أول أمس أعلنت أبل رسمياً عن نتائج الربع المالي الأول لها لعام 2018 وهى شهور أكتوبر نوفمبر ديسمبر 2017 وفي هذا التقرير فاقت أبل توقعاتها هى نفسها التي أعلنتها قبل بداية الربع وكذلك أصدرت توقعات للربع الثاني أفضل من المماثل لعام 2017 وبالرغم من هذا فإن سهم أبل انهار سريعاً في الأسواق المالية وخسرت الشركة أكثر من 40 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال 6 ساعات فقط. فما الذي حدث؟

عندما فاقت أبل توقعاتها وانهار سهمها


النتائج

بالطبع قد صادفت النتائج أثناء تصفحك الأخبار اليومين الماضيين لكننا نعيد سردها بشكل سريع:

◉ زاد مبيعات أبل الإجمالية 13% لتصبح 88.29 مليار دولار في الربع الماضي مقابل 78.35 مليار الربع المماثل من 2017 في حين أن توقعاتها كانت 84-87 مليار دولار.

◉ زاد مبيعات أبل في جميع مناطق العالم بلا استثناء سواء بالمقارنة مع الربع المماثل أو الربع السابق مباشرة.

◉ قلت مبيعات الآي فون 1% لتصبح 77.3 مليون مقابل 78.3 مليون لكن زادت العائدات 13% لتصبح 61.5 مليار دولار

◉ أصبحت أبل أكبر شركة مصنعة للهواتف الذكية خلال الربع الأخير من 2017 (وليس العام) بفارق 3 مليون هاتف عن سامسونج التي احتلت المركز الثاني.

◉ زادت مبيعات الآي باد بنسبة 1% وعائداته 6% ليصل إلى 13.1 مليون جهاز بقيمة 5.8 مليار دولار.

◉ قلت مبيعات أجهزة ماك 5% كعدد و 5% كعائدات مادية بإجمالي 5.1 مليون جهاز بقيمة 6.89 مليار دولار.

◉ زادت حصيله أبل من الخدمات 18% لتصل إلى 8.4 مليار دولار.

◉ زاد حصيلة أبل من الأجهزة الفرعية لتصل إلى 5.48 مليار أي 36% نسبة زيادة.

◉ توقعت أبل تحقيق عائدات 60-62 مليار دولار الربع القادم مقابل 52.8 مليار في الربع المماثل العام الماضي.

◉ توقعت أبل أن يصبح البند الضريبي 15% مقابل 25%.

النتائج والأرقام رائعة أليس كذلك؟ فلماذا انهار سهم أبل إذاً؟


كلمة السر آي-فون

كالعادة مفتاح أبل هو الآي فون فهو يمثل تقريباً 70% من عائدات أبل أي أن أكثر من ضعف كل شيء آخر سواء كان الآخر هذا آي باد آي بود ماك عائلة بيتس متجر البرامج… الخ الخ كل هذا 30% والآي فون 70%. الناظر للأرقام يقول أن الانخفاض طفيف فهو بدلاً من 78.3 مليون أصبح 77.3% أي 1% انخفاض فقط في حين انخفض سوق الهواتف الذكية ككل ما بين 6-8%. وربما تقول أيضاً أن عائدات أبل زادت 13% فأين المشكلة إذاً؟

دعنا نحلل الوضع وننظر إليه بشكل أكثر تفصيلاً. بالنسبة لانخفاض الرقم فنعم 1 مليون رقم طفيف لكن بالنظر إلى أن الربع المماثل كانت أبل تبيع فيه الآي فون 7 و 7 بلس. وهذا الربع كان 8 و 8 بلس و X أي زاد جهاز وانخفضت المبيعات؟ هذا تراجع واضح. وإن نظرت لنقطة ارتفاع 13% في العائدات فهذا يرجع إلى أن أبل زادت متوسط سعر الآي فون 100 دولار ليصبح 795$ بدلاً من 695$ أي أن هناك ما يقارب 8 مليار دولار جاءت بفضل زيادة الأسعار لا تحسن المبيعات.


ثروة أبل ومستقبلها

المحللون الاقتصاديون من البنوك العالمية مثل بنك أمريكا؛ الدويتشة؛ سيتي؛ باركليز وكذلك المؤسسات المالية يجمعون أن هناك قلق من مستقبل أبل لأسباب كثيرة أهمها:

1

ثروة أبل: قالت أبل في المؤتمر أن ديونها وصلت إلى 122 مليار دولار والسيولة النقدية 285 مليار دولار. وأوضحت أن الفارق ال 163 مليار دولار الفارق سوف تستخدمهم في شراء أسهم للشركة وتوزيعات نقدية وكذلك استحواذات. امتلاك الشركة سيولة تساوي 20% من قيمتها أمر مقلق وخاصة مع إعلانها أنها سوف تشتري بها أسهمها لأن هذا يعني قدرتها على التدخل بقوة في سعر السهم وهذا يقلق المستثمرين.

2

المستقبل: يقلق المستثمرون من مستقبل الشركة؛ فحتى مع قرارها زيادة الهواتف إلى 3 فلم يحدث زيادة في المبيعات. وفشلت الشركة في تطوير أي منتجات أو قطاعات أخرى تقلل من ثقل الآي فون وتأثيره ومن الخطورة أن يكون كيان ضخم مثل أبل معتمد على منتج واحد فقط.

3

الأخبار السلبية: انتشرت الكثير من الأخبار السلبية عن أبل ومستقبل الآي فون لكن الشركة بإعلانها تراجع مبيعات الهاتف منحت هذه الأخبار المتشائمة ثقل إضافي بل ولم تسعى الشركة إلى أي تطمينات بشأن مستقبل جهازها.


الخلاصة:

أبل شركة تعتمد فقط على الآي فون وفشلت في زيادة عائدتها بشكل ملحوظ من أي قطاع مما سبب أزمة لأنها في الوقت نفسه زادت عائلة الآي فون إلى 3 أجهزة لكن لم تزيد المبيعات. إذاً فهناك مشكلة أساسية لدى الشركة وقلق للمستثمرين الذين يريدون مستقبل طويل وآمن وليس نجاجات قصيرة المدى.

ماذا تتوقع لمستقبل أبل؟ وهل ترى أن قلق المستثمرين مبرر حقاً؟

مقالات ذات صلة