ساعة أبل هي بلا منازع أكثر الساعات شعبية ومبيعاً في السوق. وهي أيضاً من أفضل المتتبعات الرياضية. لكن هناك جانب آخر للساعة قد بدأ يبرز وهو استخدامها كجهاز طبي لعدة أغراض. فهل يمكننا فعلاً الوثوق بالساعة كجهاز نأتمنه على صحتنا؟


معدل ضربات القلب

طالما كانت ساعة أبل من أدق أجهزة تتبع الصحة في قياس ضربات القلب أثناء التمرين. حسب دراستين تمتا في سنتي 2016 و 2019 فإن الساعة تتغلب في الدقة حتى على أساور متخصصة مثل تلك الخاصة ب Fitbit. الأخيرة منها رجحت أن الساعة “دقيقة بشكل مقبول إكلينيكياً أثناء التمارين”.


الرجفان الأذيني (Atrial fibrillation)

ربما تعتبر هذه الحالة تحديداً من أكثر ما تفاخرت به أبل في موادها الإعلانية. حيث أن إصدارات الساعة الجديدة تحتوي على نظام إشعارات يقوم بتنبيه المستخدم إن قام باستشعار حالة رجفان أذيني محتملة، وهي إحدى حالات اعتلال القلب المنتشرة خاصة لدى كبار السن والتي يمكن أن تكون خطيرة على المدى القريب والبعيد. لكن ما مدى دقة الساعة هنا؟

في نهاية العام الماضي، صدرت دراسة من جامعة ستانفورد بخصوص هذا الشأن. وهذه هي النتائج:

◉ قامت الساعة باستشعار اضطراب ضربات القلب في عدد قليل من المشتركين في التجربة، ويفيد الباحثون بأن هذا أمر جيد. حيث أنه يعني أن الساعة لا تفرط في استشعار النتائج بشكل خاطئ.

◉ كانت دقة الساعة مقبولة إلى حد كبير. حيث أن نسبة مقبولة من الذين تلقوا الإشعار اتضح أن لديهم حالة حقيقية من الرجفان الأذيني.

◉ لم تستخدم الدراسة خاصية رسم القلب الجديدة، حيث أنها بدأت في 2017 قبل إصدار الجيل الرابع من الساعة والذي يحتوي على الخاصية.

◉ لم تخل الدراسة من المشاكل، حيث أن أكثر من نصف من تلقوا إشعاراً كانوا من صغار السن (أقل من 40 سنة). وهؤلاء ليسوا من المعرضين للرجفان الأذيني بخطر كبير.


ماذا يعني هذا؟

إن كنت من كبار السن أو لديك حالة خاصة مثل صمام صناعي أو علة قلبية أخرى، فقد تستفيد من خاصية استشعار الرجفان الأذيني في ساعة أبل. مع أنها ليست حاسمة ولا تعني أنك بالتأكيد لديك الحالة، لكن ينصح بقوة أن تذهب لطبيبك كي تناقش هذا الإشعار.

أما إن كنت من صغار السن ولا تعاني من أي أمراض أخرى فقيمة الإشعار أقل بكثير. وليست سبباً لتشتري الساعة لأجلها إن كنت لا تريد استخدام باقي الميزات.


خاصية رسم القلب، وماذا يعتقد الأطباء

نوه الكثير من الأطباء لأن خاصية رسم القلب في شكلها الحالي لا تمتلك دقة قريبة حتى من الأجهزة المستخدمة في المستشفيات. كما أنها لا تكتشف الفشل القلبي كما يعتقد الكثيرون.

كما أنه من المشاكل الناشئة مع تطور ساعة أبل وغيرها من الساعات هي امتلاك المستخدمين لبيانات صحية زائدة عن اللزوم، وليست جميعها عالية الدقة. مما يؤدي لمشاكل مثل القلق النفسي من مشاكل صحية غير موجودة. أو سوء تفسير النتائج القادمة من الساعة دون اللجوء لاستشارة طبيب.


خاصية نسبة الأكسجين

دون الدخول في تفاصيل كيفية عملها، أبل تدعي أنها قامت بعمل منظومة يمكنها استشعار نسبة الأكسجين في الدم إن كانت تتراوح بين 70% و100%. وهذه الخاصية لا يوجد عنها دراسات كبيرة حتى الآن لتثبت فاعليتها. كما أن البيانات الحالية تفيد العكس، أي بأنها ليست دقيقة.

ربما تفيد البيانات من هذا الحساس في المستقبل عند دمجها مع بيانات من عدة حساسات أخرى أو تحسين دقته. لكن حالياً، إن كنت تحتاج بيانات تشبع الأكسجين في الدم يمكنك شراء الجهاز المخصص والذي يتم وضعه على الإصبع ولا يكلف الكثير من المال. وهو أدق بمراحل.


الخلاصة

ساعة أبل تكاد تكون أفضل جهاز لتتبع التمارين في السوق. وليس فقط لدقة بعض الحساسات العالية مقارنة بغيرها من الساعات، بل أيضاً لمنظومة البرامج التي طورتها أبل من أجل الساعة. لكن لا يجب الاعتماد عليها أبداً لتشخيص حالات مرضية أو للاطمئنان على الصحة. فإن كنت تشعر بأية أعراض فيجب عليك زيارة الطبيب مباشرة حتى إن كانت الساعة تقول أنه ليس هناك مشاكل.

لكن إن أتاك فجأة تنبيه أن عليك زيارة الطبيب فلن يضرك الاستماع إليه. لأن الساعة قد أثبتت أن دقتها مقبولة في بعض الحالات. مع الاستماع لنصيحة الطبيب وعدم القلق من أي معلومات زائدة تعطيك الساعة إياها حالياً.


هل تمتلك ساعة أبل؟ وهل تستفيد بالمعلومات الصحية للتمارين أو لحالة مرضية بالاشتراك مع طبيبك؟ شاركنا بتجربتك

المصادر:

idropnews | medpagetoday | idropnews

مقالات ذات صلة