أعلم أن العنوان قد يكون غريباً وصادماً لكنه أمر بدأت أشعر به بكثره؛ فعادة كل مستخدم يرى الآخر بشكل معين وهذا الأمر يحدث كمبرر لماذا هو ليس معه. لكن الشهر الماضي وبعد مؤتمر WWDC بدأت أرى انتقادات تدور حول مفهوم أن مستخدمي iOS مجموعة من الحمقي الذين يعيشون في الكهوف ويصفقون لأي ميزة. لذا حان الوقت لنبدو لهم كـ”متعصبون” أيضاً ونرد عليهم.

هل يرانا مستخدموا الأندرويد كمجموعة حمقي ؟

أمر طبيعي للغاية ومعتاد أن هناك نظره معينة لكل شخص للآخر في الأمور المختلفة؛ فمثلاً من يملك الآي فون يرى “الأندرويدي” كشخص يضحي بخصوصيته أو شخص لا يملك المال لشراء أبل أو حتى شخص يحب المزايا الإعلامية الدعائية والتي ليس لها فائدة واستخدام يومي وهناك أمور أخرى بالطبع؛ ومستخدم الأندرويد عادة يرى مستخدم أبل كشخص يحب التفاخر “فخامة التفاحة تكفي”. لكن بعد المؤتمر السابق وفي الأسابيع التالية رأيت تعليقات ونكات تصف محب أبل بالأحمق الذي يسعد بكل شيء مما دفعني للعودة للكتابة مرة أخرى للدفاع عنا محبي أبل. ودعونا نرى بعض الانتقادات وهل نحن حقاً “حمقي”.


1

مجموعة من الآي فونين يصورون مخلوقات أبل الفضائية

صورة انتشرت بعد المؤتمر لأشخاص يقومون بتصوير أجهزة أبل وكأنها مخلوق فضائي وهذه هى الصورة

الصورة السابقة تخدع الأندرويدي بسهولة فهو يظن أن هؤلاء الأشخاص يتكالبون لتصوير طاولة فارغة لكنها من أبل؛ كأنهم مجموعة من الحمقي. لكن دعونا نرى ماذا كان يظهر في أجهزتهم.

نعم هذا حقيقي؛ فهم ليسوا يقومون بتصوير “فراغ” ولا “لا شيء” بل يستخدمون خدمات أبل في الواقع المعزز لرؤية أجهزة أبل والتفاعل معها. وأبل وضعت مجسم “أضلاع” فظهر لهم Mac Pro ووضعت لهم الحامل Stand Pro فيظهر في الواقع الافتراضي والشاشة عليه وهكذا.

زاوية التقاط الصورة أسهل طريقة لخداع محدود المعرفة


2

إنهم يصفقون لأي شيء حتى وإن كان في الأندرويد أو قديم فمثلاً عندما أضافت لهم أبل “الة حاسبة” في الساعة صفقوا فهو بالنسبة لمستخدمي أبل تطور تقني مذهل.

شخصياً أنا أيضاً يضايقني كثرة التصفيق في المؤتمرات لكن هذا لا يعني أن كل التصفيق منبعه “الحماقة” لذا دعونا نرى من كان يحضر في المؤتمر السابق؟ ترى ما اسم المؤتمر؟ WWDC أو مؤتمر أبل للمطورين؛ أي من يحضر المؤتمر مطور وليس شخص عادي (هناك صحفيين لكن عددهم محدود مقارنة بالمطورين) ولنفترض أن أبل أعلنت عن ميزة موجودة تماماً في الأندرويد (Copy Paste) فهل هذا لا يجعله يصفق؟

بالطبع لا سوف يصفق؛ هو شخص يحصل على المال ومعيشته بسبب iOS؛ وجود ميزة في الأندرويد أو 100 أو 1000 لن يدر عليه مال؛ إضافة ميزة في أبل تعني له إضافة فرصة جديدة لجلب المال؛ فلماذا لا تريده أن يصفق لكل ميزة جديدة حتى لو فرضنا أنها منسوخة من الأندرويد!!!

بالمناسبة ليس كل التصفيق من الجمهور فمعظم قيادات أبل تحضر المؤتمرات وتصفق لشركتها.

الشق الثاني هو “التدليس” فمثلاً في نقطة “ألة حاسبة” خدعوا متابعيه وقالوا أن في 2019 أبل تضيف ألة حاسبه فما حدث هو أن أبل أضافت الألة الخاصة بها وهى محببة للملايين وأنا منهم. أي أن التصفيق لأن أبل أضافت الألة الخاصة بها؛ لكن الألة الحاسبة موجودة منذ سنوات لكن ليس الخاصة بأبل. أي أنهم استخدموا جهل المتابع الغير مستخدم لأبل للعب على وتر “انهم حمقي”.

إضافة ميزة تعني للمطور المزيد من المال فغير المنطقي أن تسأله لماذا أنت سعيد؟


3

أجهزة الآي باد سيمكنها تشغيل فلاشة خارجية؛ ياله من تطور جعلهم يصفقون بشدة

نفس الفكرة السابقة وهى اللعب على وتر قلة معلومات مستخدم الأندرويد بأبل؛ أجهزة أبل يمكنها الآن ويمكنها العام الماضي والسابق له والسابق له وهكذا أن تقوم بتشغيل “فلاشة USB Flash” لكن أبل كانت تضع قيد سخيف وهو أنك إذا اشتريت فلاشة ليكن Sandisk iXpand عليك استخدام تطبيق سانديسك وإذا اشتريتها من Lexar على تحميل تطبيق خاص بهم وكثيراً ما كانت تحدث مشكلة التوافق لأن بعض الشركات لا تدعم MFi. وهذه صورة لمنتج متوفر الآن ويمكنك الحصول عليه واستخدامه بدون الانتظار لـ iPadOS 13.

التطور الذي أعلنت عنه أبل في iPadOS 13 أن أبل أزالت كل القيود وسيمكنك تشغيل الجهاز مباشرة من النظام وبهذا يمكنك استخدام أي USB لديك مع الجهاز مباشرة بدون التقيد بضرورة تحميل تطبيق معين وذلك بواسطة برنامج Files؛ بل ويصبح الأمر أفضل وأسهل في الآي باد برو الحديث لأنه C وهنا يمكنك شراءها بسعر أرخص النصف من MFi التي تعمل Lightning. أي أن أبل سهلت ميزة موجودة وقامت بتمكين المستخدم من توفير نصف المال الذي كان ينفقه وهذا جعلهم يصفقون.


4

مزايا مهملة لنا تسعدهم مثل تشغيل “الماوس” على الجهاز

صفق المطورون في المؤتمر عندما كشفت أبل أن الآي باد سوف يدعم تشغيل “ماوس” وهنا عاصفة السخرية. هذه الميزة موجودة لدينا منذ سنوات ولا أحد يستخدمها وها أنتم تصلون لنا وتفرحون بميزة مهملة.

هذا حقيقي وهذه الميزة مهملة بالفعل ولا أعلم شخص يستخدم أندرويد جربها حتى  وذلك يشملني أيضاً بصفتي مالك لثاني أسرع جهاز أندرويد بالعالم طبقاً لـ AnaTuTu. فما الفائدة من توصيل ماوس بهاتفك أو جهازك اللوحي؟! إذاً فلما فرح هؤلاء “الحمقي” في المؤتمر.

هل تعلم أن أداء الآي باد برو 2018 يفوق أسرع جهاز أندرويد OP 7 Pro بنسبة 50% طبقاً لـ Anatutu ومعالجه أسرع 66.5% طبقاً لـ Geekbench. ولاحظ أننا نتحدث عن آي باد 2018 ومعالج 2018 مقارنة بهواتف صدرت قبل شهر أو شهرين.

وأبل سوف تطلق الجيل الجديد خلال أسابيع وسيزيد الفارق إلى الضعف والصورة التالية توضح أداء الآي باد 2018 وسط الأجهزة التي صدرت في زمنه.

هل تعلم ماذا تسبب هذا الأداء الرهيب في الرسوميات من الآي باد؟

جعل شركة Adobe تعلن أنها سوف توفر تطبيق PhotoShop بصورته الكاملة “القوة الكاملة” على الآي باد. وهذه المرة الأولى فسابقاً كان إن أردت الأداء الكامل لتعديل الصور فسيكون عليك الانتقال للحاسب سواء PC/Mac لكن سيضاف إليهم الآي باد. للقيام بالتعديل بصورة أفضل لابد أن تستخدم “ماوس” فهنا جاءت الحاجة لماوس وقامت أبل بإضافته. أي أن النقطة مثار السخرية هذه جاءت ضمن سلسلة خطوات توسع الفارق التقني بين iPad وجميع أجهزة الأندرويد وغير معروف نهائياً متى سيمكن لأي جهاز أندرويد تشغيل الفوتوشوب بصورته الكاملة هذه لكن ربما ينتظرون سنوات.

نعم سبقتونا لسنوات في توفير أمر دون أن يتوفر استخدام حقيقي له “ربما من يستخدم سامسونج Dex هو الوحيد الذي يتعامل مع الماوس للأمانة في النقد”. أبل لا تضيف مزايا بدون فائدة بل تضاف ويأتي معها استخدام.


وللحديث بقية

لا نريد أن نطيل عليكم لكن للحديث بقية وفي الجزء الثاني إن كتب له النشر سوف نتحدث عن مزايا موجودة في iOS  منذ صدوره في 2007 وأعلنت جوجل عن أنها ستكون ضمن مزايا أندرويد 2019 ثم تراجعت وقالت أنها لا تستطيع تطبيقها الآن وأجلت الأمر لـ 2020 “تخيلوا”. ومزايا أخرى أيضاً أعلن عنها سوف تصدر خلال الشهور القادمة متوفرة لدينا ونستخدمها يومياً منذ سنوات تزيد عن أصابع اليد الواحدة.

بالمناسبة لا داعي لمقولة “هناك بالفعل من هو أحمق أو من يصفق لأبل في كل شيء وغيرها” فالمقال لا ينكر هؤلاء ووجودهم لكنه موجه لمن يرى النظرة الشمولية وأن هؤلاء هم كل مستخدمي أبل وأننا مجموعة حمقي ندفع أموالنا في لا شيء.

ترى هل نحن مستخدموا أبل حقاً حمقي ونصفق لأي شيء؟ وأي النقاط أيضاً ترى أنه يساء فهمها من مستخدمي أندرويد عنا؟ شاركنا رأيك في التعليقات

مقالات ذات صلة