منذ عشرات الأسابيع بل الشهور وأبل تعاني من مشكلة فقدان ثقة المستثمرين فيها مما أدى إلى تراجع مستمر في القيمة السوقية للشركة ثم فجأة بدأت أبل تجذب المستثمرين خلال الربع الثالث والإعلان عن الآي فون 7 لكن استمر هناك من المستثمرين الكبار من يقول أن عصر أبل قد انتهى وتم الإطاحة بأبل من أعلى علامة تجارية قيمة. وفجأة عاد سهم أبل للارتفاع بشكل غير مسبوق. لتصل الشركة إلى أعلى قيمة سوقية في تاريخها. فما السر؟

هل أعاد الربع المالي الأول 2017 ثقة المستثمر في أبل؟من منا لا يذكر عندما تحدث الجميع أن القيمة السوقية لجوجل تفوقت على أبل لمدة 24 ساعة؟ جوجل سعر سهما واصل الارتفاع وهو الآن في أعلى قيمة سوقية له أيضاً لكن أبل انطلقت بسرعة الصاروخ ووصلت الفارق الآن بين أبل وجوجل 135 مليار دولار وهو رقم لتتخيله يقارب القيمة السوقية لأم صناعة التكنولوجيا في العالم IBM (قيمتها 170 مليار). فما السر وراء هذا الأمر؟ ووصلت قيمة أبل السوقية إلى 708 مليار دولار وهو رقم لتتخيله يساوي أكثر من مجموع موازنات دول (السعودية + مصر + الإمارات + البحرين + الكويت + عمان + لبنان + الأردن + السودان + الجزائر + تونس + المغرب) وأكبر من موازنة البنتاجون نفسه.

قبل أن نحاول سوياً تفسير هذا الأمر دعونا ننظر سريعاً مرة أخرى على نتائج الربع المالي


الربع المالي الأول 2017

قمنا بذكر نتائج الربع المالي في مقال على الهامش عند صدورها وكذلك نشرتها غالبية المواقع لذا سنكتفي بإعادة النشر الإحصائي للتذكير:

  • باعت أبل 78.29 مليون آي فون وهو أعلى رقم في تاريخها وبزيادة 5% عن الربع المماثل.
  • انخفضت مبيعات الآي باد كالعادة وهذه المرة بنسبة 19% ليصل إلى 13 مليون جهاز مقابل 16 مليون الربع المماثل.
  • ارتفعت مبيعات ماك بنسبة طفيفة بعد إطلاق ماك بوك برو الجديد ونسبة الارتفاع 1%
  • ارتفاع إيرادات أبل من الخدمات “مثل متجر البرامج” لتصل إلى 7.17 مليار دولار مقابل 6.05 مليار دولار أي زيادة 18%.
  • بشكل عام ارتفعت عائدات أبل 3% لتصبح 78.3 مليار دولار مقابل 75.8 مليار دولار.

الآن وبعد أن راجعنا الأرقام فما الذي جعل أبل تنطلق بهذا الشكل؟!


الأفضل من الأسوء

ماذا كان رأي الكثير سواء من أعداء التفاحة أو حتى محبيها عندما أعلنت عن الآي فون 7 ؟ كان هنا نقد كبير بل أننا حتى عندما جربنا الجهاز ذكرنا إصابتنا بالإحباط وأنه لا يوجد به شيء مميز. إذا فمن الطبيعي أن تنخفض المبيعات أليس كذلك؟! أبل نفسها شعرت بالرعب مما دفع تيم كوك لإصدار قرار بمنع نشر مبيعات الهاتف في أيامه الأولى لأول مرة في تاريخ الشركة. لكن تأتي المفاجئة نهاية الربع وهى أن “أسوء جهاز” تمكن من تحقيق أفضل مبيعات في تاريخها. وتذكر أن هذا الربع المالي يبدأ من أكتوبر بينما توفر الآي فون في الأسواق في 16 سبتمبر. أي أنه يبدأ في حساب الهواتف التي بيعت بعد أسبوعين من توفر. وهذه الفترة كافية ليرى الملايين الجهاز في الحقيقة ويشاهدوا مراجعات له ويقرروا الشراء أو لا. أي ليسوا ممكن يشترون بشكل أعمى عند الصدور ثم يصدموا.


فماذا عن الأفضل؟

بماذا ننصح ومن قبل صدور الآي فون 7 وكذلك ينصح المتخصصون؟ انتظروا الآي فون 8 وليس 7. فالآخبار كلها تقول أن أبل هذا العام ستطلق آي-فون مميز بتصميم مختلف وأحجام متنوعة ومزايا جديد وكل شيء مميز وبشدة. دائماً تجد من يقول -وأنا منهم- لا تشتروا 7 وانتظروا 8. ثم تجد مبيعات 7 قياسية فكيف سيكون الهاتف المميز القادم؟ بالتأكيد سيحقق مبيعات ضخمة. هذا ما يشجع المستثمر على العودة للتفاؤل بمستقبل أبل.


والماك أيضاً فعلها

أبل خلال أكثر من عامين لم تشغل بالها بإصدار أي تحديثات “جذرية” لأجهزة ماك بل هناك ماك برو لم يحدث منذ 4 سنوات وأصبح بمواصفات بدائية يسخر منها المتخصصون خاصة VR. ونهاية العام قامت بإطلاق تحديث لماك بوك برو بشريط اللمس. وتعرض لهجوم شديد لأسباب مختلفة. ثم جاءت المفاجئة أنه تمكن بمفرده من إيقاف نزيف الماك وعادت المبيعات للارتفاع. فما أدارك إن قامت أبل بتحديث ماك Pro وماك ميني و iMac؟ هذه هى التوقعات في 2017 أن تحدث أبل كل عائلة ماك بما فيهم الماك بوك برو الجديد.


والقادم ليس عادياً

من لاحظ أيضاً فإن أبل في التقارير كشفت عن زيادة كبيرة في الإنفاق على الأبحاث العلمية والتطوير وزاد إنفاق أبل في 2016 عن 10 مليار دولار. هذا يعني أن أبل تسعى لتطوير شيء ما كبير فالجميع يعلم أن أبل شركة “بخيلة” في الإنفاق ولا تنفق أموالها بسهولة في أي شيء. لذا فالزيادة الكبيرة في الأبحاث تدل أنهم يخططون لشيء ما كبير.


وربما كانت مجرد صدفة!

المستثمر هو شخص يتحرك بناء على تقارير ثم أخبار، عندما تصمت أبل فإن أذن المستثمر تتجه نحو الأخبار والتي يكون مفادها أن أبل تنهار ولا أحد يعجبه أجهزتها. لكن عندما يرى المستثمر الأرقام فالقاعدة هى عندما يتحدث السوق فليصمت الجميع. ربما كانت مصادفة لأبل أن يتزامن مبيعات الآي فون القوية مع إطلاقها أيضاً ماك جديد. ربما تصادف أن الآي باد أصبح ذو نسب ضعيفة لذا أصبح التراجع فيه متوقع ولا يشغل بال المستثمرين. ربما يكون كل ما سبق تخيلات مننا في آي-فون إسلام. نحن الآن أمام صعود قوي لقيمة أبل وسعر سهمها بالرغم من عدم كشفها عن أي أجهزة جديدة في عام ينتظر فيه تحديثات جذرية للآي فون والآي باد وماك والساعة وكل شيء.

أخبرنا رأيك في سر صعود قيمة أبل السوقية للأعلى في التاريخ؟ وهل تراها مصادفة أم بداية عودة قوية لثقة المستثمر في أبل؟

مقالات ذات صلة