في الوقت الحالي سامسونج هي المزوّد الأكبر لـ شاشات OLED لأبل، وهي الشاشات التي تستخدمها الشركة في هواتفها الرائدة مثل آي-فون 11 برو و آي-فون XS، لكن ولأن سامسونج هي منافسة أبل الأكبر في مجال الهواتف الذكية وخصوصًا مع سلاسل جالكسي S و Note الفاخرة فغالبًا لن تفضل شركة مثل آبل أن تعتمد على منافستها في مكوّن هام جدًا مثل الشاشات! وهذا جعل الشركة تتخذ بعض الخطوات في نواحي متعددة للحصول على شاشات OLED من مزودين آخرين، وهذا ما نود الحديث عنه اليوم.

شاشات OLED


أبل ترى أملًا كبيرًا في BOE، أو هكذا تظن

في وقت ما من شهر فبراير الماضي بدأت شركة BOE في السعي لأن تكون واحدة من الموردين الأساسيين لشاشات OLED لأبل، وشركة BOE هي شركة صينية متخصصة في مجال الشاشات كما يمكنك أن تستنتج واسمها يأتي اختصارًا لـ Beijing Oriental Electronics والغريب أن الشركة لم تفكر فقط في أبل، بل حاولت أن تزوّد سامسونج نفسها بشاشات OLED وهو بغرض استغلال رغبة سامسونج في تخفيض تكلفة التصنيع مثلها مثل أي شركة أخرى.

استمرّت الأمور في التقدّم وحسبما نعلم فكلًا من أبل وسامسونج كانا يودّان التعامل مع BOE الصينية بغرض توفير التكاليف، لكن ما حدث لاحقًا هو أن شاشات BOE قد فشلت في اختبارات أبل وسامسونج! وذلك طبقًا لتقرير عن أحد المصادر الكورية، لكن هنا نلاحظ أن نفس المصادر قد أوضحت أن أبل وسامسونج يبدآن اعتماد شاشات OLED في هواتفهم بداية من عام 2021 أو حينما تتعدى الشاشات اختبارات الجودة فعليًا.. أيهما أقرب.

شاشات OLED


إذن.. متى نرى شاشات BOE على الآي-فون؟

طبقًا لمصادر مطلعة فشركة BOE لم تسلم أبل الكمية الأولى من الشاشات بعد، وذلك نظرًا لأنها قد فشلت في اختبارات الأداء كما أسلفنا الذكر، لكن لو رجعنا بالزمن قليلًا فسنصدم بتسريبات وتقارير أخرى تشير إلى أن أبل لن تعتمد على BOE بشكل كامل أساسًا! وهو ما تم الكشف عنه حتى قبل أن تفشل الشركة في اختبارات الأداء والجودة.

أبل تنوي شراء 45 مليون شاشة OLED فقط من الشركة الصينية، بينما تنوي شراء 150 مليون شاشة من سامسونج (وهي الشاشات الأفضل)، هذا إلى جانب 26 مليون شاشة من إل جي، لكن لو قارنا هذه المعلومات مع العام السابق فسنرى أن أبل قد اشترت من سامسونج إجمالي 230 مليون شاشة، لذلك فالتراجع في الأرقام واضح.

لنلاحظ أمر مهم جدًا، وهو أن كل ما سبق متعلّق بهاتف آيفون 12 والذي سيخرج علينا في الربع الأخير من العام الحالي وتحديدًا في أكتوبر أو سبتمبر! لذلك كافة الدلائل تشير إلى أن BOE متأخرة جدًا عن التواجد في آيفون 12 خصوصًا لأن فشلها في اختبارات الجودة يستلزم منها تحسينات جوهرية وهي التي لا تتم في خلال أيام أو أسابيع! لكن حتى الآن لا نعلم ما الذي قد يحدث.

لعل المضحك في الأمر هو أن BOE الآن تحاول اللحاق بسلسلة جالكسي S30 -أو S21- والتي ستصدر في فبراير من العام المقبل! لكن ولو جرّدنا الأمور ونظرنا لـ BOE كشركة دون أي اعتبارات أخرى سنجد أنها في الواقع شركة ناجحة جدًا وهي حاليًا تسيطر على 9.9% من إجمالي سوق شاشات OLED في مقابل 10% لإل جي و 36.8% لسامسونج، لذلك فهي ليست شركة واقعة في غياهب الفشل كما تخيّل إليك، كل ما في الأمر أنها فشلت في اختبارات الجودة الموضوعة من قبل سامسونج وأبل، وهو أمر يمكن علاجه.


شاشات آي-فون 12 مع معايير جديدة كليًا

كافة التسريبات التي بدأت في الظهور منذ شهور طويلة تناولت أن أبل تنوي إطلاق 4 هواتف مختلفة ضمن سلسلة آي-فون 12، والهواتف خلال هذا العام ستأتي جميعها مع شاشة من نوع OLED بدلًا من شاشات LCD التي تواجدت في الهواتف الأرخص مثل آي-فون 11، آي-فون XS وآيفون SE الجديد! هذا بينما ستتوفر الهواتف الجديدة بقياسات مختلفة نوضحها لكم في النقاط التالية (وهي المبنية على التسريبات السابقة):

1- آي-فون 12 — شاشة بقياس 5.4 بوصة
2- آي-فون 12 بلس — شاشة بقياس 6.1 بوصة
3- آي-فون 12 برو — أيضًا 6.1 بوصة لكن بتردد 120 هيرتز
4- آي-فون 12 برو ماكس — شاشة بقياس 6.7 بوصة بتردد 120 هيرتز

كما تلاحظ، أبل تعتمد الآن على شاشات أوليد في كافة هواتفها، كذلك فهاتفين من ضمن الأربعة سيأتيان مع تردد 120 هيرتز! وهو ما يحتاج قدرات تصنيعية مميزة، وهو ما يجعل عملاقة كوبرتينو تتمسك بسامسونج أكثر من أي شركة أخرى.

قد تود أن تقرأ: أكثر تسريبات أبل إثارة لعام 2020


هل لدى أبل خطط أخرى؟ وما علاقتها بشركة JDI؟

أبل الآن أمام حلّان مختلفان، الأول هو تنويع المصادر كما تفعل الآن وتزوّد نفسها بالشاشات من أكثر من مصدر، والثاني هو تصنيع الشاشات بنفسها وهو أمر في غاية الصعوبة، أما الثالث فهو الاستثمار في شركات أخرى متعلقة بالمجال، وهو ما حدث مع شركة JD.

في أبريل الماضي، استثمرت أبل مبلغًا وصل إلى 200 مليون دولار أمريكي وبهذا تصل إجمالي ما جمعته شركة  JDI — Japan Display Inc من أبل إلى 1.5 مليار دولار أمريكي، وهذه الشركة هي واحدة من مورّدي أبل بشاشات LCD العادية، وهي التي نراها في هواتف آي-فون الأقدم قليلًا إلا أن أبل تنوي البدء في الاعتماد عليها لتزويدها بشاشات OLED لكن لساعاتها الذكية.

الأهم من ذلك، استثمار أبل الأخير كان بغرض إتاحة الفرصة للشركة اليابانية بأن تقوم بتوسيع مصانعها وزيادة قدراتها لتتمكن في النهاية من إنتاج شاشات OLED للآي-فون وربما الآي-باد في المستقبل، لذلك فشركة JDI هي خيار جديد لأبل وتحاول نظريًا أن تمتلكها بتلك الاستثمارات.

أبل لديها طرق كثيرة لتوريد شاشات OLED لأجهزتها الخاصة بها كما شاهدنا بالأعلى، وهذا في حد ذاته هو مصدر قوة، كذلك فثروة آبل النقدية تسمح لها بالاستحواذ على شركات عديدة أو حتى بناء مصانعها الخاصة وربما تقنياتها الخاصة، لكن هذا يحتاج وقت كبير… الآن سامسونج لازالت هي المزوّد الرئيسي لآبل، لكن هذا حتمًا سيتغير لاحقًا، ما رأيك؟

المصدر:

PhoneArena | Apple Insider | GSMArena | GSMArena

مقالات ذات صلة