من أكثر المقالات التي نتعرض للنقد فيها تلك التي نتحدث فيها بالتفصيل عن أي خطوة أو إجراء قامت به أبل أو جوجل. فعندما نتحدث أن أبل مثلاً كانت موفقة في قرار كذا نرى هجوم أننا “نطبل” لها والعكس عندما نتحدث أن الأندرويد تفوق في نقطة كذا فهنا نرى هجوم من طراز “فلتغيروا اسم موقعكم إلى أندرويد إسلام”. لذا قررنا إفراد مقال للحديث عن الأسئلة والانتقادات التي تصلنا في مقالات جوجل وأبل وأندرويد و iOS.

أنت تسأل وآي-فون إسلام يجيب عن صراع أبل وجوجل


كيف تعترفون بتفوق الأندرويد ثم تنتقدونه؟

يعد هذا السؤال او طريقة التقييم هذه معقدة للغاية. فللأسف غالبيتنا يرى الأمور كتلة واحدة. بمعنى أننا إذا مدحنا أبل في قرار فهذا يعني أن أبل شركة بلا عيوب وإذا انتقدنا جوجل فهذا يعني أنها شركة بلا مزايا. الواقع غير ذلك تماماً بالمدح والنقد يأتي في سياق محدد. فمثلاً تخيل معي أن المقال يتحدث عن الخرائط فمن سيمدح ومن سوف يصله النقد أكثر؟ انتقل إلى دعم الأجهزة بالتحديثات لسنوات طويلة يا ترى هل أبل هي من ستحصل على المدح أم جوجل؟ باختصار هناك سياق للمقال نتحدث فيه عن نقطة معينة وفي هذا السياق تتفوق شركة على أخرى وبالتالي نمدح التي تقدم المزايا الأفضل. لكن لم ولن ولا يعقل أن نقول إن أبل بلا عيوب وجوجل بلا مزايا.


من الأفضل iOS أم الأندرويد وكذلك الهواتف؟

هذا السؤال من المستحيل الإجابة عليه بشكل مطلق وهناك مقال تفصيلي شرحنا السر –راجع هذا الرابط-. لكن اختصاراً فتخيل معي شخص مصور محترف لديه عدد ضخم من كاميرات DSLR وعدساتها. يلتقط كل صورة ويريد أن يكون هاتفه مزود بأفضل كاميرا ممكنه فإذا حدث موقف وكان يريد التصوير وكاميراته ليست في متناول يده وعليه الاعتماد على الهاتف فلابد من أن تكون أفضل صورة ممكنة… ماذا سيختار؟! بالطبع حالياً هواوي P20 Pro وإذا صدر هاتف يدعى XYZ بكاميرا أفضل سوف ينتقل إليه.

مثال آخر” صديق لي طبيب في ألمانيا وكان يحدثني أنه قرر ترك أبل واقتناء S8 “وقتها” وبعد شهور قابلته وفوجئت أنه حدث إلى الآي فون أيضاً فسألته فأخبرني بأنه يحتاج في عمله ودراسته إلى تطبيق لمؤسسة علمية بريطانية هامة وهذه المؤسسة تطرح التطبيق فقط على iOS. لذا فالآي فون حسم الصراع ولا فرصة نهائياً للأندرويد مستقبلاً معه كما قال لي وبدون تفكير هو مستمر مع أبل.

الأفضل هو شيء نسبي يختلف من شخص لآخر والمزايا التي تهمك قد لا تهم غيرك


لماذا تنسخ الشركات المزايا من بعضها البعض؟

دائماً نجد صراع روتيني بين الشركات من قدم هذه الميزة أولاً وهذا الأمر سيستمر لسبب بسيط ودعني أضرب لك مثالاً بعيداً عن التقنية:

مطعم يقدم وجبات فائقة الجودة ثم تبدأ “موضة” أن بعض الشباب يفضل الطعام المضاف إليه الكثير من الجبن. وبالفعل بدأت مطاعم تفتح بالقرب منه وتقدم هذا النوع من الوجبات. مع مرور الوقت يجد هذا المطعم أن هذا النوع من الوجبات اكتسب شعبية؛ نعم لم تؤثر عليهم ولا يزال عملاءهم يدينون بالولاء ويتناولون الطعام لديهم لكن من حين لآخر عندما يريدون تذوق وجبات الجبن هذه يذهبون للمطاعم الأخرى. هنا أمام هذا المطعم خيارين الأول هو أن يعاند ويقول لن أضيف هذا النوع من الوجبات لدي ونتيجة هذا الخيار لن تعني خسارة زبائنه فهم يأتون بالفعل لديه لأنه يقدم وجبات أخرى لا تستطيع مطاعم الجبن هذه منافستها. والخيار الثاني هو أن يضيف بعض الأطباق المتخمة بالجبن والمطلوبة؛ نعم سيقولون أن تقلد لكنه في النهاية سيضيف المزيد من الزبائن لأنه سيقدم هذه الأطباق بطريقته المميزة والفريدة أي يتفوق على المطاعم الأخرى التي سبقته في تقديمها.

هذا هو السر باختصار وهو أن هذه الميزة لها شعبية فلماذا لا نقدمها؟ قدمت جوجل الإشعارات وإدارتها بعد أبل لكنها تفوقت في بعض مزاياها عليها الآن. وقدمت أبل خدمة Apple Pay بعد ظهور جوجل wallet لكن تفوقت أبل على جوجل بل وأجبرت الأخيرة على إعادة بناء الميزة من الصفر وأطلقت عليها أندرويد Pay.


لماذا تنسخ الشركات تصميم الآي فون X؟

الإجابة على هذا السؤال تتطلب أولاً توضيح نقطة هامة استغرقت من أبل وستيف جوبز سنوات طويلة كي يتم زرعها في عقول مليارات البشر وهي فكرة “الآي فون وأجهزة أبل هي أجهزة مرتفعة السعر لا يستطيع اقتناءها إلا صفوة المجتمع الأثرياء” لا نقول إن هذه الفكرة سليمة فليس أغلى حاسب في العالم يأتي من إنتاج أبل ولا أغلى سماعة ولا أغلى جهاز لوحي وحتى أغلى هاتف ليس الآي فون X. لكن الفكرة نفسها ترسخت في العقول لدرجة أن صديق لي عندما تحدثنا عن أحد هواتف الأندرويد وأنه يأتي بسعر كذا قال لي “أيظن نفسه آي فون؟” صديقي هذا لا يملك آي فون بالمناسبة لكن الفكرة مرسخة في العقول. الأمر نفسه ستجده يتردد في السيارات فمثلاً في مصر هناك أغلى وأفضل سيارة هي “مرسيدس” حتى وإن كان هناك سيارات ضعف سعرها.

لذا ولأن المفهوم العالمي هو أن الآي فون جهاز يعتبر أنك من فئة معينة مادياً يسعى البعض لاقتنائه حتى دون أن يعرفوا مزاياه؛ لكن البعض لا يحب iOS وفي الوقت نفسه يريد هذا الهاتف الذي يكسبني مظهر بأنني من فئة الصفوة. لذا تقدم له الشركات الآي فون الأندرويد. بل وتأتي شركات أندرويد تقدم لك هاتف بنفس التصميم بأسعار متوسطة. نعم من يكون بجوارك سيعرف أنه ليس X لكن الجميع من حولي ومن بعيد سيظنون أن لدي X. هذه الفكرة ليست حصرية لأبل بالمناسبة فمثلاً هناك شركة سيارات تدعى Zotye تقوم بتقليد تصاميم السيارات الفارهة مثل بورش “Porsche” و لاند روفر “Land Rover” وتقدم لك نسخة شبيه بأقل من ربع السعر.

السر ليس لأن الآي فون قدم شيء مميز بل لأنه يقدم مفهوم وانطباع مميز عنك


من سوف ينتصر في صراع أبل وجوجل؟

لا يمكن أن يكون هناك منتصر في هذا الصراع لأنه ببساطة لا يمكنك إرضاء جميع المستخدمين. لا أذكر في تاريخ البشرية أن كان هناك منتج مادي ملموس يرضي الجميع تماماً وبلا منافس… هناك دائماً الصراع بين “بيبسي” و “كوكاكولا” وكذلك “إيرباص” و “بوينج” وحتى شركات الأسلحة ستجد صراع بينهم.

طالما بقيت البشرية سيظل هناك صراع ومنافسه


لكن نوكيا انتهت فلماذا لا ترون نهاية لأبل مثلها؟

في 2007 نشرت فوربس “أحد أشهر المجلات في العالم” صورة على غلافها بعنوان “نوكيا: من يستطيع اللحقا بملك الهواتف”. في نفس الوقت كان ستيف جوبز يعلن عن الآي فون وباقي القصة نعلمها حيث انتقل العالم للهواتف الذكية المعتمدة على التطبيقات والإنترنت وانتهى عصر نوكيا بلا رجعه. الذي حدث باختصار هو أن نوكيا تجاهلت هذه الثورة في الأجهزة التي أعلنها جوبز… وعندما ذهب إليهم “أندي روبن” مبتكر نظامه الذي يحمل اسمه “أندرويد” يطلب منهم دعمه رفضوه فذهب إلى جوجل الذين اشتروا الشركة وطوروا الأندرويد ثم عادوا إلى نوكيا مرة أخرى باسمهم “جوجل أندرويد” ومرة أخرى رفضت نوكيا أي أن الخلل الأساسي كان في الإدارة وليس أن الشركات لابد أن تنتهي…

أما لماذا لا يتكرر هذا الأمر حالياً فهناك عدة أسباب أهمها:

ليس هناك منافس: نوكيا لم تموت بمفردها بل قضى الأندرويد عليها. وبلاك بيري قضت عليها أبل؛ استبدلت أبل وجوجل كل من نوكيا وبلاك بيري وويندوز وبالم… أي استمر الأمر أن هناك صراع لكن تغيرت المسميات. حالياً لا يوجد بديل يمكن أن يحل محل الأندرويد أو iOS. والبديل هذا إن وجد يحتاج شركة برمجية تدعمه بعشرات المليارات وهذا غير متوفر أيضاً ولنا في مايكروسوفت عبرة.

الاستحواذات: نحن لسنا في عصر نوكيا وبلاك بيري؛ العصر الحالي عنوانه الاستحواذات أولاً؛ فالشركات تمتلك مخزوناً ضخماً من الأموال وإذا لمحت أي فرصة للمنافسة ولو من بعيد لميزة واحدة لديهم يشترونها… بل يتم شراء حتى الشركات التي قد تفكر الشركة في يوم في دخول مجالها مثلما حدث مع أبل في Beats وقبلهم Siri وحدث مع فيسبوك في واتس آب وانستجرام. فإذا ظهرت شركة واكتسبت ولو 1% شعبية فستذهب إليها أبل وجوجل ويتم شراءها. الشركات تبني من أجل المال؛ حسناً كم تبلغ قيمة شركتك! مثلاً 2 مليار دولار! إليك 10 مليار وسوف نشتري الشركة وتعمل لدينا أنت وفريقك لـ 3 أعوام وبعدها أنتم أحرار تستمروا أو تذهبوا. لكن خلال هذه الأعوام الـ 3 سوف تدرب موظفينا على خططك وأفكارك التي كنت تنوي تنفيذها. هذا الذي يتم فعلياً ويحدث كل يوم وهو سر الكثير من الاستحواذات.

هل تتفق أم تختلف معنا فيما سبق؟ شاركنا رأيك في التعليقات

مقالات ذات صلة