منذ منتصف العام الماضي وعالم الهواتف الذكية بدأ يظهر فيه أمر لاحظه المتابع بدقة. الأجهزة الذكية مبيعاتها تتراجع بشكل منتظم. ربما على مستوى الشركات تجد تحسن وضعف لكن على مستوى السوق ككل فطبقاً لمركز IDC مثلاً فالربع الثالث (يوليو-سبتمبر) انخفضت المبيعات الإجمالية 2.7% وحتى الربع الأخير أشار مركز Strategy Analytics أن السوق انخفض 8.8% بالمقارنة بالربع المماثل ليخسر مكاسب بداية العالم تقريباً ويصبح الصافي هو نمو 1.3% فقط. فما الذي يحدث؟

هل انتهى عصر نمو الهواتف الذكية؟ ولماذا؟


الأجهزة اللوحية أيضاً

من المعروف أنه خلال الأعوام القليلة الماضية كان سوق الأجهزة اللوحية يتراجع والسبب دائماً هو أن الهواتف يكبر حجمها وبالتالي يتنقل عملاء التابلت إلى الهواتف. الأمر نفسه استمر في 2017 ففي الربع الأخير تراجعت الأجهزة اللوحية 7.9% ليكون صافي التراجع السنوي 6.5%. نعم التقارير تقول أن أبل زادت حصتها السوقية 3% وأمازون 38% وهواوي 28% لكن السوق ككل تراجع. أي نرى تراجع في الأجهزة اللوحية وتراجع في الهواتف أي لم يذهب عملاءها للهواتف. فماذا حدث؟


الأجهزة رائعة حقاً

عامي 2016-2017 شهد صدور هواتف وكذلك أجهزة لوحية أكثر من رائعة. بدأنا نرى معالجات هواتف يقارن أداءها بمعالجات الحواسب مثلما حدث مع أبل A11 رأينا منتجات من سامسونج ومايكروسوفت مثل DEX يحول هاتفك إلى حاسب شخصي. باختصار أصبح الهاتف قوي للغاية. حسنت جوجل نظام تشغيلها في إصدار أوريو 8.0 بشكل غير مسبوق ليقدم أداء فائق. لكن هناك مشكلة بسيطة وهى عندما يكون جهازك رائع ويعمل معك بكفاءة فلن تفكر في تغييره؟!


لا طفرات تشجيعية

النقطة الثانية مرتبطة بطريقة أو بأخرى بالأول وهى أنه من أسباب ضعف المبيعات أن الهواتف التي نملكها “الرائعة” تقوم بالفعل بالوظائف بشكل كامل ولم تستطع الشركات أن تضيف طفرات تقنية جديدة ويمكنك المقارنة بين الآي فون 7 والآي فون 8 هل ترى طفرة ضخمة؟ بين جوجل بيكسل 1 وبيكسل 2؟! وان بلس 5 و 5T ! سامسونج S7 و S8 ! بالطبع هناك اختلافات لا ننكر هذا الأمر لكن هل هى “تطورات” أم “طفرات”؟ لنبتعد عن أبل منعاً للانحياز وقارن بين جوجل بيكسل 1 وسابقه نيكسس 6P ثم اعقد المقارنة بين بيكسل 1 وبيكسل 2 هل ستجد نفس الفروقات؟ هل الفروقات بين S7 و S8 هى نفسها بين S6 و S7؟! بين Mate 8-9 مثل Mate 9-10. الشركات لم تتمكن من إضافة مغريات كبيرة وطفرات تقنية. حتى على قطاع التقنيات الداخلية ستجد أن سامسونج ظلت تستخدم تقنية شحن سريع QC 2.0 في S6/S7/S8 والشركات الأخرى تستخدم QC 3.0 في 2017 مثلما اعتمدت عليها 2018 في 2017.


أزمة اقتصادية

سبب آخر غير مباشر وهو أن العالم يعاني في العام الأخير من تراجع في الاقتصاد العالمي والأمر بالطبع ليس حكراً على 2017 فحتى قبله بدأ في الصين وقبله في أوروبا لكن في 2017 زاد الأمر مما قد يدفع الكثيرين إلى الإقلاع عن فكرة شراء هاتف جديد والأسباب متضافرة سوياً. مصدر دخلي انخفض ومنطقياً على التخلي عن شراء أي أمر رفاهية… الهاتف ليس رفاهية لكنه يعمل بكفاءة تامة؛ والهاتف الجديد منه لا يقدم لي فروقات ضخمة. فلماذا أقرر الانتقال؟!
وللتوضيح هذا الأمر يشمل الجميع فمن يشتري الهواتف العليا 500$+ يحدث معه نفس الأمر الذي يشتري الهواتف الاقتصادية 250$- بل الفئة الأقل هذه هى الأكثر تضرراً مادياً وبالتالي قل شراءها وهى تمثل الغالبية العظمى بينما الفئة الأكثر ثراءاً التي تقتني أبل مثلاً لم تتضرر بشكل كبير لذا لم نرى انهيار في مبيعات التفاحة مثل باقي الفئات. لكن هناك صراع إخباري الآن حيث صرحت شركة TSMC التي تصنع معالجات أبل أن قطاع الهواتف العليا هذا سوف يصله الإنهيار في 2018 لكن ردت شركة بيجاترون التي تجمع أجهزة أبل أيضاً وقالت أنها تتوقع أن تزدهر الهواتف العليا في 2018.


أم أن هناك أسباب أخرى

في كل مقال أقوم بالتحليل فيه أتعرض للهجوم بالرغم من أنني أحلل وأكتب وجهة نظري. وفي هذا المقال أقول صراحة أن هناك أسباب عديدة أخرى لكن سيطول المقال لذكرها لذا أدعوا المتابعين للمشاركة في التعليقات وإخبارنا عن رأيهم في تراجع مبيعات الأجهزة الذكية فقد يرى البعض أن هناك أسباب أخرى مثل أنه لا يوجد تراجع من الأساس وأن 6 أشهر ليست فترة كافية لذكر أن هناك تراجع ويتم تحليله وعلينا انتظار عام على الأقل. وقد يرى آخرون أن الإقبال كما هو لكن عدد الهواتف التي تضم شريحتين يزيد لذا بدأنا في التخلي عن حمل هاتفين وبهذا فإن إقبال الأشخاص نفسهم على الشراء مستمر لكن أصبحنا نحمل هاتف بـ 2 شريحة بدلاً من هاتفين. وربما أسباب أخرى375*

في التعليقات أخبرنا رأيك في سبب تراجع مبيعات الهواتف الذكية حالياً؟ وهل تتفق مع تحليلنا في أعلى أم أن لديك أسباب أخرى؟

المصادر:

1 | 2 | 3 | 4 | 5 |

مقالات ذات صلة