أصبحت الهواتف الذكية، والأجهزة الذكية القابلة للارتداء وعلى رأسها ساعة أبل تعرف الكثير عنا وعن صحتنا ونمط حياتنا وتقوم بتسجيل ذلك على مدار اليوم عن طريق تطبيقات مخصصة تم تهيئتها و برمجتها للقيام بذلك. تحدثنا في مقال سابق منذ أيام قليلة أن ساعة أبل قادرة على اكتشاف الرجفان الأذيني وإنقاذ المريض من سكتة دماغية مؤكدة، هذا الرابط . وها هي ساعة أبل من جديد يتم استخدامها في قضايا القتل لاكتشاف مرتكب الجريمة فكيف ذلك؟

في حالة غريبة في أستراليا، وبالتحديد في سبتمبر الماضي الساعة العاشرة مساء، تم العثور على السيدة ميرنا نيلسون البالغة من العمر 57 عاما ميتة في منزلها في مدينة اديلايد عاصمة ولاية جنوب أستراليا. وقد شاهد أحد الجيران زوجة ابنها وتدعى كارولين ديلا روز نيلسون البالغة من العمر 26 عاما وهي تغادر المنزل في وقت العثور على الجثة وهي مكممه ومفزوعه. فقام على الفور بالاتصال بالشرطة.

وأخبرت كارولين الشرطة بأن مجموعة من الرجال أتوا إلى المنزل و تجادلوا مع القتيلة لمدة 20 دقيقة ثم قاموا بربطها واقتحموا المنزل وقاموا بجريمتهم. وأضافت كارولين بأنها كانت في المطبخ المغلق عليها حين دخل عليها المعتدون وقاموا بربطها وتكميمها ولم ترى شيئا بعد ذلك.

لكن بعد أسابيع فقط تم القبض عليها “زوجة أبن الضحية” ووجهت لها الشرطة الاتهام بأنها هي من قامت بجريمة القتل، وذلك بعد فحص بيانات الصحة بساعة أبل الخاصة بالضحية. ومنها تبين أن ما نسجته من قصة هو من وحي الخيال.

ووفقاً للتقرير، فقد ذكرت المدعية “كارمن ماتيو” لقضاة المحكمة أن نشاط الساعة الذكية الخاص بالضحية دليل أساسي لإثبات زيف ما ترويه المتهمة للشرطة. وأضافت كارمن : ” إن ساعة ذكية من هذا النوع تحتوي على أجهزة استشعار قادرة على تتبع حركة الشخص الذي يرتديها، كما أنها تقوم بتخزين بيانات النشاط اليومي، وبالنظر إلى قياس معدل ضربات القلب على الساعة، فإنه يشير إلى وقوع هجوم على الضحية وهي تسير إلى منزلها، تحديدا في الساعة 6.38 مساء، وبناء على قياسات لنشاط الجسم وضربات القلب، فإن مرتدية الساعة قد تعرضت للاعتداء وتوفيت بشكل شبه مؤكد بحلول الساعة 6.45 مساء”. كما ذكر تقرير أخبار  ABC التابعة لهيئة الإذاعة الأمريكية.

وبالنظر إلى كلام المتهمة للشرطة بأنها خرجت من المنزل مباشرة بعد الهجوم في العاشرة مساء لطلب المساعدة، وبيانات ساعة أبل التي تؤكد مقتل الضحية في الساعة السادسة وخمس وأربعون دقيقة، فالفارق يزيد عن ثلاث ساعات بعد وقوع الجريمة. وقامت المتهمة خلال هذه الساعات الثلاث بتنظيم المشهد ووضع الحبكة الدرامية التي تجعلها في دور الضحية تمهيدا لنجاتها من الجريمة، ولكن أنى لها ذلك؟ فقد تم كشفها بشيء لم يخطر لها على بال. وما زالت القضية رهن التحقيق وستعقد الجلسة القادمة في يونيو القادم.


الحقيقة أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يستخدم فيها جهاز ذكي كخيط لحل لغز جريمة قتل، فقد استخدمت بيانات ساعة Fitbit في عام 2017 بإدانة رجل قتل زوجته، بعدما أظهرت بيانات الساعة عدم تناسقها مع رواية القاتل.

وفي قضية أخرى بألمانيا في وقت سابق من عام 2016، تم استخدام بيانات اللياقة البدنية والصحة على آي-فون 6s كدليل اتهام ضد شاب قام باغتصاب وقتل طالبة في كلية الطب وقام بإلقائها في النهر. وبمواجهة القاتل بتلك البيانات اعترف بجريمته.

إنها ليست مجرد ساعة ذكية أو هاتف ذكي، إنها دليل الإدانة؛ في وقت ظن فيه القاتل أنه في حصانه.

هل تعتقد أن الهواتف والساعات الشخصية أصبحت جواسيس على أصحابها وإذا ممكن استخدامها كدليل ادانة الا تعتقد انها من الممكن أن تستخدم ايضاً لزرع دليل مزيف ؟ شارك برأيك في التعليقات

المصادر:

ِABC | mashable

مقالات ذات صلة