الأسبوع الماضي أعلنت أبل عن نتائج أعمال الربع المالي الثاني لها (يناير-فبراير-مارس) لعام 2017 وجاءت الأرقام لتظهر تراجع في مبيعات الآي فون والآي باد. وحققت أبل مبيعات أقل من توقعات المراكز الإحصائية. وبالرغم من هذا الأمر لم ينهار سهم أبل بل اكتفى بتراجع طفيف لساعات ثم عاود الصعود، فما السر؟!

لماذا لم ينهار سهم أبل بعد نتائج الربع الثاني؟

قبل أن نبدأ في التفكير سوياً لتفسير سر عدم الانهيار للسهم دعونا نتعرف سريعاً على ما جاءت به الأرقام:

  • حقق الآي فون تراجعاً يقارب النصف مليون جهاز أو نسبة 1% لكن في الوقت نفسه زادت الإيرادات 1% لتصبح 33.2 مليار دولار.
  • تراجعت مبيعات الآي باد 13% وتراجعت الإيرادات 12% ليصبح 3.88 مليار دولار.
  • ارتفعت مبيعات ماك مدفوعة بالجهاز الجديد ذو شريط اللمس لتزيد المبيعات 14% وتحقق 5.8 مليار دولار ويزيد عدد الأجهزة ليصبح 4.2 مليون جهاز مباع.
  • ارتفاع أرباح قطاع الخدمات 18% ليحقق 7 مليار دولار.
  • ارتفعت مبيعات الملحقات والساعة والسماعات بنسبة 31%.

بعد أن تعرفنا على المبيعات فلماذا لم ينهار سهم الشركة؟


الآي فون والتراجع المسبب

اعتدنا لسنوات أن الآي فون هو أساس شركة أبل فإذا تضررت مبيعاته فإن الشركة تتراجع ككل. لكن هذا ليس ما حدث هذه المرة. نعم التراجع طفيف 1% لكنه المبيعات أقل بكثير من توقعات المحللين. لكن هذه المرة التراجع كان لأسباب واضحة ومنطقية وتحدث عنها رئيس أبل نفسه وهى الآي فون 8. الشائعات قوية للغاية ومبشرة بأن أبل تخطط لتغير ضخم في الآي فون 8 حتى مع ارتفاع سعره. فمن يفكر في اقتناء آي فون وسيدفع 800 دولار مثلاً ويحصل على 7 الذي لن يشعر بفارق كبير عن 6s ربما قرر التأجيل لاقتناء 8 حتى وإن دفع ألف دولار ثمن له. وهذا ما ذكره تيم كوك في لقاء صحفي بأن الصحافة هى السبب وأنه لولا هذه الشائعات كانت مبيعات الآي فون أفضل بكثير.

ما يعلمه تيم يعلمه أيضاً المستثمر بأن التراجع ليس لأن الشركة تقدم منتج سيء لكن لأن هناك منتج رائع قادم وهو أمر إيجابي.


التراجع في الصين فقط

بالنظر لنتائج الأعمال نجد أن مبيعات أبل زادت 11% في الأمريكيتين و 10% في أوروبا و 5% في اليابان وزادت 20% في باقي المتاجر لكنها فقط تراجعت 14% في الصين ومن المعروف أن أمريكا تقود حرباً اقتصادية ضد الصين وكذلك تواجه الأخيرة مشاكل بدايات لمشاكل اقتصادية أثرت على القدرة المالية لمواطنيها وبالتالي اقتنائهم لأجهزة أبل. تقدم الشركة في كل دول العالم يعني أن أنه سيتم تعويض نقص مبيعات الصين المستمر. إذاً فالمستثمر يرى أن الشركة ناجحة لكن تراجعها في الصين سببه مشاكل جانبية وليس سوء أداء من الشركة.


منتجات بدون تأثير

نتائج أبل قالت أن الآي باد لا يزال يتراجع، وأن الساعة والسماعة وباقي الملحقات تزداد. لكن فعلياً هذه المنتجات أصبحت بلا تأثير فإجمالي مبيعات أبل من الآي باد وكل إصدارات الساعة وكذلك سماعة AirPods وكل الكابلات والملحقات تمثل فقط 12.5% من عائدات أبل. في حين الخدمات مثل متجر البرامج والآي تيونز والكتب تمثل 13.3%. وهذا يجعل أي أخبار سواء جيدة أو سيئة عنها لن تؤثر على الشركة بالشكل الكافي.


الجميع ينتظر

المستثمر هو شخص ينظر للمدى البعيد. وأبل يتوقع أن تعلن خلال الـ 6 أشهر القادمة عن أجهزة آي-فون جديدة وكذلك آي باد وتحديث iMac وربما نرى ساعة جديدة أيضاً. وهذا ما يجعل تأثير النتائج الحالية على مستقبل أبل ضعيف.

هل ترى الأسباب السابقة صحيحة وتبرر عدم انهيار السهم؟ أم أن هناك أسباب أخرى تريد أن تشاركنها بها؟

المصدر:

apple

مقالات ذات صلة