ذكرنا في مقال سابق ماهية عمل شاشات OLED التي تعود أساسياتها إلى عام 1987، وذكرنا الفرق بينها وبين شاشات LCD يمكنك الاطلاع على هذا الرابط. وبما أن عالم التكنولوجيا في تطور مستمر، فيستحيل أن نجزم بتوقفها عند حدّ أو صنف معين. وهذا تراه ملموسا في كل مجال. وكما نعلم، أن أبل تخطط لاستخدام شاشات OLED وشاشات LCD هذا العام في أجهزة الآي-فون الجديدة، ولكن في المستقبل قد نرى تحول كبير من أبل إلى استخدام شاشات MicroLED. فما هي قصة هذه الشاشات المنتظرة بقوة؟ ولماذا هذا الاهتمام البالغ من أبل تجاهها.


تم الإعلان عن تلك الشاشات في معرض CES 2018 من قبل شركة سامسونج حين قدمت جهاز تلفزيون تحت مسمى The Wall أو الحائط يعتمد على تلك التكنولوجيا بحجم 146 بوصة.

شاشات MicroLED تشبه شاشات OLED في طريقة عملها، أي أنها لا تحتاج إلى ضوء خلفي، إنما تعتمد على اضاءة البيكسل، ولكنها إضاءة ليست عضوية وهي في الأساس مكونة من مجموعة من الليدات LEDs ولكنها أصغر بكثير من المعتاد. وتم تصميم مصابيح LED على لوحة الكترونية معززة TFT اختصار (Thin-Film-Transistor) أو شاشة الكريستال السائل ذات الترانزستور الرقيق، تعمل على تزويد اللد بالطاقة والإضاءة ووقت تلك الإضاءة ومكانها. ونظرا لعدم وجود طبقة عضوية مثل الموجودة في شاشات OLED، يمكن أن يكون عمر شاشات MicroLED أطول، ولا يوجد بها خطر احتراق البيكسل.

حاولت الشركات تقديم مثل تلك الشاشات من قبل في الأجهزة الصغير مثل الهواتف أو حتى التلفاز، فهي ليست وليدة اليوم وإنما أسس لها في عام 2000، ولكن واجهت تلك الشركات عقبات منها حجم المصابيح الصغير جدا الذي لا يتعدى حجمه نصف قطر الشعرة. ولذلك تم استخدامها فقط في شاشات كبيرة في الملاعب الرياضية وغيرها.

“لقطة  للوحة Samsung Micro LED من خلال المجهر”

ومع هذا الحجم المتناهي في الصغر لليد الواحد، وهذه الدقة في صفها بجوار بعضها عن كثب وجمع تلك الألوان الأحمر والازرق والاخضر لتكوين بيكسل واحد. فلك أن تتخيل شاشات ذات دقة وألوان عالية، ستدعم تلك الشاشات 25 مليون لون وستفتح المجال إلى شاشات 8K بدلا من 4K.


آبل وسعيها الحثيث لتطوير تلك التكنولوجيا

حضرت أبل الأسبوع الماضي مؤتمراً في تايوان، حيث عقدت اجتماعات مع شركتين على الأقل حول تكنولوجيا MicroLED، وفقا لما ذكرته صحيفة Economic Daily News.

تعتبر شاشات OLED هي أفضل الشاشات الموجودة الآن لما لها من جودة في الألوان والسطوع، والتحكم في جعلها مثنية أو مطوية حسب الرغبة لإنشاء تصميمات مختلفة. لكن العديد من الشركات متحمسة الآن إلى ذلك النوع الجديد MicrOLED التي يمكنها تقديم صور رائعة، حدث عنها ولا حرج، والتي يمكن تطويعها وإنشاء شاشات كبيرة وصغيرة بكل سهولة.

في الواقع، يمكن أن تقدم تقنية MicroLED فرصا كبيرة لأبل على الأقل في جانب التصميم، حيث أنها تعتبر الأنحف والأخف وزنا والأطول عمرا، لذلك يمكن الاستعانة بها في تصميمات آي-فون جديدة كليا.

لكن المشكلة الأكبر مع ذلك النوع من الشاشات هو التكلفة العالية وصعوبة إنتاجها في الوقت الحالي. على الرغم من أن العديد من خبراء الصناعة يرون أنها بديل حتمي لشاشات OLED، إلا أن ذلك لا يبدوا قريبا فما زالت شاشات OLED مكلفة في انتاجها.

ومع ذلك فقد ذكر تقرير لبلومبرج هذا العام، بأن أبل وسامسونج متحمسين جداً لتلك الشاشات. وذكرت تقارير أخرى في أوقات سابقة من هذا العام، أن أبل تطور منشأة سرية في كاليفورنيا لعمل أبحاث وتطوير لتلك الشاشات المستقبلية المتوقع رؤيتها في أجهزة الآي-فون وساعة آبل.

هل تعتقد ان شاشات الهاتف بحاجة الى تطور، أم ان هناك عتاد أهم مثل البطارية و الحساسات والكاميرا؟

المصدر:

tomsguide | slashgear

مقالات ذات صلة