تحدثنا سابقاً عن المستقبل اللاسلكي للأجهزة الذكية ورغبة أبل بإلغاء مدخل الشحن ونقل البيانات في الآي-فون –هذا الرابط-. وكان جزء أساسي من القدرة على عمل هذا الانتقال هو الحياة في السحابة. ومن ناحيتي فقد بدأت مجهودات الانتقال للسحابة منذ مدة. مع بعض النجاح والإخفاق. ومع تجريب جوجل، سحابة أبل، خليط من أبل ومايكروسوفت، ثم الاستقرار مؤخراً على منتج عملاق البحث جوجل. إليك قصتي معها ولماذا إستقرت رحالي في مخيم جوجل مع أني عالق في نظام أبل.

رحلتي من الحياة في سحابة أبل إلى الاعتماد على جوجل


ميزات سحابة أبل

رحلتي من الحياة في سحابة أبل إلى الاعتماد على جوجل

بالطبع وبما أن سحابة أبل تتواجد بقوة في أساسات أنظمة الماك و iOS ومعظم التطبيقات المصممة للنظامين، فهي من أفضل الخيارات للتخزين السحابي عبر أجهزة أبل. وهي سهلة الاستخدام بالطبع. فكل ما عليك هو تشغيلها بضغطة زر وستعمل هي بشكل مستمر وفي الخلفية لمزامنة جميع بياناتك وصورك وملفاتك. كما أنها على الماك تقوم برفع الملفات للسحابة وإزالة الغير مستخدم منها من الحاسب تلقائياً لتوفير المساحة. وهي بالفعل توفر مساحة ليست بالقليلة على الماك.


سلبيات أبل

مع أن سحابة iCloud ممتازة، إلا أنها لا تخلو من العيوب. أوضحها بالطبع هو قلة المساحة المجانية. فلك فقط مساحة 5 جيجابايت من التخزين المجاني. والممكن أن يمتلى بسهولة شديدة وخلال عدة أيام إن كنت من أصحاب مكتبات الصور المتوسطة الحجم حتى. كما أن الأسعار مع أنها لم تعد بغلو السابق، إلا أنها ما زالت من الأغلى بالنسبة للمستخدمين. فهي أولاً تبدأ من 50 جيجابايت في حين أن سحابة جوجل تبدأ من 100 جيجابايت للباقات المدفوعة. أيضاً لا تسمح لك خدمات أبل السحابة بإدارة ما يبقى في جهازك وما يذهب للسحابة من الصور على الآي-فون. فربما يتبقى في الجهاز ما يقارب 1.5 جيجابايت من تخزين الصور في الجهاز لحفظ تلك الصور المصغرة التي تريد أبل عرضها بسرعة وسلاسة. هذا على حساب المساحة بالطبع.


مساحة التخزين

كما ذكرنا فأسعار التخزين لدى أبل لم تعد غالية كالماضي. ولكنها ما زالت أكثر سعراً من غيرها. وتبدأ من سعة 50 جيجابايت فقط. أما مع جوجل فقد وجدت ضالتي في مساحات التخزين. والتي تبدأ من 15 جيجابايت لمن لا يحتاج المزيد أو يريد مساحة للتجربة في البداية. كما أن صور جوجل يمكنها تخزين صورك بشكل لا محدود إن وافقت على تصغير أكبر الصور إلى 16 ميجابيكسل والفيديوهات إلى 1080p تلقائياً من قبل جوجل. أو يمكنك حفظها بالمساحة الكاملة إن كانت أكبر ولكن ستحسب من حدود التخزين.

كما أن جوجل تتميز بالأسعار المختلفة لتتناسب مع كل دولة. ففي جمهورية مصر العربية تكلف سعة 100 جيجابايت 15 جنيهاً فقط كل شهر. و30 لسعة 200 جيجابايت وفقط 75 جنيهاً لسعة 2 تيرابايت مقابل 190 جنيهاً لدى أبل.


السهولة والتحكم

من أفضل ميزات جوجل كونها متخصصة في بيع السوفتوير والأنظمة وليس العتاد (حتى إن كانت تبيعه ولكنه ليس الأساس). ففرق جوجل تسعى لجعل برامجها الأفضل والأكثر سهولة على كل الأجهزة مهما كانت. فيمكنني مزامنة جوجل درايف على الماك عبر وضع الملفات في مجلد جوجل درايف أو حتى مزامنة سطح المكتب وأي مجلد آخر في الجهاز أريد مزامنته. السلبي هنا أن جوجل لن تقوم بمسح الملفات من التخزين المحلي عندي في الماك عند احتياجي لها. ولكن أعتقد أني أستطيع فعلها بنفسي.

ثم يمكنني الوصول لهذه الملفات جميعاً على iOS سواء من خلال برنامج Drive من جوجل والذي أفضله أو حتى من خلال برنامج تصفح الملفات الخاص بأبل والذي يسمح لك بتصفح الخدمات السحابية الأخرى.

كما أني الآن أستطيع تفريغ هاتفي بالكامل من مساحة تخزين الصور عبر استخدام صور جوجل.


برامج تخدم جميع احتياجاتي

عند اعتمادي بشكل أساسي على خدمات أبل، كنت أستخدم برامج مايكروسوفت أوفيس بشكل أساسي. وورد وباور بوينت وإكسل وأيضاً OneNote للعمل بجانب برنامج ملاحظات أبل للاستخدام الشخصي. فبرامج أبل للأسف لا توفر المستوى نفسه من القدرة على مشاركة الملفات وتعدد الأجهزة. ولكن برامج مايكروسوفت ليست خالية من المشاكل فهي ليست سلسة للغاية مع الجميع فيما يتعلق بالمشاركة والتعاون في عمل الملفات. خصوصاً أنها تحتاج اشتراك مايكروسوفت 365 والذي لا يمتلكه الجميع. لذا كنت دائماً أقع في مشكلة عدم امتلاك الشخص الذي أريد العمل معه على مقالة علمية مثلاً للاشتراك.

أما مع جوجل فلدي برامج جوجل المشابهة وأهمها Docs محرر النصوص الذي تطور بشدة منذ نشأته ويعمل على جميع الأجهزة بلا استثناء وهو مجاني أيضاً لذا أستطيع مشاركته مع أي شخص أريد ومشاركته التحرير. ربما لا تمتلك برامج جوجل المكتبية بعض خصائص أوفيس المتقدمة ولكنها تمتلك كل ما أريد وللحق ما يريد 80% من الناس على أي حال.


تنوع الأجهزة وسىرعة المزامنة

كل ما تحتاجه برامج جوجل للعمل هو برنامج عمل النسخ الاحتياطية للماك وويندوز. كما تمتلك برامجها الخاصة على iOS وأندرويد. فيما عدى ذلك. يمكنك التخلي عن كل هذا واستخدام متصفح كروم فقط للوصول إلى مخزن جوجل درايف الرائع والذي يعمل على المتصفح كأنه متصفح ملفات محلي تماماً بنفس طريقة متصفح ملفات الويندوز أو Finder على الماك. لذا يسهل علي الوصول إلى ملفاتي في أي مكان. على أحد حواسيب المكتبة أو ربما عند صديق. لا مشكلة طالما أمتلك حساب جوجل الخاص بي.

كما أني وبالرغم من أني قد أظهر كمن لا يخرج عن أجهزة أبل فأنا أمتلك جهاز كروم بوك. وهو لاب توب صغير يعمل بنظام تشغيل خفيف من جوجل هو Chrome OS. وهو سريع جداً وخفيف وبسيط كما أنه خفيف الوزن وصغير الحجم لذا أستخدمه عند التنقل أو في الجامعة أحياناً كثيرة بدلاً من الماك. وعبر برامج جوجل أمتلك عليه الوصول إلى جميع ملفاتي. كما يمكنني استخدامها بدون انترنت حيث أن برامج جوجل مثل Docs تعمل بدون اتصال انترنت، لا مشكلة.

يجدر التنويه أن أبل تمكنك من الوصول لبعض برامجها ومخزن iCloud عبر موقع iCloud.com ولكنه ليس بنفس الفعالية أبداً ويحتاج اتصال انترنت دائم على عكس برامج جوجل المصممة أساساً للعمل على المتصفح والتي تمتلك قدرة العمل دون اتصال.


ما زالت iCloud تحت الخدمة

مع أني أعتبر أني انتقلت تماماً لجوجل لأعمالي الرئيسية، ولكن لا أعتقد أني أستطيع ترك iCloud تماماً. فأنا لا أستطيع الاستغناء عن تطبيق ملاحظات أبل لكثير من الملاحظات الشخصية وهو أفضل مع آي-كلاود.  كما أن الكثير من البرامج على iOS تقوم بمزامنة بياناتها مع الماك عبر iCloud. ومع أني ما زلت أستخدم الخدمة للمزامنة السهلة وتحسين حياتي، إلا أني أستطيع الاكتفاء بمساحة ال5 جيجابايت التي توفرها أبل مجاناً حيث أنها تكفي لبعض الملاحظات وما شابه 🤷‍♂️.


ختاماً

لا يعني حب منتجات شركة ما الانحياز لها فقط كأننا فرق متنافسة. ونحن في النهاية مستخدمون نريد الحصول على أفضل الميزات بأفضل الأسعار. ولذا نستفيد من تنوع عروض الشركات والمنافسة بينها. حتى نختار ما يناسبنا ونجعل حياتنا أفضل بكثير.

وهذا ما لمسته عند استكشافي لمنتجات كل شركة من الكبرى لحياكة النظام الذي يناسب حياتي تماماً. ترى ما هو نظامك؟


هل تستخدم إحدى الخدمات السحابية؟ وأيها تحب؟ شاركنا برأيك

مقالات ذات صلة