في الوقت الحالي أصبح الوضع المظلم، الوضع الليلي أو الـDark Mode أمر أساسي بالنسبة لمعظمنا كمستخدمين، فبمجرّد شراء هاتف جديد نقوم بتفعيل الوضع المظلم من الإعدادات وحتى بمجرّد تحميل تطبيق جديد نقوم بتفعيل الوضع المظلم داخله وربما وإن كان التطبيق لا يدعم الوضع المظلم يقوم بعضنا بمسحه تماماً والبحث عن بديل! فهل الوضع المظلم جيّد إذن سواء للعين البشرية أو لبطارية الآي-فون؟ هذا ما سنعرفه الآن..

هل الوضع المظلم أفضل لعينيك ولبطارية الآي-فون الخاص بك؟


هل الوضع المظلم يوفّر طاقة بطاريتك؟

الجواب القصير هنا هو أن الوضع المظلم سيوفّر لك الطاقة بالفعل إن كان الآي-فون الخاص بك يعمل بشاشة من نوع OLED وهذا ينطبق على هواتف الآي فون X/XS و 11 برو. فهذا النوع من الشاشات سواء كان OLED أو تسميه سامسونج AMOLED تستفيد أشد الاستفادة من الوضع المظلم هذا لأن البيكسلات ذات اللون الأسود تكون مطفأة فعليًا ولا تحصل على أي طاقة من البطارية!

شاشات OLED و AMOLED تتعامل بشكل ممتاز مع اللون الأسود والأمر وصل إلى أن جوجل بنفسها قد بدأت بالترويج للوضع المظلم كوسيلة لإطالة عمر البطارية على هواتف أندرويد بما في ذلك وليدها جوجل بيكسل! أما شاشات LCD لا تتأثر باللون مثل شاشات أوليد ولمعرفة السبب فهذا يعود لطريقة عمل الشاشتين:

◉ شاشات OLED تعمل عن طريق إضاءة كل بكسل بشكل مستقل؛ فإذا كان الوضع الداكن مفعل فهنا يعني بكسل باللون الأسود أي مطفئة أي لا تحتاج لطاقة لذا يتم توفير الطاقة.

◉ شاشات LCD تعمل عن طريق طبقة تعرض الصورة وخلفها إضاءة لكافة الشاشة. لذا فاللون الأسود لأي جزء لا يؤثر بشكل واضح مثل OLED. لأن في النهاية الإضاءة الخلفية ستعمل.

الصورتين التاليين لتوضيح طريقة عمل OLED في الصورة الأولى و LCD في الصورة الثانية.

صورة تعبّر عن طريقة عمل شاشات أوليد، حيث أن هذه النقاط تمثّل بيكسلات مختلفة اللون.

صورة تعبّر عن طبقات شاشات LCD..


هل الوضع المظلم أفضل لعينيك؟

في حالة أنك تقرأ نصًا فالأفضل بالنسبة لك هو أن يكون النصّ باللون الأسود فوق خلفية بيضاء (كما في آي-فون إسلام) حيث أن الأمر هنا يعتمد على خواص اللون، الإضاءة وكذلك العين البشرية. اللون الأبيض قادر على عكس جميع الألوان بكل سهولة وهو ما يعني أن تعرض عينيك له لن يجعلها مضطّرة على توسيع القزحية على مصاريعها! في حين أن اللون الأسود معاكس تماماً لهذه الخصائص نظرًا لأنه وفي الواقع لا يعكس أية ألوان في الحالات العادية وهو ما يتطلّب مجهود أكبر وقزحية أوسع لاستيعابه.

صورة توضّح سهولة قراءة كل ألوان مختلفة للنصوص على ألوان مختلفة للخلفيات.

كما يمكنك أن تلاحظ، الكتابة باللون الأبيض على الخلفية باللون الأسود هي خيار سئ جدًا نظرًا لأنها تحتاج منك توسيع قزحيتك بشكل ملحوظ! لكن دعونا نتّفق أن ما سبق كان بشأن القراءة، لكن وبالنسبة للتحديق ولكثرة استخدام الشاشة فالخلفية السوداء تكون هي الأفضل! لذلك فلعلّ خيارك المثالي هو استخدام خلفيات بيضاء عند القراءة وخلفيات سوداء عند التصفح العادي!

رسم تشريحي لا داعي منه للعين البشرية :D


نعود للبطارية.. ما تأثير الوضع المظلم على بطارية الآي-فون؟

ظهر الوضع المظلم على هواتف آي-فون بداية من الإصدار 13 من نظام التشغيل iOS ومذّاك الحين عشقناه جميعًا بالرغم من عدم وعينا الدقيق بمدى تأثيره على البطارية بلغة الأرقام. فيما يلي تجربة قامت بها قناة PhoneBuff أوضحت من خلالها مدى تأثير الوضع المظلم على أداء البطارية وهذا كان بالنسبة لهاتف آي-فون XS وهو وكما نعلم يأتي مع شاشة OLED.

التجربة تمت من خلال أذرع آلية استمرت في استخدام الهاتف على تطبيقات مثل تطبيق الرسائل، خرائط قوقل، يوتيوب وغيرها الكثير، والتجربة قد تمت على الهاتف أثناء تفعيل الوضع المظلم مرة ومرة أخرى أثناء إلغاء تفعيله.

النتائج كانت مدهشة إلى حد كبير، هذا حيث فرغ شحن الهاتف الذي يعمل دون الوضع المظلم بالكامل من 100% إلى 0% بينما -وفي نفس ظروف التجربة- وصل الهاتف الذي يعمل مع الوضع المظلم إلى 30% ولم ينفذ شحنه!

هذا في حين أن التجربة قد تمت على الهاتف وهو على سطوع 200nits تقريبًا لكن هذا لا يهمنا حيث أن الظروف كانت متشابهة تمامًا على الهاتفين! بطبيعة الحال، كلما زادت التطبيقات التي توفّر لك الوضع المظلم وكلما استخدمتها أنت أثناء تفعيل الوضع المظلم كلما استطعت توفير المزيد من الطاقة!

إذن.. هل تمتلك هاتف مع شاشة OLED؟ وهل تستخدم الوضع المظلم باستمرار؟ شاركنا في التعليقات..

المصادر:

MTE | 9to5Mac

مقالات ذات صلة