بالرغم من إبحار أبل البطيء في سوق الهواتف الذكية ووصولها لقيمة التريليون دولار وبقائها فترة قصيرة. وقرارها بعدم البوح عن عدد مبيعات الأجهزة مرة أخرى. وحفاظها على وعودها بتقديم وظائف في الولايات المتحدة. وإعلانها عن بناء حرم جديد في أوستن، بتكساس. إلا أن أبل قامت ببعض الأشياء خلال تلك السنة من المرجح أنها ليست موفقة فيها أو نراه تقصيرا كبيرا من آبل. حيث ارتفعت أسعار منتجاتها بشكل صارخ وعلى نطاق واسع، وواصلت سيري دورها الضعيف في مجال الذكاء الاصطناعي. هذا غير مشاكل أخرى ظهرت على مدار العام آخرها آي-باد برو 2018 الجديد ومشكلة انحناءه بسهولة. وبالرغم من تلك المساوئ إلا أنه وإحقاقا للحق فقد قدمت آبل أيضا أشياء أخرى جيدة سنذكر بعضها في هذا المقال ونترك لكم التعقيب وذكر ما تراه حسنا أو سيئا في التعليقات أدناه.


الأشياء الجيدة التي قامت بها أبل

على آبل أن تقاوم تارة أو تتنازل تارة أخرى أو تقدم تسهيلات على مستوى الأصعدة المختلفة حتى تظل محافظة على مكانتها المتقدمة. وكذلك عليها وبناء على خبرتها الطويلة عدم النظر أسفل قدميها فكان عليها لزاما الاهتمام بتطوير البحث العلمي وتقديم شيء جديد بشكل أكثر جرأة. من تلك الأشياء الجيدة التي قامت بها آبل على مدار العام الماضي.

سياسات أبل الخارجية والداخلية

لا شك أن آبل تقود حربا تجارية ضروسا في اتجاهات كثيرة أشهرها من قبل الصين أو من قبل ترامب نفسه. إلا أن تيم كوك لم يغلق الاتصال مع البيت الأبيض بالرغم من أن معتقدات ترامب تتنافى مع قيم شركة آبل وسياسات وعقليات معظم موظفيها. إلا أن المهمة التي تقع على عاتق تيم كوك هي توضيح الضرر الحقيقي الذي تسببه التعريفات الجديدة، وأنه لا يجوز العناد ضد إدارة ترامب وإلا ستكون شركة آبل في مشاكل لا تحمد عقباها. فمن ناحية منتجات أبل التي تجمع في الصين، فإن إدارة ترامب ستعمل على فرض تعريفات كبيرة على تلك المنتجات بالإضافة إلى سعرها المرتفع أصلا، مما سيؤدي حتما إلى تجاوز حدود الولاء لدى عملاء أبل والانتقال إلى شركات أخرى.


وضع حجر الأساس لتقنية الواقع المعزز

لا تزال تطبيقات الواقع المعزز على الآي-فون والآي-باد ينقصها الكثير ويمكن أن نطلق عليها “عالية الكعب”. إذا اقتصرت تلك التقنية على التقاط الهاتف والتحرك به يمينا ويسارا للعب لعبة أو تشغيل تطبيق، فنرى أن كثيرون يملون من تلك الطريقة، مع ما بها من فائدة جسدية حركية ومتعة عقلية. إلا أنه من المرجح أن تدعم آبل تلك التقنية بنشر نظارات الواقع المعزز، وبالتالي ستكون الحركة الوحيدة المطلوبة هي رأس المستخدم فقط.

الجدير بالذكر أن آبل تعمل على قدم وساق لتطوير تلك التقنية. وتطوير نظارة AR الخاصة بالواقع المعزز. كما أنها لا تدخر جهدا في تقديم ودعم أروع تطبيقات الواقع المعزز بداية من iOS 12.


توظيف John Giannandrea

في أبريل الماضي، قامت شركة آبل بتوظيف John Giannandrea الذي كان يشغل رئيس قسم البحث والذكاء الاصطناعي في شركة جوجل وسلمته آبل قيادة قسم الذكاء الاصطناعي ومجموعة التعلم الآلي. ومن المفترض أن تكون مهمة جياناندرا الأولى هي إصلاح سيري، التي قيل عنها مؤخرا أنها تحسنت بشكل كبير إلا أنها لا تزال متأخرة بشكل كبير أيضا عن أقرانها مثل أليكسا ومساعد جوجل. فيمكن الاستفادة من خبرة جياناندرا العميقة في مجال الذكاء الاصطناعي فإنه مؤهل للغاية في تحديد وتنفيذ رؤية شركة آبل لصالح سيري. ومن المرجح أن تكون تلك المهمة صعبة جدا عليه في ظل أسلوب آبل المحافظ في الحفاظ على بيانات المستخدمين وخصوصيتهم.


إتاحة تشغيل موسيقى آبل على مكبرات أمازون Echo

في خطوة جيدة قامت بها آبل هي إتاحة تشغيل موسيقى آبل على أجهزة Echo الخاصة بأمازون ومساعدها الذكي أليكسا. وهي خطوة ملائمة لملايين المستخدمين الذي يمتلكون هواتف آي-فون ويفضلون أجهزة Echo أليكسا المتقدمة على سماعات آبل المتأخرة كثيرا بمساعدها سيري. آبل تحاول منافسة أمازون وجوجل في سوق السماعات الذكية وكذلك المنافسة الشديدة مع Spotify في سوق خدمات الاشتراك في الموسيقى. لدى أبل حوالي 56 مليون مستخدم يدفعون مقابل 87 مليون دولار في Spotify. قد يكون من الأكثر أهمية لدى آبل الآن الوصول إلى جميع مستخدمي Echo أليكسا أفضل من حصرهم فقط على سماعات آبل الذكية HomePod.


قلم أبل الجديد

أول قلم أطلقته آبل في عام 2015 كان لا بأس به، إلا أن آبل قامت بتحديث المنتج خلال هذا العام واطلقت الجيل الثاني منه. حيث يتم شحنه بطريقة أسهل من خلال الشحن اللاسلكي عن طريق المغنطة مع جانب الآي-باد، كذلك إدخال إيماءات جديدة على جوانب القلم للتحكم في طريقة عمله. الخطوة الكبيرة والمفيدة بشكل خاص لمحبي الابداع.


الأشياء السيئة التي قامت بها آبل في 2018

لا شك أن هناك أشياء لم يرضى عنها عشاق التفاحة كان أبرزها ارتفاع الأسعار، ومشاكل أخرى سنذكر أهمها فيما يلي:

مشاكل متعلقة بسماعات آبل HomePod

تحب شركة آبل دراسة احتياجات المستخدم ورغباته ثم تقدم التكنولوجيا له وفقا لذلك. ولعله حدث خلل ما أدى إلى انحراف هذا النهج عندما قدمت آبل HomePod. حيث توقع الناس تقديم آبل لجهاز ذكي وثوري كما عهدوا ذلك عليها. فهم توقعوا أن يكون مكبر صوت بمساعد رقمي متطور بالإضافة إلى سعر منخفض وبعض المرونة في الحصول على الخدمات الموسيقية. ولكن صدر هوم بوم بمساعد رقمي محدود وهو سيري طبعا، ناهيك عن السعر المرتفع الذي تم بيعه به وهو 349 دولار.


ماذا عن سماعات AirPods الجديدة؟

في الإصدار الأول يوجد الكثير من المشكلات التي تحدث بشأنها المستخدمين بدءا من جودة الصوت وطريقة الشحن، وعدم الاكتشاف السريع. ومشاكل أخرى عند اقترانها بساعة آبل. كذلك هناك الكثير لاضافته لتلك السماعات مثل إضافة أجهزة استشعار بيومترية وسيري دون استخدام اليدين وكذلك الشحن اللاسلكي.

الغريب أن AirPods منتج آبل الجديد والمبتكر لم تحدثه آبل منذ عامين، فلماذا؟ ينتظر الكثيرون الإعلان عن الجيل الثاني في يناير المقبل. لعل آبل تقدم شيئا يرضى عنه عملائها. يقال أنه من المرجح أن يدعم الجيل الجديدي الشحن اللاسلكي. وسيكون من الجيد أن تقدم آبل منصة شحن لاسلكي AirPower التي كنا نسمع عنها منذ أكثر من عام.


عدم الإعلان عن خطة شاملة لتحسين سيري

إلى الآن لم تتحدث آبل عن خطة شاملة لتحسين سيري، فقد تحدثت فقط عن تطبيقات محددة للتعلم الآلي. فهل ستبقى سيري هكذا في وضع متأخر. نتمنى ألا يطول الأمر وأن تفاجئنا آبل بخطة اصلاح شاملة.


تأثير أسعار آبل المرتفعة على العادات الشرائية

عندما أصدرت آبل آي-فون X في عام 2017 راهنت أن الناس سيدفعون مقابل الهواتف الذكية المتميزة أكثر من 1000 دولار. في الواقع من الممكن أن يؤتي هذا التوقع ثماره في بعض الأماكن، وقد لا يعمل في أماكن أخرى كثيرة. مما أدى إلى عمليات بيع منخفضة في مناطق مهمة مثل الهند ودول أخرى مثل مصر. حيث تباع هواتف آبل بأسعار مرتفعة للغاية في أسواق اعتاد معظم الناس فيها على دفع أقل من 300 دولار للهاتف. وربما كانت تلك الفكرة هي السبب في إطلاق آي-فون SE في عام 2016 لمعالجة ذلك القصور. ويبدو انها لم تجدي نفعا كبيرا حيث توقفت آبل عن انتاج هذا الآي-فون مؤخرا. وبناء على التقارير فقد انخفض معدل شحن هواتف الآي-فون إلى الهند بنسبة 40% على أساس سنوي مقارنة بعام 2017 وانخفضت حصة آبل في تلك الأسواق من 2% إلى 1%.

على آبل أن تنظر بعين الاعتبار إلى تلك الأسواق، خاصة الصين والشرق الوسط، وألا تركز فقط على الأسواق المشبعة مثل الولايات المتحدة.


جعل ميزة ECG نقطة بيع رئيسية لساعة آبل الجديدة

من الأمور المثيرة للجدل في الفترة الماضية أن آبل جعلت ميزة ECG الخاصة بقياس الإشارات الكهربائية للقلب هي نقطة البيع الرئيسية. والغريب في الموضوع، أن أبل جعلت تلك الميزة خاصة بالولايات المتحدة الأمريكية فقط دون باقي دول العالم. يمكنك الاطلاع على هذا المقال.

هل تتوقع بأن تقدم آبل أشياء تحسن من وضعها في العام القادم؟ أم هناك عراقيل أخرى بإنتظارها؟ أخبرنا في التعليقات.

المصدر:

fastcompany

مقالات ذات صلة