بالنظر إلى هواتف اليوم ومدى تطورها يجعلنا نتساءل بين الحين والآخر وماذا بعد؟ منا من يقول لن يكون هناك جديد، وآخر يقول ستظل كما هي وما سيحدث هو مجرد تحسينات. والحقيقة أن التطور والإتيان بجديد لن يتوقف ما دامت الحياة. فقبل عقد من الزمن لم نكن نتخيل شكل هواتفنا اليوم. وكان أيضا نفس السؤال، وماذا بعد؟ ومع مرور الوقت، تفاجئنا الشركات التقنية وبفضل الأبحاث العلمية الدؤوبة بتقنيات جديدة تجعل من مفهوم تلك الهواتف يتعدى كونها أجهزة تقوم بعمل الكمبيوتر ومتصلة بالإنترنت وقادرة على تشغيل التطبيقات المختلفة. فقد اتسع المفهوم ليشمل تقنيات تفوقت على كثير من الحواسيب الأكثر تقدما. في هذا المقال نلقي نظرة على هواتف المستقبل القريب وتقنياتها الجديدة المنتظر قدومها في عام 2019.

نظرة عامة على ما ستبدو عليه هواتف 2019


كاميرات الثقوب

بعدما أخذت معظم شركات الهواتف الذكية حظها من النوتش أو النتوء المتدلي من أعلى الشاشة وقدمته بمختلف الأشكال، ويبدو أنها قامت بقبول هذا الشكل في هواتفها على استحياء. وبعد تذمر كثير من المستخدمين من هذا الشكل، بدأت الشركات تأخذ منحى آخر ومفهوم أبعد من ذلك. حيث تتجه هواتف 2019 إلى الشاشات المثقوبة بثقب صغير يحتوي على كاميرا السيلفي. فقد أعلنت هواوي بالفعل عن هاتفين يحتويان على ذلك الثقب، كما فعلت سامسونج مع هاتفها جلاكسي A8s. ويتوقع أن تقدم شركات أخرى أجهزة بنفس الطريقة. وسيكون عام 2019 هو عام الهواتف المثقوبة.


معرف البصمة المدمج في الشاشة

ما كان ينظر إليه بالأمس على انه حلم المستقبل أصبح اليوم واقعاً. فقد تم التخلي عن ذقن الهاتف الكبيرة بسبب احتوائه على بصمة الإصبع. وكذلك التخلي عن مكان البصمة خلف الهاتف بجوار الكاميرا الذي كان يعرضها لتلوث بصمات الأصابع. ففي أواخر عام 2018 تم إصدار هواتف OnePlus 6T وهاتف Huawei Mate 20 Pro ببصمة مدمجة في الشاشة. بل سيتطور الأمر بضم أجهزة استشعار بصرية وأجهزة استشعار تعمل بالموجات فوق الصوتية الأكثر تطورا في مجموعة من هواتف 2019 المرتقبة.


بحر التماثل

بما أن المبدأ السائد منذ وقت هو التقليد. فستكون أكثر الهواتف في 2019 شبيهة بهواتف 2018 إلى حد كبير من حيث التصميم والهيكل المعدني والظهر الزجاجي. فسيظل هذا المستطيل الذكي الذي يعمل باللمس هو التصميم السائد للهواتف، ولا توجد إشارة تذكر على تغيير هذا التصميم في أي وقت قريب.


الكاميرات ثم الكاميرات

يبدو أن الهواتف الذكية ماضية قدما في طريقها لقتل الكاميرات الرقمية الأحادية العدسة SLR وأمثالها ذات التكلفة العالية. فبعد الكاميرات الأحادية العدسة المتطورة في الهواتف الذكية تم تقديم الكاميرات المزدوجة ثم الكاميرات الثلاثية ونحن الآن بصدد الكاميرات الرباعية بل سمعنا عن هواتف قادمة بكاميرا سداسية أي هاتف يحتوي على 6 كاميرات! يحتوي بعض تلك الكاميرات على تقريب يصل إلى 10x  تقريبا بدون أي تشويش في الصورة. ويبدو أن الحرب القادمة بين الهواتف هي حرب الكاميرات. ويتوقع أن نرى استخداما لما يعرف بالتصوير الحاسوبي الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لمعالجة الصور بدلا من الاعتماد على العمليات البصرية. فتخرج لديك صورة عالية الوضوح والنقاء حتى ولو كانت الإضاءة ضعيفة.


شبكات اتصال الجيل الخامس أو 5G

أخيرا سيتم إطلاق تقنية شبكات اتصال الجيل الخامس أو ما يعرف بـ 5G في عام 2019 بقدرة اتصال تصل سرعتها إلى 1 جيجابايت في الثانية ويحتمل أن تصل إلى 8 جيجا بايت في الثانية. ولكن ستكون في هواتف أكثر تكلفة. فقد يصل سعر تلك الهواتف التي تحتوي على تلك التقنية إلى ما يقرب من 2000 دولار تقريبا. ويتوقع ألا تدعم شركة آبل تلك التقنية قريباً لأنها لم تنتشر بعد على نطاق واسع أو لأن الناس يحتفظون بهواتفهم وقت أطول من ذي قبل لمدة تصل على الأقل إلى عامين كما سيأتي بعد قليل.


هواتف صينية متطورة في المتناول

إذا لم تستطع دفع مبالغ طائلة تزيد على الألف دولار مقابل هاتف ذكي متطور. فمن المرجح أن تكون هناك منافسة شرسة من قبل الهواتف الصينية الأكثر تقدما في نطاق 500 دولار تقريبا، مثل هاتف OnePlus وهواتف شاومي عالية الجودة، وكذلك هواتف Honor الرائدة من هواوي.


الهواتف القديمة باقية لفترة أطول

بالرغم من وجود هواتف عملاقة وقوية في الأداء وذات مواصفات تقنية عالية، إلا أن شريحة عريضة ومتزايدة باستمرار من المستخدمين يبقون على هواتفهم القديمة لفترة أطول من الوقت ولا يرغبون بترقية هواتفهم في القريب. وربما يحتفظون بتلك الهواتف لأكثر من عامين أو أكثر. وتطول المدة مع كل هاتف جديد. فمثلا لو كان معك آي-فون 6s وقد احتفظت به لمدة عامين ثم قمت بالترقية إلى آي-فون 7 أو 8 أو X فستحتفظ بالجديد ربما لثلاث أو لأربع سنوات. كما أشار بذلك استطلاع رأي أجراه موقع CCS Insight بين عينة من المستهلكين في المملكة المتحدة. حيث أثبتت أن 36% من الأشخاص يفضلون الاحتفاظ بهواتفهم الذكية أطول فترة ممكنة من أجهزتهم السابقة. وهذا يعد من أسباب ارتفاع ثمن الأجهزة الجديدة. حيث يصارع المنتجون إلى الحفاظ على الأرباح بسبب قلة المبيعات.


ماذا عن الهواتف القابلة للطي؟

بالتأكيد لن تظل الهواتف القابلة للطي شيء من الخيال العلمي، بل ستصبح واقعاً في المستقبل القريب خاصة مع كشف النقاب عن بعض من تلك الأجهزة من قبل سامسونج خلال أشهر عن أول هواتفها في هذا المجال (سامسونج كشفت عن التقنية ولم تعلن عن جهاز) وكذلك صرحت هواوي أنها ستقدم هاتف قابل للطي. بشكل عام نأمل بأن تقدم بمفهوم مقبول الاستخدام وأكثر تطوراً. الجدير بالذكر أن آبل قدمت براءة اختراع بالأمس تبشر بقدوم هاتف قابل للطي للداخل والخارج وليس للداخل فقط كما في حالة سامسونج. لكن نذكركم بأن أبل عادة تسجل براءات الاختراع من أجل حفظ حقها في دخول مجال معين ولا يعني أبداً أنه ستقدم جهاز بناء على براءات الاختراع أو على الأقل في المدى القريب.

ما رأيك في التوجه الحالي للهواتف الذكية؟ وما الذي تود ان تراه في الهواتف الذكية في المستقبل القريب؟ أخبرنا في التعليقات.

المصادر:

theguardian / patentlyapple

مقالات ذات صلة