اليوم إذا قمت بذكر كلمة (تابلت) أو جهاز لوحي أمام شخص عادي فأول ما قد يخطر على باله هو الايباد؛ في الواقع شركة أبل احتلت سوق الاجهزة اللوحية لفترة طويلة لدرجة أن الأغلب لا يعلم إن كان هناك أجهزة لوحية قبل الايباد، ولكن الأمر مختلف في سوق الهواتف بغض النظر عن نجاح الايفون استطاع نظام الاندرويد ان يكتسح أكبر حصة في سوق الهواتف الذكية ولكن لماذا لم تستطع جوجل تكرار الأمر في سوق اللوحيات.

‎⁨كيف خسر الأندرويد سوق الأجهزة اللوحية ⁩؟


سوق الاجهزة اللوحية قبل صدور الآي باد

بالرجوع لعام 2003 عندما أطلقت مايكروسوفت أول لوحي لها وأسمته (كمبيوتر مايكروسوفت اللوحي) الجهاز كان يعمل بنسخة معدلة من نظام ويندوز تستخدم القلم اللمسي بدلاً عن الكيبورد والماوس الجهاز وقتها كان ثقيلاً و سميكاً و ذو بطارية ضعيفة و فوق كل ذلك كان باهظ الثمن حوالي (2000$) الجهاز لم يحقق أي نجاح وقتها بغض النظر عن المشاكل السابقة للجهاز المشكلة الحقيقة التي كانت تعاني منها مايكروسوفت أنها كانت تضع نظام ويندوز المخصص للحواسب في جهاز لوحي وهذا الأمر يتطلب وضع عتاد حاسوب ونظام تبريد بجهاز لوحي يعمل ببطارية ضعيفة!


ظهور الايباد

عندما بدأت آبل بتطوير جهازها اللوحي (يقال أن أبل كانت تطور الآيباد قبل الأيفون، ولكن فضلت إطلاق الآي فون أولاً وتأجيل الآي باد) أصبح من الواضح أنهم بحاجة لتقديم شيء مختلف بدلاً من وضع نظام Mac OS فقاموا بوضع نظام iOS وكان هذا قرارا صائبا لعدة أسباب: iOS نظام غير مستهلك للطاقة، يدعم اللمس المتعدد أي أنك لن تكون مضطراً لاستخدام القلم، والجهاز ليس بحاجة لعتاد حاسوبي للعمل مما يعني أن الجهاز سيكون نحيفاً وخفيف الوزن و أرخص بالثمن.

إطلاق الجيل الأول من الايباد عام 2010 بسعر 499$


دخول نظام الاندرويد لسوق اللوحيات

عام 2011 أي بعد عام من اطلاق الآي باد امتلأ السوق بلوحيات الأندرويد مختلفة الأشكال لدرجة أن معرض CES 2011 كان مكتظاً بالأجهزة اللوحية التي تعمل بنظام أندرويد المخصص للهواتف بدون أي تعديل ليتناسب مع الأجهزة اللوحية و بأداء ضعيف من أغلب هذه الشركات التي قامت بإطلاق اجهزتها اللوحية معتقدة أن كل ما يتطلبه الأمر لبيع جهاز لوحي هو وضع معالج و بطارية ونظام مخصص للهواتف المحمولة في جهاز بشاشة ضخمة و سيقوم ببيع نفسه
متناسين ما قاله ستيف جوبز عند إطلاق الآيباد…

بغض النظر عن وجود عتاد قوي بالجهاز، نظام التشغيل هو ما يحدد تجربة المستخدم

رغم إمكانية عمل تطبيقات الآيفون على الآيباد لكن أبل أخبرت المطورين بإعادة تصميم تطبيقاتهم للآيباد للاستفادة من حجم الشاشة وقامت بإعطائهم شهرين لتجهيز تطبيقاتهم قبل إطلاق الجهاز بالسوق لذا عندما تم إطلاق الجهاز بالسوق كان المتجر مكتظا بتطبيقات مخصصة للآيباد بجودة عالية و هذه كانت علامة فارقة بين الآيباد و أجهزة الأندرويد اللوحية.


محاولة جوجل لتعويض النواقص

جوجل قامت بإطلاق نظام Honeycomb 3.0 المخصص للأجهزة اللوحية للمنافسة مع الآيباد و لكن النظام كان بطيئاً ومليئاً بالأخطاء البرمجية و صعب التحكم نسبيا مقارنة ب iOS كان من الواضح أن جوجل كانت في عجلة من أمرها لإطلاق نظام لمنافسة الآي باد متناسية التركيز على إيجاد حلول لتوفير تطبيقات مخصصة للأجهزة اللوحية ومساعدة المطورين في ذلك و منذ إطلاق جوجل لنظامها المخصص للوحيات جوجل استمرت بإثبات أنها لاتعلم ما يتطلبه الأمر لإطلاق جهاز لوحي ناجح. في عام 2012 جوجل قامت بإطلاق جهازها اللوحي نكسوس 7 لوحي رخيص الثمن وصغير وخفيف الوزن يضم خدمات جوجل ولكن بعد عام واحد الجهاز أصبح يعاني من الاخطاء البرمجية ومشاكل متعددة بالنظام.

في عام 2014 جوجل قامت بإطلاق جهاز نكسوس 9 بعتاد قوي و بحجم أكبر وكانت نقطة البيع الاساسية للجهاز هو وجود شريحة Nvidia بالجهاز لتوفير أقوى أداء بالسوق ولكن الأمر أنتهى بكون الجهاز يقدم أداء أضعف من الايباد Air 2 وحتى تلك اللحظة لم يكن هناك تطبيقات تذكر مخصصة للعمل على أجهزة الأندرويد اللوحية بعد 18 شهر تم إلغاء جهاز النكسوس 9 بسبب تغيير جوجل لاستراتيجيتها مجددا في نهاية عام 2015 قامت جوجل بالاعلان جهاز بيكسل C لمنافسة الآي باد برو من أبل والجهاز أيضا لم يحقق أي نجاح يذكر لأنه لم يقدم أي جديد او حل للمشاكل السابقة.


استسلام جوجل

في عام 2019 أعلنت جوجل رسميا توقفها عن صنع أو تطوير أي جهاز لوحي وسيقومون بالتركيز على أجهزة النوت بوك. جوجل استطاعت بنظام الاندرويد اكتساح سوق الهواتف الذكية و لكن الأمر كان عكس ذلك في سوق الاجهزة اللوحية الآي باد الآن فبالنظر لل 6 أشهر الماضية (الربع الثاني والثالث) وفيهم لم تقدم أبل تحديث للجهاز الأهم “الآي باد برو” ورغم هذا باعت 24.1 مليون آي باد يليها سامسونج 9.5 مليون ثم أمازون 7.9 مليون ثم هواوي 6.9 مليون أي أن حصة أبل تفوق مجموع من يأتي في المركز الثاني والثالث معاً.

الخيار الأول لسوق الأجهزة اللوحية لا يزال الآي باد بفارق واضح عن المنافسين ويأتي من بعيد سامسونج وهواوي وأمازون الذين يقدمون أجهزة لوحية لمنافسة الآي باد مع تعديلات مكثفة على نظام أندرويد من جانب كل مصنع و لكن أبل لا تزال هي المسيطرة فهي تقدم أفضل فئات سعرية في هذا السوق مع أفضل أداء و أفضل تجربة مستخدم.


هل أنت من مستخدمي جهاز الآي باد؟ ما رأيك في هذه الفئة من الأجهزة، هل هي مهمة في حياتنا العصرية؟ وهل من الممكن أن تأخذ مكان الحواسيب المحمولة في يوم من الأيام او تندمج مع هذه الفئة؟

مقالات ذات صلة