نجاح أي شركة يقاس بمبيعاتها أولًا ومدى تأثيرها في المستخدم وجذبها له ثانيًا، أبل كانت ناجحة في هذين العاملين لدرجة أنها كانت تشغل المركز الثاني عالميًا من حيث عدد المبيعات بالرغم من عدم وجود تنوّع في هواتفها وأيضًا بالرغم من أن هواتفها غالية الثمن وقد لا تكون مناسبة للجميع، لكن ما حدث أن هواوي أتت فجأة وأزاحت أبل عن مكانها! فما هي تفاصيل هذه القصة؟ ولماذا نتحدّث عنها الآن؟

هل تستعيد أبل مركزها من هواوي هذا العام؟


هواوي تتخطى أبل في مبيعات الهواتف الذكيّة

لسنوات ظلّت شركة أبل مسيطرة على المركز الثاني من حيث مبيعات الهواتف الذكية (أو عدد الهواتف المشحونة سنويًا) بينما المركز الأول محجوز لسامسونج التي تجمع بين الجودة، التنوّع ونظام أندرويد أيضًا، وهذا الوضع كان ممتازًا سواء لسامسونج أو أبل وكانت الحياة ورديّة بالنسبة لهم، هذا حتى جاء الربع الثاني من 2018 وحينها تفوّقت هواوي للمرة الأولى على أبل واحتلت مركزها.

تقرير IDC في يوم 31 يوليو، 2018. لاحظ فرق المبيعات بين 2017 و 2018 في الخانتين الأولى والثالثة.

هنا ظهر تهديد هواوي الحقيقي على أبل -وربما سامسونج أيضًا- إلا أن القدر قد أسعف أبل وانتهت 2018 وأبل لازالت في المركز الثاني عالميًا بإجمالي مبيعات السنة -هواوي تمكنت من تجاوز أبل في مبيعات الربع الثاني لكن الأول كانت أبل متفوقة وإجمالي السنة تفوق أبل- لكن الفرق بينها وبين هواوي كان ضئيلًا جدًا! وربما كان آي-فون XR هو سبب نجاة أبل! كما يمكنك أن ترى في الرسم البياني التالي فالفارق بين أبل وهواوي قليل جدًا هذا في حين أن الرسم يظهر تطور رهيب لهواوي مقارنة مع العام الفائت لترتفع مبيعاتها من 153.1 مليون جهاز إلى 205.3 جهاز في مقابل 206.3 مليون جهاز من أبل.

واستكمالًا للرسوم البيانية وحصة الفيزياء التي بدأناها نشارككم رسم بياني آخر يعبّر عن عدد شحنات الشركات من الهواتف الذكية مقسمة بأرباع السنوات:

ومنذ ذلك الوقت وهواوي في المركز الثاني في إحصائيات الربع سنوية وبقيت فيه حتى ساعة كتابة هذا المقال وعليك أن تلاحظ أن ما يساعد هواوي على ذلك هو أنها تطرح هاتف جديد كل يوم😂 لذلك فهي قادرة على بيع المزيد من الهواتف.


ما الوضع الآن؟

من أكثر المعلومات إثارة حول هذه القصة هي أنه وبمجرّد أن اتخذت هواوي مكان أبل لم يهتم المحللين بدراسة احتمالية عودة أبل لمكانها مرّة أخرى، بل قاموا بدلًا من ذلك بدراسة احتمالية اخذ هواوي لمركز سامسونج أيضًا -وهو الأول- هذا نظرًا لأن هواوي كانت متألقة حقًا في هذه الفترة وصولًا إلى الربع الأول من العام الحالي.

لا تأتي الرياح أبدًا بما تشتهي السفن، حيث أن هواوي وبينما كانت متألقة ولا أحد قادر على إيقافها أتى ترامب وطرحها أرضًا حيث تم فرض الحظر الأمريكي على الشركة ولاحقًا تم حرمانها من استخدام خدمات ومنتجات جوجل إلى جانب عدد من الشركات الأمريكية الأخرى وهو ما كتب الفشل المؤكد لهاتف ميت 30 الأحدث وهو ما اعترفت به هواوي فعليًا عندما جعلت هاتفها الجديد حصريًا للصين.

بينما هواوي تحترق وسط النيران أطلقت أبل آي-فون 11 والذي حقق نجاحًا كبيرًا حتى الآن وهو الذي جعل أبل تعلن اعتزامها على إنتاج عدد إضافي من الوحدات لكفاية السوق! وكما يمكنك أن ترى، هواوي تدهور فنفس وقت ازدهار أبل وهو ما يؤكد أن أبل الآن في طريقها لاستعادة مركزها مرّة أخرى.


أبل في طريقها لاستعادة مركزها

بعد مشكلة هواوي تلك توقع الجميع أن تنهار المبيعات وخاصة للأجهزة الجديدة مثل ميت 30 برو أو حتى للأجهزة القديمة وذلك نظرًا لتخوّف المستخدمين من أجهزة هواوي وفقدانها لدعم نظام أندرويد! هذا جعل المحللين في الجريدة التايوانية اليومية يتوقعون عودة أبل لمركزها السابق بكل سهولة بين شهرّ أكتوبر وديسمبر القادمين، واللذان يمثلان الربع الرابع من العام الحالي.

من ناحية أخرى وبعيدًا عن مشكلة هواوي فموقف أبل قد تحسّن بشكل ملحوظ وذلك بسبب الطلب الكبير على هاتف آي-فون 11 وهو الذي دفع أبل لزيادة الانتاج بـ10% كما سمعنا في الأيام الأخيرة ومن الأمور التي ستساعد أبل أيضًا هي إطلاقها لهاتف آي-فون SE 2 المتوقّع في بدايات 2020.


عودة المركز الربعي فقط!

أعلنت هواوي قبل أيام عن مفاجأة كبيرة وهى وصول مبيعاتها لأول 9 أشهر من 2019 إلى 185 مليون جهاز بارتفاع 26% عن أول 9 أشهر العام الماضي. الرقم غريب للغاية وجعل بعض المحللين يدرسون كيف حدث هذا الأمر. ففي أول 6 أشهر كانت هواوي قد أعلنت عن بيع 118 مليون جهاز أي متوسط 59 مليون كل 3 أشهر. وبدأت العقوبات والخلافات مع أمريكا في مايو أي فعلياً سيظهر تأثيرها من الربع الثالث؛ لكن الشركة ها هى تعلن بيع 67 مليون في الربع الثالث!!! وأيضاً في النصف الأول كانت قد حققت 58.3 مليار دولار عائدات أي متوسط 29.15 مليار في الربع. الآن هواوي تعلن وصول العائدات 27.7 مليار دولار. أي أن الشركة مبيعاتها كعدد هواتف زادت لكن كقيمة قلت وهذا يوحي بأنه كان هناك عروض وخصومات وكذلك ضعف قطاعات الشبكات مثلاً.

بالرغم من المعطيات السابقة فمن المتوقع أن تأتي أبل في الربع الأخير (أكتوبر – نوفمبر – ديسمبر) في المركز الثاني وتعود لمركزها. لكن ستكون مبيعات العام الإجمالية لصالح هواوي وسوف تحصد المركز الثاني على أساس سنوي. فهل ستتمكن هواوي من مواصلة الحفاظ على المركز الثاني بعد حرمان الأجهزة من الدعم الرسمي من جوجل ومتجر البرامج وخدمات جوجل؟ نظرياً هذا أمر صعب وشبه مستبعد لكن سنرى ما تقوله الأيام.

هنا ننتهي وهذه هي القصّة، ما رأيك فيما يحدث مع هواوي الآن؟ وهل ترى أن أبل ستعود مرة أخرى لمركزها الثاني؟

المصدر:

PhoneArena | CNet

مقالات ذات صلة