سابقًا كان ساعة اليدّ تستخدم إما في معرفة الوقت أو في زيادة الأناقة، الآن ساعة اليدّ أصبحت تستخدم في متابعة الحالة الصحية، إجراء المكالمات، استخدام التطبيقات وأيضًا في متابعة النوم وهو ما يعني بالعبارة البسيطة أن الساعات الذكيّة أصبحت تشكل تكنولوجيا عصريّة وجذّابة وهو ما يترتّب عليه مبيعات كبيرة.. إذن هل يمكن لأبل أن تترك مثل هذا مجال دون أن تقتحمه؟🤔

في هذا المقال نتحدّث عن رحلة أبل في سوق الساعات الذكية وكيف أنها الآن أصبحت تسيطر على هذا السوق بشكل واضح أيضًا سنوضّح لكم أسباب سيطرتها تلك من خلال إلقاء نظرة على جهود الشركات الأخرى للمنافسة في هذا السوق.. هل أنت متشوّق؟ لنبدأ..

Apple Watch


أبل كان مضطّرة لدخول أسواق جديدة

حدّثناكم في مقال سابق حول حقيقة أن أبل تحاول الدخول في أكثر من مجال وأكثر من سوق مثل سوق الخدمات حتى لا تكون معتمدة بالكامل على مبيعات الآيفون وهذا لأنه وكما نعلم مبيعات الآيفون مستمرة في الانخفاض بشكل ملحوظ وهو ليس بسرّ. لكي تنقذ أبل نفسها من الغرق مع غرق الآيفون فقد قررت الشركة أن تضع يدها على مجال الأجهزة القابلة للارتداء والاجتهاد في هذا السوق بشكل كبير.. وقد كان.

في الربع الثاني من العام الحالي وهو الذي يقع بين شهريّ أبريل ويونيو حققت أبل مبيعات وصلت إلى 5.5 مليار دولار أمريكي بالاعتماد على الأجهزة القابلة للارتداء وهي المتمثلة في ساعة أبل Apple Watch وأيضًا سمّاعة Apple AirPods اللاسلكية، وبهذا المبلغ حققت أبل نمو وصل إلى 48% مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي وهو نمو مهول بطبيعة الحال.

Apple Watch

رسم بياني يوضح الحصة السوقية لكل شركة في سوق الساعات الذكيّة.

إن تحدّثنا بلغة الأرقام فيجب أن نلجأ لشركات الإحصاء والتحليل، وهنا نجد أن The International Data Corporation قد توصلت إلى أن أبل قد باعت حوالي 13 مليون جهاز قابل للارتداء فقط في الأشهر الثلاثة الأولى من 2019، هذا في حين أن شركة Counterpoint Research قد ذكرت أن واحدة من كل ثلاثة ساعات يتم شحنها عالميًا هي في الواقع ساعة من أبل وذلك في نفس الربع.

هنا نصل إلى أن أبل مسيطرة بشكل كبير على سوق الأجهزة القابلة للارتداء بشكل عام وسوق الساعات الذكية بشكل خاص وهذا ينقلنا للجزء المثير: كيف يمكن لأبل أن تسيطر على ثلث مبيعات الساعات الذكية وحدها في وجود شركات مثل سامسونج، جوجل، هواوي وأيضًا شركات متخصصة مثل فيتبيت!


جوجل لم تعُد تحاول بعد الآن

هل يمكنك أن تخبرني بسرعة وبدون تفكير كثير بأسماء ثلاث ساعات تعمل نظام Wear OS الخاص بقوقل؟ الأمر سيكون صعبًا عليك بكل تأكيد، من ناحية أخرى، هل وجدت أن أحد أصدقائك الذين يمتلكون ساعة تعمل بنظام Wear OS قد أقترح عليك أن تشتري واحدة لنفسك؟ الإجابات على هذه الأسئلة ستكون محبطة.

Apple Watch

ساعة TicWatch Pro 4G.. أحدث ساعة تعمل بنظام Wear OS وهي التي لم تحقق أي نجاح ملحوظ.

هنا لا نعلم ما إذا كان اللوم يسقط على قوقل أم على الشركات التي استخدمت نظام تشغيلها في ساعاتها الذكية نظرًا لأنه ومجازًا لا أحد منهم قد احتمل الآخر، حيث أن شركات مثل سامسونج، إل جي وموتورولا قد تخلّت عن نظام Android Wear -أو Wear OS- منذ وقت طويل حيث أن سامسونج الآن تستخدم نظامها الخاص، موتورولا نوعًا ما انسحبت من اللعبة تمامًا وإل جي لازالت تحاول.. مثلها مثل قوقل.

ما يعيب نظام Wear OS هو أن قوقل وبدلًا من أن تركّز على تحسين استهلاك طاقة البطارية، تحسين أنظمة متابعة الصحّة والنوم وتحسين أداء النظام ركّزت على تحسين واجهة الاستخدام فقط! وهذا ما قد حدث مع ساعتها Pixel Watch التي لم تحقق نجاحًا هي الأخرى.

بكل بساطة، قوقل فشلت في تطوير نظام التشغيل وأيضًا فشلت في تقديم ساعة ذكية خاصة بها وحقًا لا أحد يعلم لماذا حيث أن قوقل وبكل تأكيد قادرة على أن تنافس أبل في هذا السوق بكل ضراوة! ما رأيك في هذه الجزئية؟


سامسونج فقدت تركيزها لفترة طويلة

هل تعلم أن ساعة أبل في جيلها الأول قد احتاجت فقط ثمانية أشهر لكي تسيطر على أكثر من نصف مبيعات الساعات الذكية؟ في هذا الوقت كان هناك ساعات متواجدة وتحاول أن تأخذ جزءًا لها من هذا السوق… من هذه الساعات نجد LG G Watch، Moto 360 وأيضًا Samsung Gear Live.

Apple Watch

صورة لساعة سامسونج جيير قبل عام ونصف من الجيل الأول من ساعات أبل.

ساعة أبل في جيلها الرابع Series 4 لا تبدو من الخارج مثل الجيل الأول من الساعة لكن عندما نتجدّث عن القدرات وعن استهلاك الطاقة وأيضًا سهولة الاستخدام فسنجد أن ساعة أبل مستمرة في التطور والتحسُّن هذا على عكس ساعة سامسونج فعلى سبيل المثال ساعة Galaxy Watch Active الأخيرة من سامسونق بجيليها الأول والثاني يختلفان كليًا عن ساعات سامسونج السابقة في الشكل لكن عندما نتحدّث عن القدرات واستهلاك الطاقة… إلخ نجد أن التطويرات والتحسينات قليلة جدًا وهذا هو الفارق الأساسي بين سامسونج وأبل.

ساعات أبل قد حددت أهدافها الأساسية منذ البداية حيث أن الساعة تقدّم مميزات عديدة للاهتمام بالصحة أو حتى للبقاء على قيد الحيّاة مثل ميزة Fall Detection التي تقوم بالاتصال بالطوارئ في حالة تعرّض مرتديها لوعكة صحيّة هذا كله إلى جانب كون تصميم ساعة ابل ليس بسئ على الإطلاق. ساسمونج من الناحية الأخرى لا تفعل هذا كله حيث أنها تعمل على تطوير التصميم وواجهة المستخدم وهي غلطة قوقل نفسها وعندما أرادت سامسونج اتخاذ خطوة للأمام أعلنت عن إطلاق مميزات مثل EGC التي قدّمتها أبل منذ فترة طويلة.

Apple Watch

ساعة Samsung Watch Activ واحدة من أحدث ساعات سامسونج العاملة بنظام تشغيل تايزن الخاص بالشركة

أما عن الشركات الاخرى مثل هواوي و Fitbit فهم مستمرين في تطوير وإطلاق ساعات ذكية جديدة عامًا بعد عام… إلا أنهم لا يبتعدون كثيرًا عن سامسونج وقوقل من حيث الأخطاء وبكل بساطة الصدارة تبقى لأبل لأنها تقدّم ساعة فعّالة ومفيدة خاصةً أنها ستحصل قريبًا على ميزة تتبع النوم لتصبح أكثر مثالية.

هل تمتلك ساعة ذكية من أبل؟ وهل امتلكت ساعة ذكية من شركة أخرى من قبل؟ إن كانت الإجابة بنعم فشاركنا تجربتك وإن كانت لا فشاركنا رأيك في المقال!

المصدر:

PhoneArena

مقالات ذات صلة