تحدثنا سابقاً وفي عدة مقالات أن أبل لديها فرصة هذا العام ففي الوقت الذي يزيد منافسوها فيه أسعار أجهزتهم فإن الشائعات تقول إن أبل سوف تخفض سعر X بـ 100$ ليبدأ من 899$ بدلاً من 999$ لكن يبدو أن هذه الأحلام سوف تتبخر بسبب انتقال العالم إلى تقنية 5G والذي يبدأ انتشارها العالمي العام القادم.

هل يقتل 5G حلم تخفيض سعر الآي فون؟


كيف تتطور التقنيات العامة؟

هناك تقنيات تعتبر تقنيات خاصة ليكن طريقة إضاءة سامسونج لشاشات OLED الخاصة بها؛ هذه التقنية تكون حصرية لشركة سامسونج ومسجلة لها لكنها ليست شيء عام أي لن يستفيد منه إلا من يشتري شاشة من سامسونج. لكن الأمر يختلف مثلاً في شريحة الهاتف فكل الشركات تستخدم نفس الشريحة؛ الأمر نفسه في الـ USB في الحواسب والـ HDMI. تقنية البلوتوث والواي فاي وكذلك شبكات الاتصالات. هنا تستخدم كل الشركات حول العالم نفس الأمر ولا يمكن أن يصبح حصرياً لشركة واحدة. فلا يعقل أن نقول شركة HTC هي من حقها فقط استخدام بلوتوث 6.0 مثلاً (غير موجود وهذا مثال). فكيف يتم تطوير هذه التقنيات؟

يتم هذا الأمر بواسطة تحالفات بين شركات فمثلاً البلوتوث وال USB هي مؤسسات تشارك فيها العديد من الشركات وتقدم أبحاث لتطوير هذه التقنيات. وفي حالة البلوتوث مثلاً فغالب الشركات حول العالم مشتركة في تطوير التقنية هذه لكن الوضع يختلف تماماً في الاتصالات وليكن الجيل الرابع LTE أو الخامس 5G. حيث تقوم كل شركة بشكل مستقل أو بالتعاون مع آخرين بتطوير تقنيات خاصة بهم لأن الصراع هنا به تنافس فكل شركة تريد أن تصل لأسرع طريقة اتصال بالشبكة وتذكرون مدى سخرية سامسونج حالياً من أبل بسبب أن أجهزة S9 أسرع في الاتصال بالإنترنت من الآي فون X.

والآن وبعد أن عرفنا كيف تتطور التقنيات العامة فيمكننا الإجابة على سؤال كيف سيؤثر هذا على سعر الآي فون؟


أبل سوف تدفع المزيد

وبعد أن تطور كل شركة تقنياتها الخاصة تقوم بتسجيل براءات اختراع خاصة بها ولا يحق لأي شركة حول العالم أن تستخدم تقنياتهم بدون إذن مسبق. وهناك 3 شركات رائدة تعتبر هي من طور بشكل أساسي الـ 5G “ليس بمفردهم لكنهم الأساس” وهذه الشركات هي “نوكيا وإريكسون وكوالكم”. نعم لا تتعجب فشركة نوكيا لا تزال رائدة في الأبحاث والتطوير فلا يعني وفاة قسم الهواتف أن نوكيا انتهت. والأمر نفسه مع إريكسون التي اختفى ذكرها بعد انفصالها عن سوني وهواتف سوني إريكسون الشهيرة لكن هذه الشركات تخصصت بشكل أساسي في الأبحاث وتطوير التقنيات. وبالطبع معهم رائد الصناعة في هذا المجال “كوالكم” عدو أبل اللدود التي بالطبع سوف تدعمه في معالجها القادم 855 كما يشاع.

وقبل أيام عقدت الشركات اتفاق تنسيقي بينها لاستخدام براءات الاختراع الخاصة بهم والتي بناء عليه سيكون على من يرغب في استخدام تقنية 5G أن يدفع لشركة نوكيا 3 يورو (3.5 دولار) وقررت إريكسون تحصيل 2.5-5.0 دولار طبقاً لسعر الجهاز. أما كوالكم فكما هو معروف فهي تحصل على نسبة وقررت الشركة أن نسبتها ستكون 2.275% من سعر بيع الجهاز حتى 400$ ويزيد السعر ليصبح 3.5% في حالة استخدام 5G/4G/3G بتقنيات خاصة بهم أي ربما يعني هذا ما مجموعة 21$ أو أكثر على أبل دفعها كـ “رسوم” لدعم تقنية الجيل الخامس.


تأثير الرسوم على سعر الآي فون

ربما يرى البعض أن 21$ مبلغ منخفض للغاية ولن يؤثر على أبل والآي فون لكن هذا غير صحيح فمن المعروف أن أبل تحقق أعلى هامش ربح من الآي فون فمثلاً تكلفة قطع الآي فون X أكثر سعراً من تكلفة الآي فون 8 بلس بـ 82$ لكن أبل جعلت فارق السعر 200$. هذا يعني أن زيادة تكلفة بند الرسوم 21$ يعني بحسابات أبل زيادة سعر البيع 50$. وهذا يبدد الاحلام القديمة أن أبل سوف تقلل سعر الآي فون X بـ 100 دولار لأن هناك 50$ زادت بسبب الرسوم وبالطبع هناك زيادات أخرى.


ربما ليس الآي فون القادم

من المعروف أن أبل شركة تتأنى طويلاً قبل إضافة تقنيات فارقة لذا قالت الكثير من المصادر أن الآي فون الذي سوف يصدر بعد أسبوعين لن يدعم 5G بل آي-فون العام القادم. لكن بداية 2019 سوف تصدر سامسونج S10 وبالطبع سيدعم 5G وهنا سيصبح لديه ميزة قاتلة وهي أن من يتم دعم منطقتهم بالـ 5G حول العالم عليهم اقتناء أجهزة سامسونج أو P30 من هواوي أو أي هاتف لكن ليس الآي فون. تخيل أنك سوف تذهب إلى متجر أبل وتشتري أحدث هاتف لكنه لا يدعم الشبكة الجديدة. منطقياً وبالحسابات النظرية أبل لن تدعم 5G هذا العام لكن ربما تريد أن تحصد لقب أول هاتف رائد يدعم شبكات الجيل الخامس. خيار صعب ومكلف مادياً. مبلغ 21$ لكل جهاز يعني أكثر من 5 مليار دولار سنوياً تدفعهم أبل لكوالكم ونوكيا وإريكسون. فالدعم سيكون آي فون وآي باد أيضاً. وغير معقول أن تخفض أبل سعر الآي فون ثم تزيده العام القادم مرة أخرى لذا فنتوقع أن يصبح السعر كما هو 999$ للـ X

هل تتوقع أن تزيد أبل سعر الآي فون لدعم 5G ؟ وهل يتم هذا العام؟ أم تقرر على غير عادتها أن تتحمل هي فارق التكلفة؟

المصادر:

Forbes | venturebeat | appleinsider

مقالات ذات صلة