في مؤتمر الآي فون قبل ما يقارب الشهرين أعلنت أبل وقتها عن XS بشكل أساسي وتفصيلي وفي نهاية المؤتمر كشفت عن الآي-فون XR (الملون) بشكل سريع نسبياً كما لو كان يقصد إيصال الرسالة أنه حدث جانبي فقد لفت أنظاراً ليست بالقليلة. لعدة أسباب منها أن آبل لا تصدر أجهزة ملونة في العادة وكذلك لانخفاض سعره بالمقارنة بـ XS. والآن وبعد ما يقارب الشهر من توفر XR في الأسواق بدأت الكثير من الأخبار تتحدث عن انخفاض شعبية هذا الجهاز وكذلك تصنيعه. فهل ينتهي به المصير كالآي-فون 5c؟

هل يلقى الآي-فون XR مصير سابقه الملون؟


مواصفات ترقى للكبار

من ناحية الأداء فبالرغم من أنه يأتي بذاكرة 3 جيجا فقط مقارنة مع أشقاءه لكن أشارت اختبارات الأداء أنه يماثل بشكل كبير نفس نتائج السرعة الخاصة بـ XS ويفوق أحياناً ال XS ماكس. كما يعتبر XR هو أفضل أداء لبطارية آي-فون على الإطلاق وبفارق ملحوظ عن أي شقيق سابق له في عائلة الآي فون. الهاتف يضم داخلياً نفس المعالج وكارت الرسوميات. أيضاً تماثل كاميرا الآي-فون الملون نظيرتها في الآي-فون XS (يملك الكاميرا واسعة الزاوية فقط) وتتماثل الكاميرا والحساسات الأمامية وتقنية التعرف على الوجه. باختصار، لم تقم آبل بالاقتصاص كثيراً من المواصفات الداخلية لهذا الشقيق. راجع هذا الرابط للتعرف عليه بشكل أكثر دقة.


وبعض المواصفات الخاصة

بالإضافة لما سبق، هناك كونه ملوناً! وهذا شيء ربما تفعله أبل فقط في الفئة الأقل؛ فأغلب الشركات قد تصدر الألوان من جهازها الأغلى كي تبيعه لمحبي الألوان ولكن أبل احتفظت بالألوان التي توصف “بالرقي” للأجهزة الأكبر وتركت لهذا الجهاز الألوان البراقة. ليست فقط الألوان هي المختلف في الهيكل فآبل تستخدم الألمنيوم للإطار الخارجي بدلاً من المعدن المقاوم للصدأ “Stainless steel” في الأجهزة الأغلى والذي يعتبر أفضل.


الشاشة ونقطة الضعف الأساسية

ربما تعتبر الشاشة هي بيت القصيد بالنسبة للكثير من الناس وبالنسبة لآبل أيضاً فهي العامل الأكبر الذي مكنها من “خفض” ثمن الآي-فون من 1000 دولار إلى 750، فهي ليست من نوع OLED كما الآي-فون الأغلى بل هي من نوع LCD ومع أن آبل تطلق عليها Liquid Retina لما أضافته عليها من تعديلات جعلتها أفضل ومع أن آبل تنتج أفضل شاشات LCD في السوق منذ سنين إلا أنها لا تزال أقل من نظيراتها من نوع OLED. خصوصاً عندما تأتي المقارنة للتباين (الفرق بين الألوان) وتشبعها، فشاشات LCD تملك تبايناً بين الألوان يقدر بـ 1:1400 أما شاشات OLED تمتلك فرق 1:1000000 (هل ترى كل تلك الأصفار؟ إنها نسبة واحد إلى مليون). وما سيقال في السوق بالفعل ليس “هل الشاشة جيدة؟” بل سيقال “كيف تبدوا مقارنة بالآي-فون الأكبر؟” أي أنه في الحقيقة لن يتم مقارنة شاشة XR مع 8/7 بل مع XS وهنا ستخسر الشاشة ويمكن مراجعة مقالنا عن الشاشة في هذا الرابط.

كما تفقد الشاشة خاصية تم اعتبارها من المسَلَّمات في عالم الآي-فون وهي اللمس ثلاثي الأبعاد. وبالطبع قريباً سوف تقدم أبل خاصية الاهتزاز كبديل -راجع هذا الرابط–  لكن بالطبع هذه الميزة ليست مماثلة للمس ثلاثي الأبعاد حيث لن تقدر على الضغط بقوى مختلفة لفعل أشياء، ولن تستفيد بخصائص اللمس ثلاثي الأبعاد في الألعاب على سبيل المثال لا الحصر.


هل حقاً يشبه 5C؟

الآي-فون XR ملون، وهذا شيء رائع، وهو أيضاً وجه الشبه الرئيسي مع الآي-فون 5c. لكن هل يتشابه مع أخيه الأصغر في العديد من النواحي؟ فقد أتى الآي-فون 5c بمعالج أقدم من الآي-فون 5s الذي صدر بجانبه، كما أتى بكاميرا تشبه الآي-فون 5 وبدون البصمة. فعلياً كان جهاز آي-فون 5 ملون وهذا بالطبع وبرغم ثمنه المنخفض أدى لعدم شعبيته خصوصاً وسط مستخدمي الآي-فون الذين يريدون الأحدث والأفضل في العادة. أما الآي-فون Xr يمتلك العديد من خصائص أخيه الأكبر المغرية كالمعالج والكاميرا (برغم أنها تنقص واحدة) والجسد المصنوع من مواد عالية الجودة.

نعم كل هذا صحيح ولكن هناك تشابه رئيسي. هو أن الآي-فون XR وبرغم سعره المرتفع نسبياً (750 دولار / 2767 درهماً إماراتياً) إلا أن آبل تروج له كالبديل الأرخص والأقل قدرة وهذه صورة تعلق في الأذهان. أسلوب ترويج مماثل للآي-فون 5c فعندها كان 750 دولار هو السعر الأساسي والآن قد قررت آبل أن 999 دولار يجب أن يكون هو السعر الأساسي.

ومع هذا فإن قدرة الآي-فون XR على البيع سوف تكون أفضل بكثير من 5C لأنه يحتوي على خصائص ممتازة وهو يفقد خصائص يستطيع البعض التخلي عنها ولكن اختياره في الغالب سيكون مبنياً على الرغبة في ألوان الجهاز البراقة لا في السعر الأفضل.


مستخدم أبل لا يبالي بالسعر

هنا عامل من أهم العوامل، فبالرغم من أن السعر مهم للكثير من المستخدمين وأن هناك بالفعل من سوف يشتري XR لسعره الأفضل ولكن الغالبية العظمى من مستخدمي أبل حول العالم يقعون ضمن الفئة المقتدرة مادياً. هم يشترون أغلى الهواتف ثم يلحقون بها أغلى الساعات الذكية والتي طغت مبيعاتها على الساعات التقليدية. ثم يكملون المجموعة بأغلى الأجهزة اللوحية وواحدة من أغلى أجهزة الحاسب في السوق. وبالطبع يجب عليهم إنفاق المزيد لشراء تطبيقات وخدمات وهذا بالفعل ما يفعلونه لذا يربح متجر التطبيقات أكثر من أي متجر آخر. هل يبدو هذا كمستخدم يتخذ قراره كاملاً بناء على فرق 250 دولارا بين جهازين أرخصهما ما زال غالياً؟ (750 دولار ليس مبلغاً بخساً). كما أن هناك برامج لتبديل الأجهزة القديمة وبرنامج أبل في الولايات المتحدة يتيح لك الحصول على أحدث الأجهزة مقابل ثمن شهري صغير. أيضاً في كثير من الدول ومنها دولنا العربية يمكن أن تحصل على تخفيضات في ثمن الهواتف أو شراء بأقساط صغيرة إن حصلت عليها من مزودي الشبكات.

مستخدم أبل في العادة يسعى للحصول على أفضل الخصائص المتاحة ويريد التأكد أنه عندما يدفع فهو يحصل على الجودة التي يستحقها مقابل ما دفعه. كما أنه عند التسوق في متاجر آبل سيقارن مباشرة بين XR وXS لذا إن كان الفاصل هو السعر فقط فأغلب المستخدمين سوف يذهب لشراء الآي-فون XS أو XS Max. أما من سيشتري الآي-فون الملون فسيكون قراره عائداً بشكل كبير إلى محبة اللون وعدم المبالاة بفقدان بعض الخصائص كما ذكرنا سلفاً.


الخلاصة

يأتي الآي-فون XR بألوان جذابة وكثير من المزايا المغرية التي ستجعله أفضل للشراء من سابقه الملون 5C ولكنه أيضاً يأتي بسعر ليس بالبخس وغاية محددة من أبل ليست المبيعات بشكل أساسي بل فرض فلسفة السوق الجديدة ألا وهي أن الفئة الأساسية الجديدة لهواتفها الذكية تبدأ من 999 دولار.


أخبرنا أنت، ما هو مصير الآي-فون XR الملون؟ وهل تتوقع استمراره لعدة سنين أم تلغيه أبل في مؤتمر الهاتف القادم؟

مقالات ذات صلة