الأسبوع الماضي نشرت أبل تقرير أعمالها الربع المالي الأول Q1 2019 وذكرنا تفاصيل الإعلان في أخبار على الهامش السابق –هذا الرابط– ويعد هذا الربع هو الأول منذ تطبيق أبل لسياسة عدم الكشف عن عدد الأجهزة المباعة وكذلك كان الربع الذي راجعت أبل في توقعات المبيعات. في هذا المقال نناقش بشكل تفصيلي التقرير ونرى ما أخبرنا به.

ماذا أخبرنا تقرير الربع المالي الأول 2019 لأبل؟


المشكلة مع الآي فون فقط

التقرير كشف التفاصيل عن عائدات أبل والذي أظهرت أن المشكلة الأساسية في الآي فون فقط حيث حققت عائدات 51.98 مليار دولار الربع الماضي منه مقابل 61.1 مليار دولار. وهو انخفاض ضخم يساوي 9.12 مليار دولار (شركة عملاقة مثل شاومي كل عائدتها في 3 شهور تساوي 7-8 مليار دولار). بالنظر لباقي الأقسام في الشركة نجد أن أجهزة ماك زادت عائدتها 592 مليون دولار وأصبحت 7.41 مليار وعائدات الآي باد حققت زيادة 0.97 مليار لتصبح 6.72 مليار دولار. والملحقات كانت بارزة للغاية حيث قفزت ونسبة نمو 33% بزيادة 1.8 مليار دولار لتصل إلى 7.3 مليار وبالطبع الخدمات زادت هى الأخرى 1.75 مليار لتصل إلى 10.87 مليار… باختصار زادت كل قطاعات أبل لكن الأزمة كانت في الآي فون.


الحرب التجارية الأمريكية الصينية

بالنظر لعائدات أبل من الدول تجد زيادة في عائدات الأمريكيتين 1.8 مليار وزيادة 75 مليون دولار في متاجر أبل الأسيوية وحدوث انخفاض في اليابان 327 مليون دولار وفي أوروبا 691 مليون دولار وحتى الآن تبدو الأمور مستقره وتحقق أبل صافي زيادة 804 مليون دولار… لكن في الصين حدث انخفاض ضخم حيث فقدت أبل ربع عائداتها أو بمعنى أدق 4.7 مليار دولار مما تسبب في الانهيار الكبير الذي حدث. لذا لا يبدو غريباً أن نرى أبل تسير في طريقين؛ الأول زيادة الانفاق على اللوبي السياسي لتخفيف وطأة التراشق بين الصين وأمريكا والطريق الثاني هو أنها ستخفض سعر الآي فون في الصين لتشجع مستخدمين جدد.


هامش ربح أبل زاد 1%

من لم يسبق له ممارسة التجارة يظن أن فارق سعر الشراء أو التكلفة والبيع هو هامش الربح؛ لذا نرى كثيراً من يقول أن قطع الآي فون تتكلفة مثلاً 350-400 دولار وتبيع أبل الجهاز بـ 1000$ وهذا يعني أنها تربح 600$ وهذا هامش ربح فاحش يصل إلى 150%. لكن الحقيقة أن هناك مصاريف كثيرة للغاية وسبق وأوضحنا بعضها في مقال سابق عن تكلفة الآي فون –هذا الرابط-. لحساب صافي الربح الحقيقي تقوم في البداية بحساب العائدات وتخصم منها مصاريف التصنيع والدعايا وباقي المصاريف الإدارية المختلفة. ثم تخصم ضريبة القيمة المضافة ثم تخصم الضرائب العامة. كانت أبل في السابق تحقق هامش ربح 22.5% خلال الربع الأول هذا سواء في عام 2017 أو 2018 أما الربع الحالي فتمكنت أبل من زيادة الرقم ليصبح 23.5% وقبل أن تقول أن النسبة 1% فقط فهذا الرقم كبير لأن أرقام أبل بالمليارات.

ولمن يحب الأرقام مرفق صورة تفاصيل العائدات لأبل وباختصار الشركة حققت عائد 84.31 مليار ومصاريف بيع 52.279 وهذا يعني صافي أولي 32.03 مليار ثم يتم خصم مصاريف أبحاث وأخرى بقيمة 8.68 مليار وتضيف أبل أي عائدات خلاف البيع (مثل استغلال براءات اختراع وتعويضات وغيرها) وهنا أصبح الرقم 23.9 مليار دولار ودفعت أبل ضريبة 3.94 مليار لتحقق 19.96 مليار دولار صافي ربح نهائي… لترى تأثير التغيرات فبالرغم من انخفاض كل عائدات أبل 3983 مليون دولار لكن صافي الربح تراجع 100 مليون دولار فقط. هل علمت الآن لماذا أصبح المستثمر سعيد بالتفاصيل وارتفع سهم الشركة؟ لأنه بالرغم من تراجع العائدات لكن لا يوجد تراجع حقيقي في صافي الأرباح.


نمو الأصول وتراجع الديون

نقطة أخرى ملحوظة وإيجابية وهى حدوث نمو في أصول شركة أبل. حيث حققت نمو قدره 7.99 مليار دولار بالمقارنة مع الربع المماثل ووصلت إلى 373.7 مليار. أما الديون والالتزامات الحالية على أبل فقد انخفضت من 115.9 مليار لتصبح 108.2 مليار وكذلك انخفض الإجمالي الخاص بكل التزامات والقروض والديون وغيرها من الخصوم ليصبح 255.8 مليار مقابل 258.5 مليار دولار. ولوحظ أيضاً ارتفاع كبير في المخزون بنسبة 26% ليصبح 4.988 مليار مقابل 3.956 مليار وربما يعود السبب لانخفاض حركة بيع الآي فون فتراكم المخزون لدى أبل أو هناك أسباب أخرى لم تعلنها الشركة.


الخلاصة

نعلم أنه ليس الجميع يحب الأرقام وربما تشعر بملل أو فقدت التركيز؛ لذا إليك خلاصة المقال في النقاط التالية:

◉ مشكلة أبل الأساسية الحالية هى في مبيعات الآي فون حيث وصلت حصة الآي فون إلى 61.6% من عائدات أبل في الربع السابق Q1-2019 في حين كانت النسبة 69.2% في Q1-2018 و 69.4% في Q1-2017 و 68% في Q1-2016

◉ جميع قطاعات أبل تحقق نمو قوي بما فيها الآي باد الذي عانى لسنوات من الانخفاض.

◉ مبيعات أبل تزداد في الأمريكتين والمتاجر الأسيوية وحدث انخفاض طفيف في اليابان وأوروبا وانهيار في المبيعات بالصين.

◉ أبل تمكنت بالفعل من تحقيق ما وعدت به من زيادة نسبة الأرباح الصافية.

◉ هناك ارتفاع في مخزونات أبل من المنتجات والبضائع.

◉ هناك زيادة في أصول الشركة وفي المقابل انخفاض في حجم الديون والقروض والالتزامات عليها.

◉ وعدت أبل بتخفيض الأسعار في الأسواق النامية لتدعيم المبيعات؛ وتستهدف أبل الصين بشكل أساسي.

ما رأيك في نتائج أعمال أبل وصعود كل القطاعات وانخفاض الآي فون؟ وهل تراها بداية تراجع أم كبوة تنتهي مع الآي فون القادم؟ شاركنا رأيك في التعليقات

المصدر:

Apple

مقالات ذات صلة