عنوان المقال يحتوي اسميّ “أبل” و”إنتل” وهو أمر جلل لو تعلمون، حيث أن الشركتين هم في غاية الضخامة والأولى هي صاحبة الهاتف الذكي الأكثر شهرة في العالم والثانية هي مُصنّع المعالجات الأكبر في العالم. منذ أسبوعين كان الإنترنت بالكامل يتحدّث عن خبر شراء أبل لقطاع المودم Modems في شركة إنتل، وهو قطاع كان يعاني كثيرًا نظرًا لأنه -وحسب ظنّي- ليس من مجالات عمل إنتل الرئيسية كونه قطاع متخصص بمودمات الهواتف الذكيّة والآن أصبحت أبل تمتلكه بالفعل، فهل هذا سيساعدها؟
هل قرار استحواذ أبل على قطاع المودم في إنتل صائب!


الإجابة على أسئلة لماذا قامت أبل بشراء هذا القطاع؟ كيف سيساعدها؟ وكيف سيجعل هواتف آيفون وأجهزة آيباد أكثر تطورًا؟ يكمن ببساطة في التطور الهندسي لهذا القطاع وأيضًا كم براءات الاختراع الذي يمتلكه وهذين العاملين سيشكلان دفعة ضخمة لأبل فيما يتعلّق بتطوير مكونات هواتفها الداخلية والمتعلقة بالشبكات والإتصال بالأقمار الصناعية بشكل عام.

قيمة الصفقة وصلت إلى مليار دولار أمريكي وبالرغم من ضخامة المبلغ إلا أنه لا شيء بالنسبة لأبل أو إنتل إلا أن إنتل -ونوعًا ما- قد تخلصت من القطاع لأنه كان يكلف الشركة أموالًا طائلة دون أن يشكل فائدة مباشرة لها، وهذا حسب تصريح بوب سوان، المدير التنفيذي للشركة، والمضحك هنا أن التصريح قد ذكر: “قطاع المودم يكلّف إنتل أموالًا طائلة وذلك فقط لخدمة عميل واحد، وهو أبل!”.

إجابة على سؤالنا المطروح في عنوان المقال تكمن في أن أبل وفي مقابل مليار دولار فقط ستحصل على 2,200 موظّف كفء و 17,000 براءة اختراع في مجال اللاسلكيّات!


أبل تتحوّل من ضيف إلى ‘صاحب مكان’!

في واقع الأمر أبل تستخدم بالفعل مودمات أبل بداية من العام الفائت هذا بالإضافة إلى كونها تستخدمها بشكل حصري وذلك في أجهزة آي-فون وغيرها. وفي هذا الصدد فقد كانت شركة كوالكوم كانت هي الشركة الأولى التي تطرح مثل هذه التقنيّة على نطاق واسع والآن كوالكوم على وشك أن تنتج شريحة 5G الثانية لها قبل أن تطرح إنتل مودمها الأول.

لا يخفى علينا أن أبل كانت تعمل بالفعل على تقنيات المودم الخاصة بها في العامين الماضيين حيث قامت الشركة بتأسيس مراكز تطوير في أماكن متعددة منها سان دييجو وبطبيعة الحال استحواذ الشركة على قطاع المودم في إنتل سيقربها كثيرًا من مساعيها وسيجعلها قادرة على المنافسة بشكل أكبر.

من المعلومات التي يجب أن نذكرها أيضًا هي أنه وقبل كل هذه الأحداث قامت أبل بتغيير مكان فريق هندسة العِتاد الخاص بها وذلك حيث نقلت الفريق من مجموعة هندسة العتاد الرئيسية والتي يرئسها Ruben Caballero إلى قطاع تقنيات العتاد تحت قيادة Johny Srouji ولاحقًا قد ترك الأول الشركة بشكل كامل بعد هذا الحدث إلا أن هذه التغييرات وبشكل عام شكلت عامل مساعد لأبل لتحضر لنا هاتف آي-فون مع دعم 5G في العام القادم وهذا بالتعاون مع كوالكوم نظرًا لأن إنتل لم تطور المودم الخاص بها بعد.


بعد إتمام مثل هذه الصفقة ستكون أبل قادرة على تصنيع مودمتها الخاصة بشكل متكامل ولن تكون بحاجة للاعتماد على أي شركة أو مزوّد آخر وهو أمر يناسب كينونة أبل حيث أن الشركة تفضل دائمًا تصنيع القطع الحساسة بنفسها وكما يمكنك أن ترى فهي الآن تقوم بالفعل بتصنيع معالجاتها الخاصة، شرائح الاتصال اللاسلكي، معالجات الرسوميات وأيضًا تقوم بتخصيص الشاشات والبطاريات الخارجية بشكل كبير، هذا بالإضافة لخطط أبل -التي قد تكون مجنونة- لتصنيع معالجات الماك بنفسها.

ما رأيك في القصة بأكملها؟ وهل ترى أن أبل اتخذت قرارًا صائبًا؟ شاركنا الآن تعليقك..

المصدر:

Time

مقالات ذات صلة