هم خمس شركات فقط، لكنهم يساوون أكثر بكثير من الشركات الدولية الضخمة مثل فوتسي 100 أو FTSE 100 التي تضم أسهم أكبر مائة شركة بريطانية في بورصة لندن. وتعد أكثر من الشركات التي تضم مؤشر Hang Seng في هونج كونج، وأكثر من الشركات الألمانية Dax و Cac 40 الفرنسية. بل أكثر من كل تلك الشركات مجتمعة! بل أنهم يتفوقون على قارات بأكملها. فهل تواصل مجموعة شركات FAANG صعودهم المستمر أم لا؟ تابع معنا

هل يمكن لعمالقة التكنولوجيا FAANG مواصلة الصعود الصاروخي


يطلق على الشركات الخمس التي نقصدها مختصر FAANG وهى الحروف الأولى لكلمات الشركات Facebook و Amazon و Apple و Netflix و Google هؤلاء الخمسة هم عمالقة التكنولوجيا الأمريكية، تراوحت أسهم تلك الشركات بين الارتفاع أو الثبات في دائرة ممتازة في السنوات القليلة الماضية إلى النصف الأول من 2018 على الرغم من بعض العراقيل والمشكلات التي واجهتها بعض تلك الشركات.

تعرضت تلك الشركات إلى معارك تجارية قام بها الرئيس الأمريكي، ولا سيما فكرة تقييد الاستثمار الصيني في الشركات الأمريكية والحد من صادرات التكنولوجيا الأمريكية إلى الصين. وكانت هناك صعوبات تحتم على تلك الشركات مواجهتها في الفترات الماضية، ولكن ما زال سعر أسهمها يستمر في الصعود. حيث تبلغ القيمة الإجمالية لتلك الشركات الخمس حوالي 3.25 تريليون دولار (الترليون يساوي ألف مليار أو مليون مليون).


Facebook

شهد الفيسبوك تراجعاً في أسهمه في شهر مارس عندما تم الكشف عن اختراق هائل من شركة كامبريدج أناليتيكا للاستشارات السياسية لحساب أكثر من 80 مليون مستخدم، حتى انخفض سعر السهم في هذا الشهر من 183 دولار إلى 152 دولار، ثم عاود الارتفاع مرة أخرى ليصل إلى 202 دولار في مايو الماضي ويستقر الآن على 192 دولارا للسهم الواحد. وبذلك عادت القيمة السوقية للارتفاع مرة أخرى بنسبة 11% منذ يناير ليستقر تقدير القيمة السوقية للشركة الآن إلى 549 مليار دولار.

فيسبوك لديها مشكلة كبيرة في المستقبل حيث أن النمو يحتاج أن تدخل مجالات جديدة مثل خدمات الإنترنت وتقديم الأجهزة والاستحواذ على المزيد من الشركات. لكن هذه الخطوات تحتاج موافقات حكومية وفضيحة الخصوصية قد تتسبب في إضافة الحكومات عقبات أمام الفيس بوك. فهل يستطيع مواصلة الصعود؟


Google

وبالنسبة لجوجل فقد تراجعت عن الشركات الخمسة، بسبب المخاوف بشأن قضايا الخصوصية والتشريعات المتزايدة المحتملة، لكن الشركة الأم Alphabet ما زالت تعلن عن زيادة بنسبة 84% في الأرباح الموسمية في أبريل الماضي. وأصبحت قيمة الشركة السوقية يقدر بقيمة 762 مليار.

تعاني جوجل من مشكلة وهي أنها وصلت للحد الأقصى في المجالات التي تعمل فيها. فمحركات البحث تم السيطرة عليها ونظام أندرويد بدأ منذ سنوات يواجه ثبات في الحصة السوقية مع أبل. ومجال الدعاية في طريقه للسيطرة الحاسمة من جوجل أيضاً. تواجه جوجل عقبة كبيرة في فتح مجال جديد فمنذ سنوات وهي تفشل في تقديم تطبيق محادثات ينافس عائلة فيسبوك (واتس آب و ماسنجر) وذلك بعد فشل سابق في تطبيق موقع اجتماعي “جوجل بلس”. فما المجال الجديد الذي تنوي جوجل الدخول فيه لمواصلة الإنطلاق؟

ملاحظة: ندمج هنا بين جوجل وشركة ألفابيت حيث أن ألفابيت معتمدة على جوجل في الأساس.


Apple

واجهت أبل مخاوف بشأن تباطؤ مبيعات الآي-فون، لا سيما آي-فون X على الرغم من أحدث النتائج التي تبشر بتبديد تلك المخاوف. ومع زيادة استثمار “وارن بافيت” أشهر مستثمر أمريكي في بورصة نيويورك، ارتفعت أسهم شركة آبل نحو 10% لتصل قيمة شركة آبل السوقية إلى 894 مليار دولار. وبذلك تصبح الشركة رقم واحد في العالم التي تقترب وبقوة من قيمة 1 تريليون دولار.

تواجه أبل عقبة أساسية وهى الاستقرار حيث تستقر مبيعات الآي فون وأجهزة ماك فلا نرى طفرات في المبيعات. وتراجعت مبيعات الآي باد بشكل كبير؛ وفشلت الشركة في إطلاق السماعة الذكية. تراهن أبل على مجالين الأول هو القطاع الترفيهي والفيديوهات والأفلام والبرامج “عالم التلفاز” والقطاع الثاني غير معلن رسمياً وهو مجال السيارات. فهل تنجح أبل في هذه المجالات؟


Amazon

تسير أمازون في طريقها للسيطرة على العالم. وقد أظهر الربع الأخير من هذا العام أن الأرباح قد تضاعفت إلى 1.6 مليار دولار، مدعومة بمبيعات قوية في أعمالها الأساسية وشرائها لأسواق Whole Food. وتستمر في الانتقال إلى مناطق جديدة، بما في ذلك التحديات الكبيرة في مواجهة شركتي Sky وPT لتغطية الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم حتى حصلت بالفعل على تلك الصفقة لمدة ثلاث مواسم ولم يتم الكشف عن قيمة تلك الصفقة.

وأعلنت الشركة أيضا عن مسيرة جديدة في مجال الصيدلة بالاستحواذ على شركة Pillpack “شركة ناشئة لتوزيع الأدوية عبر الإنترنت”، مما أدى إلى ضرب أسعار أسهم الشركات الكبيرة مثل CVS و Walgreens Boots Alliance. وعلى الرغم من سلسلة المضايقات التي قام بها ترامب، قفزت أسهم أمازون بنسبة 45% في الأشهر الستة الماضية، وبذلك تصل القيمة السوقية لأمازن إلى 815 مليار دولار.

تعد أمازون الشركة الوحيدة في هذا المجال المرشحة للزيادة بلا حدود فهى لم تصل بعد للحد الأقصى حيث لم تسيطر على مجال المتاجر عبر الإنترنت ولا الخوادم ومنتجات المطورين وتطور مفهوم المتاجر الفعلية “أمازون جو” وتزيد من تواجدها في الأجهزة الترفيهية “التلفاز” وتبني حالياً شركات شحن خاصة بها. في كل مجال تعمل أمازون فيه لم تصل بعد للحدود القصوى ولا الاستقرار الذي بدأت أبل وجوجل وفيس بوك يعانون منه. فهل تظهر عقبات توقف مسيرة الغول أمازون؟


Netflix

من بين مجموعة FAANG كان النجاح البارز هذا العام من نصيب شركة Netflix حيث زادت قيمتها السوقية إلى أكثر من الضعف لتصبح 167 مليار دولار وبذلك تخطت شركة ديزني التي تقدر قيمتها 154 مليار دولار. وقد نجحت الشركة في تحقيق النجاحات مع مسلسلات أمثال Stranger Things ومسلسل Queer Eye. ولعل تلك الشركة هي الوحيدة من بين الخمسة التي من الممكن وصفها بأنها ليست مستقرة، بدلا من كونها شركة راسخة ومستقرة تماما.

نت فليكس الآن تواجه عقبة أساسية وهى ظهور الكثير من المنافسين وكذلك شرائهم لحقوق حصرية لبعض المحتوى في دول قبل وصول نت فليكس لها لكن تسعى الأخيرة لتعويض هذا الأمر عبر المحتوى الأصلي وهو الأفلام والمسلسلات والبرامج التي تنتجها نت فليكس. وكذلك يتم تقديم الكثير من النصائح لنت فليكس بالبحث عن مشتري لها وغالباً سيكون إما أمازون أو أبل.


هل يمكن أن يستمر الازدهار لتلك الشركات؟

بصرف النظر عن المشكلات التجارية التي يثيرها الرئيس الأمريكي بين الحين والآخر، هناك مخاوف بشأن التقييمات العالية الحالية لسمعة شركات التكنولوجيا، والتي تعيد إلى الأذهان ذكريات فقاعة الانترنت أو فقاعة الدوت كوم التي امتدت ما بين 1995 و2000 عندما سيطرت الكثير من الشركات الناشئة ومنها أمازون على سوق الأسهم قبل انهيارها التام وإعلان الإفلاس للكثير منهم وقتها.

لكن هناك اختلاف رئيسي عن أعوام فقاعة الانترنت: هذا الشركات تربح كثيراً، ولأجل ذلك نفى كثير من الاستراتيجيين حدوث فقاعة تكنولوجية أخرى قائلين: “على عكس هوس التكنولوجيا في التسعينات، يمكن تفسير هذا النجاح لتلك الشركات بالنظر إلى الأسس القوية التي تقوم عليها بالإضافة إلى الإيرادات العالية، مما يجعلها مختلفة تماما عما حدث في فقاعة الإنترنت في التسعينات”.

كما تسمح إصلاحات ترامب الضريبية في وقت سابق من هذا العام للشركات بإعادة الأموال النقدية من الخارج، مما يسمح لها بدفع المزيد من الأرباح إلى المستثمرين وتقديم دعم آخر للأسهم. على سبيل المثال تخطط شركة أبل لإعادة ما يقرب من 252 مليار دولار من الخارج، وأعلنت مؤخرا زيادة بنسبة 16% في أرباحها الموسمية وزيادة قدرها 100 مليار دولار في برنامج إعادة شراء الأسهم.

وقال Russ Mould مدير الاستثمار في شركة AJ Bell لإدارة الأصول، أن الخمس شركات باستثناء Netflix هم قادة في مجالاتهم ويحققون أرباحا مذهلة في وقت يتسم بنمو اقتصادي متواضع، حيث يقدمون المنتجات والخدمات التي يرغب الناس في الدفع مقابلها.

وأضاف: ” هذه الشركات لديها ديون قليلة بشكل عام، وتمتلك الكثير من السيولة، وبالتالي ينظر إليها على أنها أكثر أمانا من العديد من الشركات الأخرى وتستخدم تلك الأموال لدفع أرباحا كبيرة وإعادة الشراء للمساهمين في حالة شركة آبل.

لكنه حذر قائلا: ” إن الخطر على المشترين هو أن هذه التقييمات لا تترك سوى هامش ربح ضئيل للخطأ في حالة حدوث أي خطأ ما. وفي الوقت الذي ينظر فيه على أن تلك الشركات ملاذ آمن تقريبا، بسبب حصانتهم المتصورة من مخاوف اقتصادية أو تجارية أو جيوسياسية أوسع، فإن هذا التصور والتقييمات المنسوبة قد تعني أنهم غير آمنين.

في رأيك هل ستواصل مجموعة FAANG الصعود والاستمرارية؟ أم أن مقولة “مهما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع” تنطبق أيضا على شركات وادي السيليكون؟ أخبرنا برأيك في التعليقات

المصدر:

The Guardian

مقالات ذات صلة