الجميع يتابع أخبار أبل؛ عشاق التفاحة يتابعون أخبارها لمعرفة المنتجات الجديدة؛ محبي الأندرويد أيضاً يتابعون أخبار أبل ليسخروا مما تقدمه ويقولون أنه لديهم هذه الميزة قبل بناء سور الصين العظيم ومعركة اليرموك :D “دعابة”. لكن الفئات السابقة المحرك الأساسي لها هو المشاعر فنحن نحب أو نكرهه وبناء على هذا نتحرك. لكن ماذا عن الشركات والمؤسسات؟ هم لا يحركهم المشاعر بل المصلحة والمال فقط. فلماذا يتابعون منتجات أبل بهذه الدقة؟

لماذا يهتم الجميع بأخبار ومنتجات أبل؟ الجزء الأول: جوجل

قبل أن نتحدث عن الشركات الأخرى دعونا نتعرف بشكل أكثر دقة على عائدات أبل ومبيعاتها. نكتفي بالجزء الأهم وهو الهواتف. في عام 2017 “الفعلي” باعت أبل 215 مليون آي فون حققوا عائدات 149 مليار دولار… أي بدقة فمتوسط العائد من الهاتف هو 688$ بينما باعت سامسونج الشركة الأولى 317 مليون هاتف حققوا عائدات 98 مليار دولار أي متوسط للجهاز 309$ ويتوقع أن تزيد أبل متوسط العائد للهاتف في 2018 ليصبح 800 دولار أي أن العميل في أبل يساوي بحساب الأرقام 2.5 عميل في الشركة المنافسة الأساسية “حساب أرقام ومادي لكننا بشر متساوون كي لا يساء فهم هذا المقياس”…

والآن دعونا ننظر للآخرين لماذا يركزون على أبل والبداية مع عملاق البحث جوجل…


جوجل والبحث عن العميل الثري المختفي

معظمنا يرى أن جوجل تهدف بشكل مباشر منافسة أبل والآي فون؛ فعلياً بدأت أشعر أن هذا ليس صحيح وجوجل تترك هذه المهمة للشركات مثل هواوي وسامسونج و شاومي وغيرهم وفي النهاية هي تستفيد من منافستهم لأبل. فهى تتمنى بالطبع أن تنجح الشركات في اجتذاب عميل الآي فون لذا سعت لزيادة الخصوصية وإزالة مئات الآلاف من التطبيقات المخترقة وذات المحتوى المشبوه من المتجر وزادت مراحل الأمان وغيرها من الأمور التي تساعد الشركات المصنعة أن تكون هواتفهم جاذبة لعميل أبل. لماذا؟ باختصار لكي توفر مليارات تدفعها لأبل.

عميل الأندرويد أينما تحرك في هاتفه فهو مراقب من جوجل؛ نظرة واحدة على موقع Myactivity الخاص بجوجل يظهر لك كيف استخدمت هاتفك بالأمس ومتى فتحت أي تطبيق وكل خطوة… بشكل شخصي فتحته الآن وجدته يقول أنني اليوم الساعة 9:32 صباخاً قمت باستخدام تطبيق “ريموت” على هاتفي ونفس الأمر بالأمس مساءاً. وهذا حقيقي بالفعل فعلت هذا لأطفئ التلفاز قبل ذهابي للعمل ولك أن تتخيل البقية. زر موقع MyActivity وشاهد بنفسك فجوجل لا تخفي عنك ما تراقبه.

المشكلة الآن في عميل أبل فهو يتحرك بدون أن تعلم جوجل وهذا يضايقها بشدة وخاصة أن عميل أبل “ثري” فخلال عام 2017 أنفق أكثر من 31 مليار دولار في خدمات إلكترونية سواء شراء تطبيقات أو خدمة Apple Pay أو اشتراكات لدى أبل. نعم هذا المبلغ أنفق لدى أبل فما أدراك بباقي المواقع. وبذكر باقي المواقع نجد مشكلة إضافية أن ملايين من عملاء أبل يفضلون متصفح سفاري إذاً فهم ليسوا تحت نظام جوجل ولا ترى أين يذهبون. الحل الوحيد هو محرك البحث؛ الجميع يفضل محرك بحث جوجل فهو المحطة التي ننتقل إليها كوسيط دائم فمثلاً تبحث عن موقع وتزوره ثم عندما تريد الذهاب لموقع آخر عادة تبحث عنه أيضاً وهكذا. لذا تقوم جوجل بدفع مبلغ 1 مليار دولار سنوياً لأبل من أجل أن يكون محرك البحث الافتراضي في تطبيق سفاري هو جوجل. فالكثير منا يكتب في أعلى ويبحث وإذا قامت أبل بتغييره فالقليل سوف يهتم بدخول جوجل أولاً ثم البحث. لكن العام الماضي سرت أخبار بأن أبل أبلغت جوجل أن عقدها البالغ 1 مليار دولار سنوياً غير مناسب لها لأنه كان في 2014. فهل ضحت جوجل بعملاء أبل؟ بالطبع لا قامت جوجل برفع قيمة العقد ليصبح 3 مليار دولار سنوياً فقط من أجل أن تظل على إطلاع عما يبحث عنه عملاء أبل.


للحديث بقية

ما سبق هو مجرد البداية فهناك شركات تصنيع الهواتف والملحقات وحتى المصانع والبنوك والحكومات. ولكي لا نتهم بأننا نبالغ أو “نطبل” ففي نهاية المقال هناك مصدر لكل معلومة ذكرت في المقال وتستطيع مراجعتها والتأكد من صحة ما ذكرنا. وتذكروا أن هناك فرق بين ذكر معلومة وبين المدح. فعندما يخبرك أحد بأن هناك طائرة بين الصين والهند فلا يعقل أن ترد عليه لماذا تمدح الهند؟ نهدف بهذا المقال والجزء القادم أن نخبركم عن أسرار ربما لا تعلمون عنها شيء لأننا نركز مع المشاعر التي تحرك العامة لكن ماذا عن الشركات؟ نظن أن الكثير من متابعينا لا يعلم بأمر الـ 3 مليار دولار التي تدفعها جوجل لأبل.

ما رأيك في سر اهتمام جوجل بعميل أبل؟ ومن تنتظر أن نتحدث عنه في الجزء الثاني؟ شاركنا رأيك

المصادر:

Samsung| Apple | GSMArena | Google| CNBC

مقالات ذات صلة