عندما أقدمت أبل على إلغاء منفذ السماعة 3.5mm حدثت ثورة ساخطة وسخرية واسعة عليها من مختلف الشركات وحتى المستخدمين لكن مع مرور رأينا الجميع يقلد أبل وخاصة في هواتف الفئة العليا. وتسربت أخبار أن أبل درست إلغاء منفذ الشحن نفسه لكن التجارب فشلت؛ وفي مؤتمرها الأخير أطلقت XS/XR بشريحة ثانية افتراضية؛ وجاء الختام مع هواوي Mate 20 Pro الذي قام بدمج سماعات الهاتف مع منفذ الشحن مما يجعلنا نسأل؛ لماذا تريد الشركات هاتف بلا منافذ؟

عندما ألغت أبل منفذ الصوت سخر الجميع منها حتى جوجل في مؤتمر بيكسل 1 قالت من ضمن المزايا أن هاتفنا يضم بالطبع منفذ للسماعة. لكن العام التالي كانت المفاجئة وأنها ألغت المنفذ في بيكسل 2. وبقيت شركتين وهما وان بلس OnePlus وسامسونج؛ وبالغد تطلق وان بلس هاتف 6T وسيكون أبرز التغيرات هو إلغاء منفذ السماعة. أما سامسونج الصامدة فالشائعات تقول أن S10 القادم خلال أشهر سوف يلغى به هو الآخر المنفذ. بررت بعض الشركات الخطوة بأنها لزيادة البطارية لكن مع الوقت تبين عكس هذا الأمر فبعض الأجهزة تأتي بدون منفذ للسماعة وفي نفس الوقت بدون زيادة بالبطارية.

وقبل أيام أطلقت هواوي Mate 20 pro وجاء بعدة مزايا رائعة لكن كان به تغير مثير للجدل وهو إلغاء سماعات الجهاز نفسها؛ لا نتحدث هنا عن منفذ تركيب السماعة السلكية لكننا نتحدث عن سماعة الجهاز نفسها التي لم تعد فتحات بجوار منفذ الشحن أو في أي مكان آخر خارجي بل داخل منفذ الشحن نفسه. وبالطبع التجربة جاءت جيدة والأداء رائع في الظروف العادية لكن إن قمت بتوصيل سماعة أو شاحن فالوضع يختلف حيث ينخفض الصوت بشدة ليصبح النصف أو أقل كما جاء في اختبارات GSMArena

وبالانتقال للآي فون نجد أن هناك تسارع في شركات الاتصالات بالإعلان عن دعم الشريحة الافتراضية E-SIM وكان آخرهم شركة الاتصالات السعودية STC في إعلان رسمي بحسابها في تويتر (اختفت التغريدة لاحقاً). هذا يجعلنا نفكر بعد أعوام قليلة قد تلغي بشكل نهائي الشريحة الحقيقة. أضف إلى هذا وصول السعات التخزينية إلى 512 جيجا مما يجعل الكثير منا يقلع عن شراء كروت ذاكرة خاصة أن السعات التخزينية تصل سرعتها (قراءة) إلى أكثر من 1000 ميجا بينما سرعة الكروت الخارجية غالباً 100 ميجا أي 10% السرعة مما يقلل الأداء. أي ربما نقول وداعاً لمنفذ كروت الذاكرة أيضاً.

فلماذا تركز الشركات على هدف تقليل ثم إلغاء فتحات ومنافذ الهاتف؟


حلم الهاتف بلا منافذ

مع مرور الوقت تصبح هواتفنا أكثر أهمية وبالتالي تسعى الشركات إلى أمرين الأول هو إضافة مزايا جديدة والثاني هو حماية وتأمين الجهاز ضد التلف. وكلا الأمرين يساهم في الوصول إليهم إلغاء منافذ الجهاز.

وجود المنفذ نفسه ليست المشكلة في حجمه لكن في وجوده الذي يتبعه عدة أمور فمثلاً منفذ الصوت يعني وجود الشريحة والأسلاك لاستقبال الصوت في هذا المكان وشريحة الاتصال تعني أن تضع الشركة الشرائح الإلكترونية الخاصة بالتواصل مع SIM في هذا المكان وهكذا. إضافة إلى هذا فالشركات تريد جعل الهاتف مضاد للمياه والأتربة وبناء عليه تضع أمور أخرى لتأمين هذه الفتحة لكي لا تسبب دخول السوائل والأتربة للهاتف وبالتالي تطابق معايير IP الشهيرة. أي أنك ليس فقط أجبرت على وضع بعض العتاد في مكان معين لكن أيضاً أجبرت أن تضع المزيد لحماية الجهاز. لكن إن تم إلغاء المنفذ نفسه فالأمر أكثر سهولة فيكون لدى الشركات حرية مطلقة فيما يضعونه داخل أجهزتهم وكذلك لا يحتاجون إلى أمور إضافية لتأمين الهاتف ضد التلف (سيتم إضافة بعض العوازل لكن ليس بالكم الحالي مع الفتحات المتعددة).


مستقبل المنافذ

أين وصلنا في إلغاء المنافذ؟ هذا هو السؤال الذي يجب طرحه… قبل أعوام قليلة كان لدينا المنافذ التالي وهذا ما حدث فيها:

1

منفذ تركيب السماعة: تم إلغاءه من الهواتف العليا (600$+) وجاري الإلغاء في الهواتف المتوسطة (300-600$).

2

منفذ الشريحة: جاري الانتقال إلى الشريحة الافتراضية ونتوقع 5 سنوات مثلاً للانتقال بالكامل.

3

منفذ الشحن: جاري زيادة سرعة الشحن الاسلكي فبعد البداية بـ 5W ودعمت أبل 7.5ً وسامسونج تدعم 10W جاءت هواوي لتدعم 15W مما يجعلنا في الطريق لنرى شحن لاسلكي سريع. وبالطبع يعمل منفذ الشحن أيضاً لنقل البيانات لكن مع تطوير تقنيات النقل عبر الواي فاي وكذلك وجود بدائل مثل المنفذ الذكي كالموجود في الآي باد “ليس فتحه فعلياً” فقد نرى مع تطور هذه التقنيات أنهم بديل للمنفذ.

4

منفذ السماعات: ألمحت سامسونج عن تقنية SoD -راجع مقال الأمس- وفيها سيكون الهاتف بلا سماعة فعليه لكن ينتقل الصوت عبر الشاشة. وهى تقنية تشبه ما كشفت عنه شاومي قبل سنوات في Mi Mix 1 لكنها سرعان ما ألغته في الهواتف الاحقة لفشله. ربما تكشف سامسونج عن استخدام فعال لتقنية جديدة تقدم الأمر نفسه بشكل صحيح. (سامسونج غالباً تتحدث عن سماعة المكالمات وليس سماعة الجهاز نفسه لكنها ستكون خطوة أولى).

5

منفذ الذاكرة: هو نفسه منفذ الشريحة لكن نضيفه بشكل مستقل لأن هناك تسارع كبير في زيادة السعة التخزينية ووصل السرعات إلى 1500 ميجا بينما أفضل الكروت في الأسواق بسرعة 160 ميجا وإذا أردت شراء الأحدث ستجده بسرعة 275 ميجا ويبلغ سعره 100$ لسعة 64 جيجا فقط أي تشتري سعة الهاتف الأكبر أوفر لك وأسرع.

6

أزرار خفض ورفع الصوت: لا تنس هذه الأزرار وأبل بالفعل تعمل عليهم وهناك أخبار بأنها تريد إلغاء هذه الأزرار وإضافة زر افتراضي يشبه البصمة في الآي فون 7/8 وتعتمد على رد الفعل الاهتزازي لإرشادك. هذا الأمر معقد للغاية لكن التقنية تتطور بشكل سريع وقد نرى شركات توفر شريحة لمس جانبية أو طريقة أخرى لخفض ورفع الصوت.

هذه الخطوات ستأخذ عدة سنوات بالطبع والشركات تعمل عليهم تدريجياً ورأينا بأنفسنا ما فعلته أبل في منفذ تركيب السماعة ونشر فكرة الشريحة الافتراضية وكذلك خطوة سامسونج وهواوي نحو السماعة الأساسية للجهاز.

هل تتوقع أن يأتي يوم ونرى هاتف بلا فتحات في المستقبل؟ وأي المنافذ تراه الأصعب في الإلغاء مستقبلاً؟

مقالات ذات صلة