اعترفت أبل قبل أيام بأنها بالفعل تقوم بتقليل أداء الهواتف إن كان هناك مشكلة في بطاريتها وهنا بدأ هجوم شرس ضدها؛ وبعدها نشرنا مقال لنشرح به كيف نستفيد من هذا الاعتراف وتعرضنا نحن لهجوم بل وسباب من متابعينا. وأول أمس أصدرت أبل توضيح هام جديد بشأن البطارية وهذه الأزمة. لذا قررنا نشر مقال جديد من سلسلة أنت تسأل لنجيب فيه عن كل الاستفسارات وجميع التفاصيل بخصوص هذه الأزمة.

أنت تسأل وآي-فون إسلام يجيب عن أزمة الأداء والبطارية


ما هو البيان الذي أصدرته أبل؟

أول أمس أصدرت أبل بيان قالت فيه أنها لم ولن تقوم بأي تصرف من أجل تقليل أعمار أجهزتها؛ وأن قرار تقليل الأداء بالبطارية صادر لتوفير أحسن تجربه ممكنه لكن إن كان هناك عملاء يشعرون بالغضب من قرارها وأنه يضرهم فإنها “تعتذر” لهم. وقريباً سوف تصدر لك أبل تحديث يظهر لك حالة بطاريتك وإن كان جهازك يحتاج تغيير بطارية فسوف يتم ذلك بسعر 29 دولار بدلاً من 79 دولار -للأجهزة خارج الضمان-.


لماذا تصرون على الدفاع عن أبل؟

في المقال السابق –هذا الرابط– ذكرنا ما مفاده أن أبل تسعى لزيادة أرباحها وتؤخر ظهور المشاكل حتى تخرج الأجهزة من الضمان وكذلك تتصرف بشكل يوحي بأنهم أوصياء علينا… فلا نفهم كيف تم تفسير اتهام جه بالتسلط والجشع والطمع بأن هذا مدح ودفاع عن الشركة. الجشع والطمع يعتبر مصطلح مدح من وجه نظر البعض للأسف.


لكنكم قولتم أن قرار تقليل الأداء ميزة أليس كذلك؟

نعم قولنا وحتى الآن نرى أن القرار يعتبر ميزة. تخيل معي أن لديك سيارة حدث خلل ما وبالتالي ستقف في الصحراء فيخبرك آخر بأن هناك حل بأن تسير بسرعة منخفضة حتى تصلح هذا الخلل وبعدها تستطيع قيادة سيارتك بكامل السرعة. فهنا يكون ردك هو لاااااا لاااا لا أريد أن أقود سيارتي بسرعة منخفضة أريد أن أقف تماماً ولا أتحرك أنا أحب الوقوف. هذه هى الأزمة باختصار.

هناك خلل في البطارية يمنع تزويد المعالج بالطاقة الكافية. هناك 2 خيار لديك الأول هو أن يتوقف هاتفك عن العمل بشكل مفاجئ (وحدث هذا بالفعل قبل أشهر وليس تخيلات) والخيار الثاني أن يعمل هاتفك دائماً لكن بسرعة منخفضة حتى تصلح الخلل. فنجد البعض يفضل أن يقف هاتفه عن العمل ويرى أن هذا هو القرار السليم والقرار الخاطئ أن يعمل هاتفه.


لكن أبل اعترفت بالخطأ الآن فهل ستدافعون عنها؟

راجع معي بيان أبل وستجد أنه لا يوجد به اعتذار… أبل لم تتراجع عن قرارها وهو مستمر بل وستضيفه مستقبلاً لجميع الأجهزة؛ أبل فعلت ما قولناه تماماً في مقالنا وهو أنه كان عليها إخبار المستخدم هل يواجه مشكلة في البطارية أم لا. وخفضت سعر البطارية لأقل من النصف وإن كان الجهاز في الضمان فسوف يتم تغييرها مجاناً بالطبع.

أبل طبقت حرفياً ما قولنا بأنه كان يجب عليها إخبار المستخدم بأن لديه مشكلة


لماذا نشرتم مقالكم السابق للدفاع عن أبل؟

مقالنا السابق عندما قررت كتابته بحثت ولم أجد في أي موقع عربي ولا أجنبي توضيح للمستخدم ماذا يفعل. المواقع كانت إما تناقش المشكلة أو تهاجم أبل أو تتجاهل الأمر. سعينا بأن نكون أول موقع (ربما عالمياً) ينشر للمستخدم طريقة واضحة يعرف هل جهازه به مشكلة بطارية أم لا. فتم تجاهل هذا الأمر والاستفادة الحصرية التي وفرناها لمتابعينا والتركيز على العيش في المشكلة وهى من الأمور التي تضايق من يكتب ففي النهاية تفكر طويلاً كيف تفيد متابعيك وتنشر مقال به مئات الكلمات فيتم تجاهلها بل وكتابة سباب لك. إذاً فالتوقف عن الكتابة هو الأفضل.


أليس من المفترض أن الآي فون هو أغلى هاتف عالمياً فكيف تنهار البطارية بعد عام؟

ذكرنا هذا الأمر في مقالنا السابق بأنه من المفترض أن توفر أبل بطاريات أفضل ولديها من الأموال ما يساعدها في هذا الأمر. ربما بالفعل هناك بعض السلوكيات قد تضر البطارية لكن في النهاية نحن ندفع مبلغ ضخم ونريد أن يعمل جهازنا في أي ظروف. وربما تقوم أبل بالفعل حالياً بالبحث عن بطاريات أفضل خاصة مع أخبار عن تغيرات هامة في بطارية الأجيال القادمة من الآي فون.


هل المشكلة ظهرت لدى الجميع؟

هذا غير صحيح وليس جميع الأجهزة بها مشكلة لذا قمنا بنشر مقال لتتعرف هل أداء جهازك سليم أم لا. ربما يكون لديك آي-فون 7 وظهرت لديك المشكلة وربما لديك 6 ولا يوجد مشكلة في بطاريتك. (تقليل الأداء مع البطارية هو للآي فون 6 و 6s و 7 فقط والنسخ بلس أي أن الآي فون 5s مثلاً وما قبله لا يشمله الأمر)


لماذا توجد مشكلة في بعض الأجهزة فقط؟

البطاريات أمر معقد للغاية فنذكر سامسونج في أزمة نوت 7 قالت أن هناك بالفعل مشكلة في تصنيع البطارية لكن هل انفجرت كل الهواتف؟ لا بالطبع كان جهاز واحد كل عدة آلاف. لذا فليس كل الأجهزة يظهر بها نفس الخلل. فربما تكون بطاريتك بها مشكلة صناعة وربما هناك سلوكيات تضر البطارية.


كيف يمكنني أن أحافظ على بطارية الهاتف؟

البعض قد يفكر بأنه للحفاظ على البطارية فعليه شحنها عندما تكون منخفضة فقط. هذا الأمر كان قديماً للحماية مما يسمى “عدد دورات الشحن” لكن هذا ليس مع بطارية الآي فون وتوضح أبل نفسها هذا على موقعها بأن شحنها في أي جزئية لا يشكل فارق يذكر لكن الحقيقة ما يضر البطارية هما أمرين:

1

الشحن الزائد: وهو أن تستخدم شاحن غير أصلي؛ فعليك استخدام إما شاحن أبل نفسه أو شواحن عالية الجودة من شركات مختلفة.

2

الحرارة: تعد الحرارة عدو البطاريات الأول فهى تقتلها؛ الشحن في حرارة مرتفعه يؤدي إلى سرعة تلف البطارية فبعضنا قد يشحن هاتفه وهو معرض للشمس مثلاً مثل السيارة فهذا يؤدي لضرر بالغ فيها. وأحياناً يكون السبب الأول (شاحن غير أصلي)

الحقيقة أن السبب الأول يؤدي للثاني فالشحن الزائد يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الهاتف وبالتالي تلف البطارية.


لماذا تم رفع دعاوي قضائية ضد أبل إن كانت الشركة غير مخطئة؟

بعيداً عن أن رفع قضية أمر والحكم فيها أمر آخر لكن السبب القانوني الذي اعتمدت عليه هذه القضايا هو التضليل. فاتخاذ أبل قرار تقليل الأداء دون إبلاغ وتوضيح قد يجعلك تقول أن هاتفك انتهى عمره فتدفع أموال لشراء جديد. وأمر آخر هو أن الشركة عدلت شيء في ممتلكاتي دون علمي.


إذاً فأنتم تقصدون أن أبل لا تريد تقليل أداء الأجهزة القديمة؟

إذا كان هذا السؤال يقصد به “النية” فنحن لا نعلم بالنوايا لكن المؤكد لدينا أن كل شركة وأبل على رأسها تتمنى أن يقوم 100% من مستخدميها بالترقية كل سنة للهاتف الجديد. في الأندرويد يلجئون لحيلة إيقاف التحديثات سريعاً (عامين كحد أقصى غالباً). وفي أبل تقرر أبل ألا تحصل الأجهزة الأقدم على كل مزايا التحديث كي تشعر بأنه ينقصك مزايا فترقي. الجميع يريد عملاء جدد كل سنة.


إذا فأنتم تتفقون معنا بأن أبل تعمدت تقليل الأداء لكي نشتري جهاز جديد؟

مرة أخرى لا نعلم النوايا لكن أمامنا أمر واضح وهو إن كانت أبل تريد تقليل الأداء لكي نشتري الجديد فلابد أن يتم هذا على جميع الأجهزة وجميع الظروف. فبعض الأجهزة لم يتم تقليل أداءها لأنه لا يوجد بها مشكلة بطارية. وكذلك لا يمكن أن تقصد أبل تقليل دائم ثم من يغير البطارية تعيد له الأداء. وسبق وأن قامت شركة Futuremark الشهيرة بإجراء اختبارات أداء على أجهزة آي-فون في مختلف أنظمة التشغيل وتبين أن الأداء لا يتأثر -راجع هذا الرابط– لكن بالطبع الأجهزة التي تم فحصها هى أجهزة سليمة وهذا يعني أنه إن كان جهازك ليس به مشكلة فلن يقل أداءك. ربما فكرت أبل في ضرب عصفورين بحجر بأن تقلل الأداء فإن قمت بشراء هاتف فهذا خير وإن قمت بشراء بطارية فهذا خير أيضاً وإن لم تشتري فلن يتوقف عن العمل.

سوف ننشر مقال قريباً نتحدث فيه عن بعض الأسباب التي تجعلنا نشعر بأداء أقل غير البطارية


لماذا لم تجعل أبل الأمر خياري للمستخدم؟

ما هى المشكلة رقم 2 التي كثيراً ما يتعرض الأندرويد للسخرية بسببها؟ إنه الأداء أليس كذلك. لكن سأخبركم بسر وهو أن الأندرويد نفسه “الخام” أداءه عالي جداً وقليل المشكلة بالمقارنة بالأندرويد السامسونج مثلاً. الشركات تقوم بأخذ النسخة “الخام” وتضيف مزايا لكن هذه المزايا تسبب في تقليل أداء أجهزة الأندرويد. لكن الخلاصة أن المشكلة حدثت وأصبح الأندرويد موصوم بأنه أقل أداء بالرغم من براءة جوجل بشكل كبير من هذا الأمر.

أبل لا تريد الأمر نفسه. فإن تركته خياراً فالغالبية ستريد الأداء المرتفع ومع الوقت تزيد مشكلة البطارية ويزيد انهيار الهاتف وهنا نرى من يقول الآي فون يتوقف عن العمل فلا فارق بينه وبين الأندرويد. يكون هو من اختار أن ينهار جهازه ثم يوصم الآي فون نفسه بالمشكلة تماماً كما فعلت شركات الأندرويد بإضافة مزايا جوجل بريئة منها ثم وصم نظامها بهذه المشاكل.


أخبرنا رأيك في أزمة البطارية والأداء وهل ترى أن تصرف أبل بتقليل سعر البطارية وتوضيح وجود المشكلة ينهي الأزمة؟

مقالات ذات صلة