد سبب قاطع أو علمي يمكن الجزم بأنه السر. لذا أردت تأجيلها للنهاية وتركها للنقاش ويذكر كل متابع تفسيره. بشكل شخصي أرى أن التطبيقات مهمة لجمع المعلومات وكذلك إكساب الشركة قوة إضافية لدى العميل. هذا تخميني الشخصي وأترك لكم التحليل في التعليقات. وبالطبع لا يكون التفسير هو أنك تستطيع عمل روت وحذفهم لأن هذا حل للمشكلة لكن ليس تفسير لوجودها.

هل تتفق معنا بأن هناك ثوابت تقنية تتحد عليها أبل وجوجل؟ وما تفسيرك وراء عدم تمكين الشركات عملاءها من حذف التطبيقات الافتراضية

مقالات ذات صلة