اهتمت أبل بالشحن بشكل كبير في مؤتمرها السابق حيث أعلنت دعم تقنية “تشي-Qi” للشحن اللاسلكي وكذلك قدمت شاحن لاسلكي بمفهوم جديد وهو التعدد اللاسلكي “AirPower” وكذلك أعلنت دعم الشحن السريع لأول مرة في تاريخ الآي فون. في هذا المقال نتحدث بشكل أكثر موسع عن منظومتي الشحن الجديدتين.

الشحن السريع والاسلكي في الآي فون 8/X


الشحن اللاسلكي

في سبتمبر 2012 أي قبل 5 سنوات عقدت أبل مؤتمر الكشف عن الآي فون 5 وبعدها التقى فيل شيلر مدير تسويق أبل عالمياً في لقاء صحفي وتم توجيه سؤال له لماذا لا تدعم أبل الشحن اللاسلكي. وكانت الإجابة هى أنه غير عملي وبطيء وغيرها من النقاط التي يمكنك الوصول إليها في مقال سابق-هذا الرابط-. وفي سبتمبر 2017 تحدث فيل شيلر بأن اللاسلكية هى المستقبل لذا قررت أبل دعم الشحن اللاسلكي. لكن بعيداً عن فيل الذي يقول كلام عكس ما قاله من قبل لكننا أمام واقع وهو أن أبل تدعم الشحن اللاسلكي فدعونا نتعرف على بعض التفاصيل.

قبل أشهر انضمت أبل لتحالف شركات الشحن اللاسلكي المعروف بـ “تشي أو Qi” وفي المؤتمر قالت أبل أنها قررت تدعيم التحالف -أبل بقرار دعم الشحن سيجعلها خلال أشهر أكبر شركة تقدم أجهزة بشحن لاسلكي عالمياً- لذا قررت أن يكون الشحن بالمعايير التقليدية. هذا خبر أكثر من رائع. نعم فإذا كان لديك شاحن لاسلكي حالياً فسوف يعمل مع الآي فون. لكن أي سرعة سيعمل بها؟!

معيار الشحن الأساسي عالمياً هو 5W أي 5V/1A وهذا هو المقياس فإذا قالت شركة أنها تقدم شحن 4 أضعاف سرعة الشحن التقليدي فهى تقصد 5V/1A. لذا فمعظم الشواحن الاسلكية للأسف تعمل بهذا المعيار عدا شركة سامسونج التي تدعم تقنية شحن لاسلكي سريعة 5V/2A أي قوة 10W وهو أمر رائع يختصر مدة الشحن للنصف. فإذا أردت شحن الآي فون “بلس” من صفر إلى 100% لاسلكياً فهذا يستغرق أكثر من 3 ساعات. لكن أبل وجدت نفسها أمام معضلة وهى أنها عضو في تحالف “تشي” وفي نفس الوقت تريد أن تدفع مشتري الآي فون لاقتناء شواحن لاسلكية جديدة. فماذا فعلت؟

الشحن 5W متوفر لدى الجميع والشاحن 10W الذي تدعمه سامسونج يتطلب شاحن QC من كوالكوم عدو أبل الجديد. لذا قررت أبل دعم شاحن 7.5W وهو شاحن يكفي “نظرياً” لشحن الآي فون 8 في ساعة ونصف، وشحن الآي فون 8 بلس في أكثر من ساعتين بقليل. بالطبع إن كان لديك شاحن تقليدي 5W سيعمل لكن لما لا تشتري آخر جديد من تحالف MFi أسرع 50%.


الشحن السريع

تحدثنا سابقاً عن تقنيات الشحن السريع ووقتها المحنا بأن أبل في طريقها لتقديم شاحن سريع. وفي مؤتمر الآي باد برو قبل أشهر أعلنت أن الآي باد يمكن شحنه بشكل سريع في حالة شراء كابل C To Lightning وكذلك شاحن أي من شواحن ماك USB C وفي مؤتمر الآي فون قالت الأمر نفسه أنك إذا اقتنيت الكابل والشاحن يمكنك شحن الآي فون من صفر إلى 50% في 30 دقيقة فقط. وهنا بدأ الهجوم والسخرية على أبل.

بدأت المواقع في حساب التكلفة المتوقعة من أجل شحن الآي فون بشكل سريع وكانت النتيجة هى 74 دولار على الأقل نظير شراء شاحن وكابل من أبل. لكن الكثير من المواقع وكذلك الأشخاص غفلوا عن نقطة هامة وهى أن أبل لم تبتكر تقنية شحن سريعة خاصة بها لكنها أعتمدت على معيار حالي معروف باسم Power Delivery واختصاراً PD وهو نفس المعيار الذي تعتمد عليه جوجل في هاتفها بيكسل وأبل نفسها في شحن ماك. فما هو هذا المعيار ولماذا لجأت إليه أبل وجوجل؟

الآي فون دائماً يأتي بشاحن بقوة 5 فولت 1 أمبير أي قوة 5W بينما الآي باد 2.4 أمبير و 5 فولت أي 12 وات. أما شركة سامسونج فتعتمد على شواحن كوالكم والتي تصل قوتها إلى 18 وات. وشركة وان بلس/أوبو شاحن بقوة 20 وات (5V/4A). هذه هى الشواحن المعروفة لكن تقنية PD تسمح بأمور أكثر بكثير حيث تدعم فولت حتى 20 فولت والأمبير حتى 5 أمبير أي قوة تصل إلى 100 وات (لا أحد يستخدم هذا الرقم وأقصى شاحن ماك قوته 87 وات) لذا فهذه التقنية تسمح بحرية أكبر وفي نفس الوقت لا احد يملكها. فتقنية الشحن السريع من كوالكم QC 2.0/3.0 والتي تعتمد عليها (سامسونج – شاومي – LG – سوني – HTC) تحصل كوالكم على أموال نظير استخدامها. وهو الأمر الذي فتح حرباً بين أبل وبينها -الاحتكار ودفع اشتراكات- لذا فمن المستحيل أن تلجئ أبل لكوالكم. نفس الأمر بالطبع لشركة أوبو-وان بلس الذين يملكون تقنية خاصة بهم وكذلك هواوي. لذا لجات أبل للتقنية المفتوحة للجميع PD لأنها باختصار من مؤسسة USB نفسها وهذا الأمر ليس من أبل فقط فحتى مالكة الأندرويد “جوجل” أرسلت لكل الشركات رسمياً العام الماضي ضمن مع معايير الأندرويد نوجا 7.0 وقالت “ننصح باستخدام تقنية PD”.

نعتذر لأن البعض قد يشعر بصعوبة في تلقي هذا المقال (لذلك ربما تحتاج إلى قراءته أكثر من مرة). لكن الخلاصة هي أن أبل لم تبتكر تقنية خاصة بها. هذا يعني أنك تستطيع استخدام -نظرياً- أي شاحن USB C PD في الأسواق حتى من إنتاج جوجل لكن ربما -ونكرر ربما لأننا لم نختبره- يظهر لك رسالة أن الشاحن غير متوافق. لكن مع الوقت سنرى شواحن رخيصة الثمن -شاحن أبل 50 دولار- وتدعم الشحن السريع. لكن الصعوبة لدينا ستكون فقط في الكابل فحتى لحظة كتابة هذه الأسطر لم نتمكن من العثور على كابل يدعم الشحن السريع سوى كابل أبل الأصلي لكن من المتوقع أن تسمح أبل لشركات اعتماد MFi بتصنيعها ومن هنا سنجد كابلات بنصف السعر. أي ربما لن يمر عام وسنجد بسهولة شاحن فائق الجودة بسعر 20-25 دولار وكابل بسعر 10-15 دولار أي نصف الأسعار الحالية.

الآي باد يشحن سريعاً بقوة 29 وات 2A/14.5V ويتوقع أن يكون الآي فون برقم مماثل أو أقل.


الخلاصة

أبل لأول مرة تقرر الاقتراب من المعايير العالمية والابتعاد عن الاختلاف. قررت دخول تحالف “تشي” للشحن اللاسلكي الذي يضم معظم الشركات وكذلك الوقوف في صف جوجل ودعم تقنية الشحن PD الافتراضية لكن الأمر سيأخذ بعض الوقت حتى نرى شواحن وكابلات عالية الجودة.

ما رأيك في خطوة دعم أبل للشحن اللاسلكي والسريع؟ و هل ستقتني شاحن سريع مع هاتفك؟

المصادر:

1 | 2 | 3 | 4 | 5

مقالات ذات صلة