المقولة الشهيرة التي يسعى أي محب أندرويد أن يحسم نقاشه مع مستخدم الآي فون هى أن يقول أن أبل تقدم لك عتاد منخفض بسعر مرتفع للغاية وهذه الإمكانيات في وجهة نظرهم تستحق سعر 400-500 دولار بحد أقصى وليس 1000$ كالهواتف الأخرى الرائدة مثل S10+ أو Mate 20 Pro أو جوجل بيكسل 3XL. وبالرغم من أننا أوضحنا عدة مرات أن مشتري أبل يقتني “خلطة مزايا” وليس مجرد جهاز -راجع مقالنا السابق للمزيد- وأن أبل توفر أمور فريدة منها التحديثات والتي تحمي الخصوصية وهى أمور ليست رفاهية –هذا الرابط– لكن هذه الأمور لا تقنعهم ويريدون دائماً مقارنة العتاد نفسه مع الآخرين. حسناً! في هذا المقال سوف نضع نظام iOS جانباً لنقارن الآي فون مع منافسيه.

هل حقاً الآي فون يقدم "لاشيء" لمستخدميه؟


توضيح هام

هذا المقال لا يهدف أبداً للقول بأن الآي فون هو الأفضل في كل شيء. فلا يوجد من الأساس مقولة “الأفضل” وناقشناها تفصيلياً في مقال سابق –هذا الرابط-. لكننا أردنا توضيح أن لكل جهاز نقاط قوة وأخرى ضعف. فإذا كنت مقتنع بهذا مسبقاً فهذا المقال ليس لك. أما إن كنت ممن يرون عتاد الآي فون بدائي فهذا المقال كتب من أجلك. ففيه سوف نضع iOS ومتجر البرامج جانباً ونتحدث عن عتاد الآي فون نفسه مثل المعالج والأداء والسعة التخزينية وشريحة الاتصالات والأموال المدفوعة.


عتاد بدائي! حقاً!

صراحة هذه المقولة تحديداً غير مفهوم نهائياً فما هو المقصود بالعتاد البدائي؟ بالنظر لمعالج الآي فون فهو الأسرع بلا منافس حتى الآن وبالرغم من مرور 6 أشهر على صدوره فلم يتمكن SD855 من هزيمته. فمثلاً موقع Geekbench يظهر الآن أداء أجهزة أبل النواة الواحدة

وأقوى أجهزة الأندرويد نواة واحدة

أما الأنوية المتعددة فأبل

والأندرويد أقوى أجهزته

وإن كنت من مفضلي موقع AnaTuTu فهذا هو تصنيف أقوى أجهزة الأندرويد

وهذا هو تصنيف وأداء أقوى أجهزة iOS فمن الأقوى؟

أم ربما يقصدون الشاشة؟ لكن التصنيفات تقول أن شاشة X ثم XS هم أفضل الشاشات التي وضعت في جميع الأجهزة أي كانت الأفضل X ثم انتزعت سامسونج اللقب لكن عاد مرة أخرى لأبل مع XS ولا نعلم هل انتزع S10 اللقب أم لا لكن حتى وإن حدث فسيصبح الآي فون هو ثاني أفضل شاشة وهذا لا يجعل الشاشة سيئة أبداً. وبالمناسبة هذه الصورة توضح قياس شدة الإضاءة وفارق ضخم لصالح الآي فون في التخصيص اليدوي لكن التلقائي في S10 أقوى.

أما قياس إنعكاس الضوء على الشاشة فمرة أخرى يربح الآي فون أمام غالبية الهواتف

وبالطبع لا تنس أن الآي فون يهزم الجميع في قياس معدل التجدد وحساسية الشاشة للمحتوى والذي يتوفر 120Hz بينما الآخرين يقدمون 60Hz ويمكنك سؤال أي محترف ألعاب عن الفارق بين شاشات 120Hz وشاشات 60Hz. (يتفوق هاتف Razer على أبل في هذا المجال للأمانة أي يمكن اعتبار أبل المركز الثاني فيه).

أم ربما يقصدون السعة التخزينية؟ لكن هذه الصورة لاختبار تم إجراءه PassMark لسرعة السعة التخزينية بين Xs Max و S10+ و Mate 20 Pro ونرى أن الآي فون حقق 110 ألف نقطة وهواتف هواوي حقق 70 ألف نقطة وسامسونج 64 ألف نقطة. سرعة السعة التخزينية في الآي فون ضعف تقريباً منافسيها. أبل تضع أفضل وأسرع الوحدات التخزينية في العالم.

وبالمناسبة هذا يحدث دائماً فهذه صورة قديمة لمقارنة بين سرعة السعة التخزينية NAND في الآي فون 6s مقارنة مع S7 ونرى الفارق الضخم

وحتى الفارق الكبير في أداء الإنترنت بسبب شريحة كوالكم تلاشى تقريباً وهذه الصورة لاختبار سرعة إنترنت بين S10+ مع الآي فون وهواوي… تفوقت سامسونج بـ 4.15 ميجا يليها الآي فون 3.96 ميجا أي فارق بسيط لا يذكر

ماذا عن التصوير؟ اتقييم DXOMark قال أن هاتف S10+ أفضل من الآي فون في التصوير سواء الخلفي أو الأمامي لكن نفس الموقع أيضاً أشار بأن الآي فون XS Max حصل على أفضل تصنيف في عدة نقاط مثل التركيز التلقائي للصور وتقنيات أخرى مثل Artifacts وأفضل هاتف يقدم Exposure في الفيديو وكذلك أفضل تثبيت Stabilization في تصوير الفيديو في كل الهواتف. والفارق في تصوير الفيديو طفيف بين الإثنين بل وتفوق الآي فون في بعض النقاط مثل BitRate والتي تقيس حجم البيانات التي يخزنها تصوير الفيديو ووصل الآي فون إلى أكثر من الضعف

نقطة العتاد طويلة للغاية لكن في معظم النقاط ستجد أبل إما الأول أو الثاني أو على الأقل من أفضل 5 وبالتالي قول أنها تقدم عتاد بدائي أمر لا يصدر عن شخص يعرف الحياد.


التكلفة والحفاظ عليها

تقرير صدر قبل أيام ونشرناه في أخبار على الهامش وفيه قام متخصصون بمتابعة سعر إعادة بيع كل من الآي فون X ومنافسه سامسونج S9 على مدار عام تقريباً وقال التقرير أن S9 يفقد قيمته بضعف معدلات انخفاض قيمة X وأوضح بأن S9 عند صدوره كان بسعر 720$ لكن من يريد بيعه بعد 9 أشهر كان يباع بـ 290$ أما من اشترى الآي فون X بسعر 999$ وبعد 9 أشهر كان يبيعه بـ 690$ وهذا يعني أن هاتف سامسونج فقد 59.72% من سعره بينما فقد الآي فون 30.93% من سعره في نفس الفترة الزمنية.

باختصار نعم أنت تدفع مبلغ في الآي فون لكنه يحافظ لك على أموالك بشكل أفضل بكثير من منافسيه فسرعة انهيار سعره نصف الآخرين. بالمناسبة التقرير أوضح أنه في فبراير الماضي أي بعد 1 سنة و 5 شهور من الكشف عن X انخفض سعره وأصبح 470$ مقابل 1000 سعر أصلي (يساوي 47% من سعره الأصلي) بينما S9 الذي لم يكن قد مر عليه عام ولم يتوفر S10 في الأسواق فكان سعره يساوي 40% من سعره الأصلي. لا نعلم كم سيصل سعره بعد توفر S10 حالياً.


الخلاصة

مرة أخرى لا نقول أن الآي فون خال من العيوب بل ونشرنا مقال مطول عن بديهيات تخلفت فيها أبل –هذا الرابط– وأيضاً لا نقول أن S10 ضعيف أو Note 9 أو Mate 20  أو أو أو. لكننا قصدنا في هذا المقال أن نتحدث عن العتاد وأن سبب تجنبنا المقارنات هذه أن أبل تستهدف التجربة الكاملة وليس منافسه عتاد فقط. وفي التعليقات ستجد من يذكر عيوب الآي فون وتستطيع مشاركتهم رأيك لكن لا داع لقول أنه هاتف بعتاد بدائي.

هل ترى أن عتاد الآي فون بدائي بالمقارنة مع منافسيه؟ وما رأيك في مدى محافظته على قيمته بالمقارنة مع الهواتف الأخرى؟ شاركنا رأيك في التعليقات.

المصادر:

1 | 2 | 3 | 4 | 5 |

مقالات ذات صلة