قديماً كانت أبل شركة تعرف بأنها شديدة السرية وقد لا يعلم الجمهور أي شيء عن منتج لآبل قبل أن تطلقه. لكن في السنوات الأخيرة تغير كل شيء تقريباً فأصبحنا نعلم أدق التفاصيل عن المنتجات قبل شهور من إعلان أبل عنها وآخر مثال هو الآي فون X وهو أمر يؤثر بالسلب على الشركة كما أوضح مديرها التنفيذي تيم كوك حيث يرفع سقف طموحات العملاء ويريدون شيء لا يعرفونه. فما السر وراء هذا؟

لماذا نعرف كل شيء عن أجهزة أبل قبل إطلاقها؟


مبيعات أبل كبيرة

ربما تشعر بالغرابة لكن هذا حقيقي فالمبيعات الكبيرة لأبل هي أحد أسباب أننا نعلم كل تفاصيل المنتجات قبل توفرها. وإليك مثال للتوضيح؛ تخيل معي أن شركة سامسونج لديها مصنع شاشات OLED قدرته الإنتاجية 100 مليون شاشة سنوياً وهى تستهلك وتبيع 80 مليون. أي لديها فائض 20 مليون شاشة وتبحث عن مشترين لهم لأن هذه الشاشات تستخدم في الهواتف غالية الثمن فقط ويصعب توفير عملاء لها. وفجأة يرى صحفيون أن سامسونج تقوم ببناء مصنع جديد ذو قدرة على تصنيع 100 مليون شاشة. فمن يا ترى الشركة التي تنتج هواتف عليا وتستطيع طلب هذا الكم الضخم؟! بالتأكيد أبل… إذاً يتم تفسير هذا الأمر بأن أبل سوف تشتري شاشات OLED لهاتفها. بالنظر لأرض الواقع فإن هذا يحدث بالفعل مع LG و Sharp حيث تبني الشركات مصانع لشاشات OLED ويأخذون قروض ويشترون أجهزة. إذاً يعلم الجميع أنهم يريدون اقتناص هذه الشاشات من سامسونج.

باختصار أبل تشتري كميات ضخمة من أي منتج مما يسبب توسعات كبيرة في المصانع المنتجة وهذا يتم رصده وتحليله بسهولة بأن هذا المنتج/الميزة/ ستكون في تحديث قادم إلى أبل.


تجهيز السوق للصدمات

أسلوب شهير يتم استخدامه في كل المجالات وهى “بالونة الاختبار” وهو أن تطلق الشركة إشاعة بأنها سوف توفر ميزة معينة وهذه الإشاعة تكون ذات فائدتين طبقاً لقرار الشركة:

◉ تم اتخاذ القرار: وهنا الشركة لديها تغير ثوري كبير مثل إلغاء منفذ الصوت مثلاً وهذا القرار تم اتخاذه وانتهى؛ هذا النوع من القرارات يغضب العميل و الذي يشتري قطاع منه منتجات أبل لأسباب عاطفية. إذا الحل هو أن نخبره قبل فترة طويلة بأن الهاتف سيأتي بدون منفذ صوت وهنا يغضب ويثور.. وتمر الأيام ويهدأ ويتم الكشف عن الهاتف وهنا لا يشعر بالصدمة لأن هذا الأمر يعرفه منذ فترة طويلة وأصبح أمر واقع (بالرغم من أن الهاتف أعلن عنه بالأمس).

◉ تغيير مختلف عليه: هنا الشركة لديها مشكلة وهي أنها غير واثقة في القرار أو كيف سيتقبله الجمهور أم لا؛ هناك أكثر من طريق فأيهم تختار… الحل هو إطلاق وتسريب الطريق الأول مثلاً للصحف ويكتبوا عنه ثم تبدأ مواقع “مثل آي-فون إسلام” بتحليل الخبر ودراسته ويحدث نقاش حوله. وبعدها تقوم أبل بتسريب الطريق الثاني ويتكرر الأمر نفسه وتدرس الشركة ردود الأفعال وهنا تقرر الطريق الذي تسير عليه. هناك مصادر معينة آسيوية إن كان التغيير سيكون في العتاد تبدأ الإشاعة منهم أما التغيرات في الشركة والنظام فهناك مواقع أخرى معينة أيضاً تشعر وكأن أبل قالت لهم صراحة المعلومة ويبدأ الجميع في النقل منهم.


الإعداد الطويل

تخيل معي أن لديك جيش قوامه ربع مليون جندي يتحرك. كم من الوقت يمكنك إخفاء هذا التحرك حتى في غياب الأقمار الصناعية وتعيش في عصر تقليدي. أيام أو أسابيع لكن لا يمكنك إخفاء تحركه دائماً. هذا هو الأمر بالنسبة لأبل. يمكن أن يختفي خبر تعاقد أبل على شراء كميات ضخمة من منتج معين لفترة ويمكن أن تخفي أبل تغير ثوري… لكن أن يوجد منتج بمزايا مختلفة تماماً ويحتاج خطوط إنتاج كبيرة ويتم الإعداد له لسنوات! بالطبع سوف يتسرب الأمر للصحف حتى وإن أرادت أبل السرية. تخيل معي خبر أبل تريد إنتاج سيارة بعد 5 سنوات. هل تتخيل أن هذا الخبر يختفي لسنوات؟!


براءات الاختراع

تحدثنا في مقال الأمس عن براءات اختراع أبل. صراحة فإن براءات الاختراع تعد من الأمور التي يتم الكشف بها عن مستقبل الشركات. إليك مثال سريع وهو ساعة أبل الجيل الثالث. ما ميزتها الأساسية؟ إجراء مكالمات بدون وجود شريحة اتصال فعلية بل يوجد شريحة افتراضية. متى كشفت أبل عنها؟ في شهر سبتمبر 2017… ما رأيك أن تعود 4 سنوات ونصف قبل هذا التاريخ أي يناير 2013 وتراجع هذا المقال فيه تحدثنا عن براءة اختراع لأبل لتشغيل أجهزة بشريحة اتصال افتراضية. نحن نعيش في عالم معقد فلتقدم منتج ثوري سوف يتم تقليدك ولتحمي نفسك من التقليد عليك تسجيل براءة اختراع وإن سجلت براءة اختراع فسوف يتم الإعلان عنها ويعلم منافسوك خططك لكن يصعب عليهم هنا تقليدك. معضلة أليس كذلك! لكنها وسيلة قوية للأخبار.

أخبرنا رأيك في تسريب معلومات وتفاصيل المنتجات قبل صدورها وهل هو غير مقصود أم متعمد من أبل

مقالات ذات صلة