تعتمد أبل على تعلق مستخدميها بها بشكل كبير ويتعجب الملايين حول العالم عن سر تعلق مستخدموها بها. وسبق وشرحنا بعض الحيل النفسية التي تستخدمها أبل سواء في المتاجر أو لتدريب موظفيها (اقرأ هذا المقال). لكن هناك سر آخر وهو أن التفاحة تجهز عشاقها لكل خطوة تقوم بها. في هذا المقال سوف نتحدث كيف تخطط أبل لكل خطوة و تجعلنا مستعدين للتغيرات الكبيرة.

كيف تعدنا أبل للتغيرات قبل صدورها


تكبير الآي فون في 2014

لسنوات طويلة اعتمدت أبل على هاتف آي-فون بحجم صغير يمكن استخدامه كلياً بيد واحدة حتى عندما أطلقت الآي فون 5 وزادت حجم الهاتف من 3.5 بوصة إلى 4.0 استمر الهاتف بنفس السهولة في استخدامه بيد واحدة. لكن فجأة في 2014 تضخم الهاتف فجأة إلى 4.7 بوصة و 5.5 بوصة مما يجعل الاستخدام الكامل بيد واحدة شديد الصعوبة ويصل إلى المستحيل. لكن كيف استعدت أبل لهذا الأمر مسبقاً؟

منذ iOS 1 (أو اسمه القديم iPhone OS) وحتى iOS 6 كان السبب لنقطة “اليد الواحدة” هو أن العودة للخلف في كل شيء عبر زر أعلى اليمين أو اليسار “حسب اللغة” لكن عندما يتضخم الهاتف فيستحيل الوصول إليه بسهولة. لذا قررت أبل في iOS 7 إعادة تقديم النظام بتصميم جديد وأهم مزاياه هى أن العودة بالسحب من حواف الشاشة. واستمر مستخدمو أبل 12 شهر حتى تعودوا على نسيان الزر في أعلى فحين جاء الآي فون بحجم ضخم كنا قد تعودنا على نسيان الزر في أعلى. وأضافت أبل للطوارئ لمن لم يتعود اللمس مرتين على زر الشاشة لإنزال الشاشة.

وبهذا لم يصبح تكبير الشاشة أزمة عند الاستخدام وهذا ما تقوم به آبل تعد وتخطط جيداً للقادم بعكس إن قررت أبل فجأة التكبير وقالت “هيا تعلموا طريقة استخدام جديدة” بل علمتنا طريقة جديدة أولاً.


منظومة الدفع Apple Pay

تخيل أن تقول لك أبل فجأة هيا ستدفع الأموال بهاتفك بلمسه واطمئن هذه الوسيلة آمنة. سيكون هناك قلق بالطبع حتى مع ثقتنا في أبل فهل المنظومة مؤمنة بالشكل الكافي؟ لذا أعدتنا أبل قبلها بعام كامل كالتالي:

◉ الآي فون 5s: مع الآي فون 5s أطلقت أبل البصمة وجعلتنا نجرب لعام كامل ونرى أنها وسيلة آمنة حقاً لتأمين محتوى الجهاز.

◉ سلسلة المفاتيح: مع iOS 7 في نفس العام وفرت ميزة سلسلة المفاتيح التي من ضمن مزاياها حفظ بطاقات الإئتمان لاستخدامها في المواقع.

ثم بعد 12 شهر قالت لنا أبل “مجازاً”: مرحباً! أنتم تثقون في البصمة على مدى عام وجربتم حفظ بطاقات الإئتمان لدينا. ما رأيكم في دمج الميزتين سوياً لندفع بالبطاقات في المتاجر وتكون وسيلة التأمين هى البصمة. وبالفعل أطلقت الميزة وحظيت بعشرات الملايين من المستخدمين فوراً وبثقة تامة وبدون أدنى قلق.


الآي فون X

في أثناء تحليلي للآي فون X فوجئت بأن أبل كررت نفس الفلسفة وهى التجهيز قبل عام للتغيير. مشكلة الآي فون X الأساسية هى أننا اعتدنا على زر الشاشة فكيف نلغية! العام الماضي تعرضت أبل لنقد عنيف لأنها ألغت فكرة السحب للفتح. فكيف سعت أبل لتقليل الصعوبات؟

في مؤتمر WWDC العام الماضي وأثناء استعراض أبل لمزايا iOS 10 ذكرت ميزة غريبة للغاية وغير مفهوم سببها وهى أنك عندما ترفع الهاتف يضيء. بررت وقتها أنها وسيلة سهلة لمشاهدة أي إشعار على قفل الشاشة، لكن لماذا تقوم بتشغيل مستشعرات للتعرف على أنك رفعت الهاتف لتوفر لك ضغطة فقط على الزر. لكن السر علمناه في مؤتمرها السابق عندما أطلقت الآي فون X

زر الشاشة كان عليك ضغطه مرة لإيقاظ الهاتف وهذا ما نفعله لا إرادياً على مدى 9 سنوات. لذا أرادت أن تدربنا آبل على شيء جديد وعلى مدار عام حتى نتعود أن الهاتف يضيء برفعه؛ لا تضغط على الزر انساه من فضلك. وعلى مدى عام حتى تعود الملايين على هذا الأمر ثم قالت هذا هاتف يدعى X لا يوجد به زر شاشة. إن كانت أبل لم تجرب هذا الأمر كنا كلما رفعنا X نبحث عالزر لنضغط عليه لكن الآن اعتدنا على أنه لا زر لنضغط عليه بل سيضيء تلقائياً كما يحدث مع 7 و 6s


توضيح هام

أبل قدمت العديد من الخطوات الإجراءات وليس السابق فقط. لكن بالتأكيد لا يعني أي منها أن أبل أزالت العقبات لكنها سعت لتقليلها. فلو فرضنا أن تغيير صادم يسبب مشكلة بمقياس 100 درجة مثلاً فخطوات أبل تقلله ليصبح 30 درجة. وبهذا عندما تجد ميزة جديدة أو تغيير كبير تشعر بصعوبة لكن ليست صادمة بشكل يدفعك لشعور سلبي مع هاتفك. فقط ضيق صغير ستعتاد عليه بعد فترة. وأيضاً يفيد هذا الأسلوب أبل في دراسة المستخدمين والمزايا وتجربتها قبل صدورها فما أفضل من استخدام ربع مليار شخص كعينة تجارب مستقبلية.

ترى أي ميزة أطلقتها أبل لنا الآن لتستعد أو لتجرب أمر آخر مستقبلاً! أخمن أنه أمر الكاميرا


ما رأيك في أسلوب أبل لتمهيد للتغيرات الصادمة والمزايا قبل صدورها، وهل فكرت في هذا من قبل؟

مقالات ذات صلة