لا يكاد أسبوع يمر دون أخبار جديدة عن الآي فون 8 بالمواصفات المتوقعة والمزايا والتسريبات وتأكيدات المصادر والتكهنات وحتى تلميحات أبل نفسها. مما جعل هناك تصور عام عن الجهاز. ربما لم يحسم القرار هل ستلغي أبل فكرة 7s وتقدم 8 مباشرة أم تقدمهم سوياً أم حتى تطلق 7s ثم لاحقاً 8. لكن الخلاصة هى أن الآي فون 8 بغض النظر عن موعد صدوره أصبح شبه معروف لدينا. ويمكننا من المواصفات المذكورة أن نعلن أنه سيكون الخبر السار وأيضاً السيء لخصوم أبل.

هل يصبح الآي فون 8 الخبر السار السيء لخصوم أبل؟


ماذا نقصد بالسار السيء؟

قبل أن نشرح لماذا نرى الهاتف سيكون خبراً ساراً سيئاً على كارهي التفاحة دعونا في البداية نشرح لماذا سار وسيء معاً.

خبر سار: وهذا لأن أبل سوف تقدم مزايا به طالما تجاهلتها وقدمها منافسوها، لذا فقيام أبل بهذه الخطوة سيجعل الجهاز محط سخرية من طراز “مرحباً أبل هذه الميزة قدمناها قبل … سنة”. سيكون أكثر جهاز يمنح منافسيه فرصة للهجوم عليه بسبب تقديمه ما قدموه هم.

خبر سيء: وهى أن أبل بتقديم هذه المزايا سيفقد المنافسون نقطة التفوق الوحيدة تقريباً. ففي النقاط التي سنوضحها في مقالنا كان منافسوا أبل يربحون أي تحدي فيها بسهولة. نعم سنسخر من أبل لكن في النهاية خسرنا نقطة تفوقنا.

أي الخلاصة تهدف أبل أن تجعلهم يسخرون منها في البداية لكن بعد أن تنتهي حمى السخرية سيجدوا أنهم لم يعد لديهم نقاط قوية للتفوق. فما هى المزايا التي ستقدمها أبل؟


أبل والشحن

سخر الجميع وطالما هاجم أبل -وأنا منهم- من تخلف أبل في تقنيات الشحن -راجع مقالنا لشرح تقنيات الشحن السريع-. لكن الآن هناك أخبار كثيرة تتحدث أن أبل تعمل على تقديم منظومة شحن أفضل في الآي فون 8 ستكون كالتالي:

تقنية شحن لاسلكي: قبل سنوات سخرت أبل من الشحن الاسلكي، والآن تتحدث الشائعات أنها ستقدمها. أبل أكدت الشائعات بشكل ضمني عبر الإنضمام لتحالف شركات الشحن الاسلكي. فلماذا تنضم أبل له الآن؟!

شحن أسرع: شائعات قوية أن أبل سوف تتخلى عن الكابل التقليدي وتلحق الآي فون بأجهزة ماك وتدعم USB C. من المعروف أن كابلات C تستطيع تحمل سرعات شحن فائقة فهى تستخدم لشحن أجهزة حاسب. فإذا أقدمت أبل على هذه الخطوة فربما نرى سرعة شحن جديدة. الجدير بالذكر أن أبل بالفعل تستخدم تقنية بشكل سري في الآي باد Pro وتسمح بشحنه بشكل سريع بشاحن ماك.

تهدف أبل بتقديم شحن لاسلكي وشحن سريع في الآي فون 8 لتنهي تأخرها في هذا المجال


البطارية

الآي فون يعد من الأجهزة الرائعة في قياس البطارية النسبية. أي كم ساعة يقضيها الجهاز بالقياس بحجم بطاريته. لكن لأن النسخة العادية 6/6s/7 ذات بطارية صغيرة فتكون النتيحة الفعلية عدد ساعات قليل. الآن تتحدث الأخبار أن أبل تعمل على محورين في البطارية:

سعة أكبر: ذكر تقرير لمركز KGI أن أبل تطور حالياً لوحة رئيسية أصغر حجماً وبالتالي تسمح بوضع بطارية أكبر في الآي فون 8.

استهلاك أقل: تسعى أبل لجعل استهلاك الأجهزة أبل عبر تطوير جيل جديد من المعالجات أقل أستهلاكاً للطاقة وعقدت اتفاقية مع TSMC وكذلك الشاشات -النقطة القادمة- والعديد من الأمور.

الشيء الذي نخشاه أن تجد أبل نفسها قللت الاستهلاك فتقرر تقليل سمك الجهاز أكثر وليس تقديم بطارية أفضل

تهدف أبل إحداث نقلة نوعية في عمر بطارية الآي فون 8


الشاشة

لست ممن يرون أن شاشات LG وسامسونج أفضل من الآي فون لكن هناك من كان يرى هذا الأمر. بالقياس بمعايير الألوان فشاشات أبل قياسية بل وسبقت منافسيها في معايير RGB وعندما طبقها الآخرون كانوا سعداء بالوصول لها. لكن الآن هناك أخبار بل أصبح في حكم المؤكد انتقال أبل لشاشات OLED وليست من الأنواع التقليدية المنتشرة بل بمواصفات معينة جعلت أبل صفقة الشاشات تصل إلى 10 مليار دولار. وهذا سيفيد أبل في التالي:

استهلاك أقل: نعم كانت شاشات أبل رائعة وهناك -مثلي- من يرونها قياسية. لكن لا نقاش في نقطة البطارية. شاشات OLED أقل استهلاكاً من الحالية. وجميعنا يعلم أن الشاشة هى أساس الاستهلاك فإن انخفضت فسوف ترى تغير كبير.

مرونة أعلى: لا نقصد هنا بالمرونة أن الآي فون سيكون قابل للثني. لكن نقصد مرونة التحكم سواء بجعل الحواف منحنية قليلاً 2.5D أو دمج البصمة في الشاشة وهذا يقودنا للنقطة التالية.

سوف تقدم أبل تطور ملحوظ في شاشات الآي فون بالانتقال إلى OLED


نسبة الشاشة للجهاز

خلال العامين الماضيين بدأ هناك توجه كبير يهدف إلى تقليل المساحات المهدرة من الشاشة. فالجميع يريد زيادة حجم الشاشات لكن هناك مشكلة وهى أن الأجهزة تصبح أكبر حجماً. لذا ظهر مفهوم ومعيار قياس وهو كم تبلغ الشاشة من حجم الجهاز. وبدأت المواقع تضيفه ضمن المزايا مثل GsmArena وهنا كان الآي فون مرة أخرى مسار سخرية. فالآي فون 7 نسبة الشاشة للجهاز 65.6% بينما في سامسونج S7 النسبة 72% والإيدج 76% وهواوي Mate 9 نسبة 77.5% ويصل الأمر للهاتف الأسطوري Mi Mix بنسبة 83.6%. أي أن الآي فون أقل من منافسية 10% على الأقل. لذا فالأخبار تتحدث أن أبل سوف تقوم بخطوة جريئة.

سوف تقوم بدمج البصمة ومنطقتها في الشاشة وتحويل المنطقة في أسفل إلى منطقة عرض مخصصة تشبه ماك بوك. كما ستقلل المساحة من الطرفين وأعلى ليتحول الآي فون إلى شاشة وليس مناطق سوداء ثلث الجهاز. لكن ماذا ستفعل أبل في الكاميرا؟ أين ستنقلها؟ لا أحد يعلم فشاومي جعلتها في أسفل. على ذكر الكاميرا فهنا أيضاً أبل ستقدم تفوق جديد.

ستسعى أبل لأن تجعل الآي فون 8 شاشة من الأمام بأقل حواف ممكنة


الكاميرا ؟!

عندما عقدت جوجل مؤتمرها للكشف عن هاتفها بكسل الجديدة لم تتحدى وتقول أنه أسرع جهاز أسرع من الآي فون. لكن تجاهل فريق جوجل أي مقارنة سرعة خاسرة وقالت الشركة أنه أفضل كاميرا على الإطلاق. ظن البعض أن جوجل تبالغ لكن بصدور الجهاز بدأت المراكز الاحترافية في مقارنته مع كاميرا 7 بلس وهنا تفوقت جوجل بفارق ليس بكبير لكنها تفوقت كما أوضحت. لكن أبل طبقاً للأخبار قدمت كاميرا 7 بلس الثنائية ليس للتفوق في الصور كما نرى، لكن لأن الشركة تخطط لشيء ما في المستقبل مثل دخول عالم AR -راجع مقالنا السابق-. أبل تمتلك بالفعل شركة ضخمة تدعى “PrimeSense” والتي قدمت مع مايكروسوفت كاميرا -كينكت- في اكس بوكس. لسنوات لم تستفيد أبل من هذه الشركة نهائياً بالرغم من قدراتها الضخمة. مهلاً!!! لم تستفيد أم كانت تقوم بأبحاث معها؟! الأخبار تتحدث الآن أن أبل ستقدم كاميرا أشبه بكنيكت في الآي فون 8.

هذا الأمر إن حدث فسيكون نقلة نوعية. أبل ستتركهم يتنافسون في من صورته أوضح وأعلى وترحل هى إلى عالم آخر تنفرد فيه وبقوة لأن باختصار أكبر شركة متخصصة في هذا المجال مملوكة لها. سيكون أشبه بالبصمة عندما قدمتها، احتاج المنافسون أكثر من عامين لتقديم مماثل لها لأن أبل اشترت أفضل شركة في هذا المجال لتغلق طريق منافسيها.

تهدف أبل للاستفادة من شركات مملوكة لها لنقل التنافس في الكاميرا إلى بعد آخر


كلمة أخيرة

لا نعلم هل سنرى الآي فون 8 أم لا هذا العام. لكن الأخبار تتحدث أن التفاحة تعمل بجد هذه المرة لتقديم آي-فون مختلف كلياً وبمزايا غير مسبوقة. وإن كان الأمر سيكون هناك أمر سيء فيه. فالأخبار التي ذكرت أنه سيصدر هذا العام قالت أن سعر سيكون 1000 دولار. لأن أبل تفضل هامش ربح ضخم وهذا الجهاز سيكلفها الكثير فما ذكر في المقال ليس كل شيء فحتى ماسح العين الذي قدمته سامسونج في نوت 7 قيل أن أبل تعمل على مماثل له وربما تدعم بلوتوث 5. باختصار التفاحة تقول سأقدم أفضل عتاد لأفضل نظام تشغيل فأروني ماذا تستطيعون.

تذكر أن أبل إذا قدمت ميزة ستقدمها بشكل مختلف. قد يكون أفضل أو أسوء لكن المؤكد أنها ستقدم منظومة خاصة بها في كل شيء كعادتها. أي قد تبكر شحن لاسلكي خاص بها أو شحن سريع جديد.

ما ذكر هى تحليلات مبنية على أخبار مسربة ولا يشترط أن تحدث جميعاً


ما رأيك في التوقعات بشأن الآي فون 8؟ وهل ستدفع 1000 دولار لاقتناءه إن جاء بهذه المزايا؟

المصادر:

theverge |macrumors |bgr |macrumors |forbes

مقالات ذات صلة