قبل أيام قابلت أحد الأشخاص وكان من المتعصبين لنظام الأندرويد ويكرهه نظام أبل، وظللت أستمع إليه لأعلم تحديداً لماذا يفضل نظام جوجل على أبل. وبالفعل قام بسرد قائمة من المزايا لصالح جوجل. بعضها مزايا حقيقية تحدثنا عنها من قبل هنا أكثر من مرة، وبعضها كان موجود في iOS لكنه لا يعلم بوجوده، وأخيراً كان هناك جزء من المزايا صدمني وبشدة أن يتم الحديث عنه كأنه ميزة.

هل هذه تعتبر عيباً في الآي فون؟

لا يعد حديثي المشار إليه هو الوحيد فسبقه العديد من الأشخاص حول أسباب تفوق الأندرويد من وجهة نظرهم. هناك مزايا حقيقية كما أوضحنا في المقدمة مثل سهولة تخصيص وتعديل النظام، إمكانية تعديل التطبيقات الافتراضية والوصول لأي ملف يريدونه في جهازهم وإرساله واستقباله. هناك مزايا ذكرت مثل أنه يمكننا تحميل الملفات في الأندرويد وهذا غير ممكن في iOS وهو أمر غير حقيقي حيث يمكنك تحميل أي شيء في الآي فون لكن ربما لا يعلم الطريقة. وأخيراً قسم المزايا الصادمة وهذه أبرزها:


تسجيل المكالمات

عدة مرات يصلنا سواء بشكل شخصي مباشر أو في تعليقات سؤال عن تطبيقات أو طريقة تسجيل المكالمات. وعندما نقول أنه لا يوجد ولن يوجد يسخرون من الآي فون وأن هناك هواتف أقل من 10% من ثمنه وتوفر هذه الميزة. مهلا! مهلاً! مهلاً!!! تسجيل المكالمات ليست ميزة على الإطلاق، تسجيل المكالمات تعد تعدي على خصوصية الآخرين بل وغالبية دول العالم تعتبرها جريمة يعاقب عليها القانون. نعم اعتدنا على تسجيل المكالمات في الهواتف الصينية لكن هل شيوع الخطأ يجعله صواب!!! لا تستطيع أبل أو حتى جوجل أن تضعها كميزة في النظام لكي لا يوضعوا تحت طائلة القانون. بل وهناك تطبيقات رأيتها في السيديا قديماً تمنحك إمكانية تسجيل المكالمات لكن إن فعلت التسجيل فإنه قبل أن يبدأ يتم توضيح بشكل صوتي في المكالمة مع الآخر أنه سيتم الآن تسجيل مكالمتك. هذا لأنه لا يحق لك القيام بالتسجيل بدون علم الآخرين. لذا فقيام أبل بمنعك من تسجيل المكالمات ليس حجب لميزة بل منعك من ارتكاب جريمة، وارتكاب الجرائم ليس حرية شخصية.


تكريك التطبيقات

ميزة أخرى مزعومة بأن أبل تضع قيود معقدة تمنعك من تحميل التطبيقات المدفوعة مجاناً. لماذا نغير الأسماء ونقول “تكريك” أو “تهكير”؟ إنها تدعى “سرقة”. أبل تجعل السرقة أصعب لكنها ليست مستحيلة ونحن نعلم هذا. جوجل الأمر فيها أسهل ولا قيود لذا فالحصول على التطبيقات “المسروقة” أسهل من أبل. فهل يعد تسهيل السرقة ميزة وتصعيبها عيباً؟


القيود على التطبيقات المنشورة

هذه ليست مثل السابقين بأنه قلب العيب ميزة، لكنها أمر يعتبر في ظاهره ميزة لكن دعونا نناقشه سوياً. المطور في جوجل ينتهي من التطبيق ليرسله فوراً ويكون في المتجر، عكس أبل التي يرسله لفريق يراجع التطبيق ثم يوافق على نشره. في الظاهر هذا أمر سخيف بأن تتحكم أبل في تطبيقك وتراجعه “وصاية” لكن دعونا ننظر إلى جوجل وسنجد أنها بدأت منذ 2015 حملات عنيفة على متجر البرامج الخاص بها وحذفت ملايين التطبيقات بسبب خلل بها، بل ولا يمر أشهر حتى نرى شركة أمنية تكتشف برمجيات خبيثة منتشرة في متجر جوجل فترد الشركة بحذف الملايين من التطبيقات. نحن لا نتحدث عن أمور من الماضي. شركة Symantec الشهيرة “مطورة نورتن” اكتشتف يوم الجمعة تطبيقات خبيثة جديدة في متجر جوجل موجودة في تطبيقات تم تحميلها عشرات آلاف المرات.

هل أبل آمنة تماماً؟! بالطبع لا فربما يغفل أحد مراجعي أبل مرة لكنك تستطيع الوثوق في أن 99.99% من تطبيقات المتجر لن تضر جهازك. إذاً فهل التحكم في مراجعة التطبيقات المنشورة أمر سيء ويعد عيباً؟

*يعتبر التحكم عيباً عندما تقرر أبل منع تطبيق معين لأسباب تعسفية ليس لها علاقة بالأمان.


كلمة أخيرة

أتوقع أنه سيكون هناك تعليقات تقول أننا نتجاهل مزايا الأندرويد، هذا ليس نهائياً موضوع المقال لكننا نتحدث عن أمور يراها البعض عيباً في أبل لكنها في الحقيقة ميزة، فحمايتك من الوقوع في الجرائم ليس عيباً. منعك من السرقة ليس عيباً، حمايتك من التطبيقات الخبيثة ليس عيباً. يمكنك القول أن عدم منحك حرية اختيار التطبيق الافتراضي يعد عيباً. لكن ما سبق ليس من العيوب. وبالطبع القائمة التي ذكرت من الأصدقاء بها العديد من الأمثلة لكننا نكتفي بثلاث نقاط فقط لتوضيح الفكرة بانه ليس كل المزايا هى حقاً مزايا.

ما رأيك في النقاط السابق ذكرهم؟ وهل تراهم عيباً من عيوب الآي فون وأجهزة iOS؟

مقالات ذات صلة