في فبراير 2024، أطلقت شركة آبل نظارة Vision Pro، وهي جهاز الواقع المختلط الذي طال انتظاره، وسط ضجة إعلامية كبيرة. ومع ذلك، بعد مرور عام، أثار تقرير من صحيفة “وول ستريت جورنال” تساؤلات حول رضا المستخدمين، حيث أعرب بعض المشترين الأوائل عن ندمهم على دفع 3500 دولار أو أكثر لاقتناء هذا الجهاز. فما الذي جعل هذا الجهاز، الذي وُصف بأنه “ثورة في التكنولوجيا”، يتراكم عليه الغبار لدى البعض؟ في هذا المقال، نستعرض الأسباب التي أدت إلى هذا الشعور، ونناقش تجارب المستخدمين، ونلقي نظرة على مستقبل Vision Pro.

من iPhoneIslam.com، زوج من النظارات السوداء والبيضاء المغبرة، التي تذكرنا بنظارة آبل فيجن برو، مغطاة بأنسجة العنكبوت، تقع على سطح متسخ في غرفة ذات إضاءة خافتة.

نظارة Vision Pro هي أول دخول لشركة آبل في عالم الواقع المختلط (Mixed Reality)، وتجمع بين الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR). تم تصميمها لتقديم تجارب غامرة، سواء للترفيه مثل مشاهدة الأفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد، أو للعمل عبر تطبيقات تفاعلية. أُطلق الجهاز بسعر 3500 دولار، مما جعله منتجًا فاخرًا يستهدف عشاق التكنولوجيا والمحترفين. لكن، هل حقًا استحق هذا السعر؟ دعونا نستكشف.

من iPhoneIslam.com، يتم عرض Apple Vision Pro على خلفية سوداء.

لماذا يشعر المستخدمون بالإحباط؟

1. مشكلة الراحة والوزن

أحد أكبر الانتقادات التي واجهها Vision Pro هو وزنه. يشتكي العديد من المستخدمين من أن الجهاز ثقيل جدًا، مما يجعل استخدامه لفترات طويلة غير مريح. على سبيل المثال، قال داستن فوكس، وكيل عقارات من فرجينيا، إنه لا يستطيع ارتداء الجهاز لأكثر من 20 إلى 30 دقيقة دون الشعور بألم في رقبته. هذا الشعور شاركه توفيا غولدشتاين، شاب من نيويورك، الذي أشار إلى أنه يحتاج إلى فترات راحة بعد ساعة من مشاهدة الأفلام.

من iPhoneIslam.com، سماعة رأس عصرية للواقع الافتراضي مزودة بأشرطة قابلة للتعديل وحقيبة شحن محمولة على خلفية مزدوجة اللون.

2. نقص التطبيقات المقنعة

على الرغم من الوعود الكبيرة التي قدمتها آبل، إلا أن مكتبة التطبيقات المتاحة لـ Vision Pro لا تزال محدودة. أشار تقرير “وول ستريت جورنال” إلى أن آبل تواجه صعوبات في تشجيع المطورين على إنشاء تطبيقات مخصصة للجهاز. هذا النقص جعل العديد من المستخدمين يشعرون بأن الجهاز لا يقدم قيمة كافية مقابل سعره الباهظ.

من iPhoneIslam.com، شخص يجلس في الداخل ويرتدي سماعة رأس للواقع الافتراضي متصلة بسلك، في غرفة بها نوافذ كبيرة وستائر بيضاء شفافة، ومن المحتمل أن يتابع أخبار الهامش من أسبوع 26 يوليو.

تجربة توفيا غولدشتاين: قال غولدشتاين إنه لم يلمس الجهاز منذ أربعة أشهر، ويرجع ذلك جزئيًا إلى عدم وجود تطبيقات تجذب اهتمامه. حتى الأنشطة البسيطة مثل مشاهدة الأفلام لم تكن كافية لتبرير الاستخدام المتكرر.

3. وقت التشغيل البطيء

من العوامل الأخرى التي أثارت استياء المستخدمين هو الوقت الطويل الذي يستغرقه الجهاز للتشغيل، والذي قد يصل إلى ثلاث دقائق. في عالم التكنولوجيا السريع، يُعتبر هذا التأخير غير مقبول، خاصة لجهاز يُفترض أنه يقدم تجربة متطورة.

4. صعوبات الاستخدام العملي

أشار بعض المستخدمين إلى أن Vision Pro ليس عمليًا في الحياة اليومية. على سبيل المثال:

حقيبة الحمل: وصف المحلل التقني أنشيل ساغ حقيبة الحمل الخاصة بالجهاز، والتي تكلف 199 دولارًا، بأنها تشغل نصف مساحة حقيبة السفر. هذا جعله يتوقف عن استخدام الجهاز أثناء الرحلات الجوية.

التفاعل الاجتماعي: قال أنتوني راكانييلو، مالك استوديو إعلامي، إنه واجه تجاهلًا من مضيفات الطيران وسخرية من زملائه عند استخدام الجهاز في العمل. أحد زملائه وصفه بأنه “يبدو وكأنه يرتدي نظارات تزلج في المكتب”.

من iPhoneIslam.com، صورة مقربة لسماعة الواقع الافتراضي الأنيقة والمستقبلية ذات قناع عاكس داكن وحزام أبيض.

نتيجة لهذه التحديات، قرر راكانييلو بيع جهازه مقابل 1900 دولار، مؤكدًا أن Vision Pro “نظرة إلى المستقبل، لكنه بعيد عن تحقيق ذلك حاليًا”.


تجارب إيجابية لبعض المستخدمين

على الرغم من الانتقادات، لم يكن الجميع محبطًا. يام أوليسكر، يوتيوبر، سافر خصيصًا لشراء الجهاز في يوم إطلاقه، ولا يزال يرى قيمة فيه. يستمتع أوليسكر بتجربة الأفلام ثلاثية الأبعاد، مثل تجربة “Metallica” الغامرة، التي شعر خلالها وكأنه في الحفلة الموسيقية مباشرة. ومع ذلك، حتى هو يعترف بأنه يستخدم الجهاز أقل مما توقع.


تحديات آبل مع Vision Pro

1. مبيعات غير معلنة

لم تكشف آبل عن أرقام مبيعات Vision Pro، مما يثير التكهنات حول أداء الجهاز في السوق. الإثارة الأولية، التي تجسدت في ظهور الرئيس التنفيذي تيم كوك في متجر نيويورك الرئيسي، بدأت تتلاشى، مع ملاحظات حول انخفاض استخدام الجهاز في الأماكن العامة.

2. صعوبات جذب المطورين

تطوير تطبيقات جديدة هو مفتاح نجاح أي منصة تكنولوجية. ومع ذلك، يبدو أن آبل تواجه تحديات في إقناع المطورين بإنشاء محتوى مخصص لـ Vision Pro. هذا النقص يحد من جاذبية الجهاز ويقلل من قدرته على المنافسة مع أجهزة الواقع الافتراضي الأخرى.


ماذا عن مستقبل Vision Pro؟

من iPhoneIslam.com، يظهر جهاز Apple Vision Pro على خلفية سوداء. مع أجهزة ستطلقها أبل.

على الرغم من التحديات الحالية، تعمل آبل على تحسين Vision Pro وتطوير منتجات جديدة في مجال الواقع المختلط. إليك ما يُخطط له:

1. الجيل الثاني من Vision Pro

تشير تقارير إلى أن الجيل الثاني من Vision Pro قد دخل مرحلة الإنتاج الضخم، مع احتمال إطلاقه قبل نهاية 2025. من المتوقع أن يتضمن هذا الإصدار:

  • شريحة M5: لتحسين الأداء.
  • دعم Apple Intelligence: لتقديم ميزات ذكاء اصطناعي متقدمة.
  • تصميم أخف وزنًا: لمعالجة شكاوى الراحة.

ومع ذلك، يتوقع بعض المحللين، مثل مارك غورمان، أن يتم إطلاق هذا الإصدار في 2026.

2. Vision Air: خيار أقل تكلفة

تعمل آبل أيضًا على جهاز أقل تكلفة يُحتمل أن يُسمى “Vision Air”. من المتوقع أن يستخدم التيتانيوم في بعض الهياكل الداخلية لتقليل الوزن، مع إطلاق محتمل في 2027.

3. النظارات الذكية

في مشروع يُعرف باسم N50، تطور آبل نظارات ذكية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيئة المحيطة وتقديم المعلومات للمستخدم. هذه النظارات لن تقدم ميزات الواقع المعزز الكاملة في البداية، ومن المتوقع أن تكون جاهزة للإنتاج الضخم بحلول 2026 أو 2027.


هل يستحق Vision Pro الشراء الآن؟

من iPhoneIslam.com، يتم وضع زوج من نظارات الواقع الافتراضي وصندوق Apple Vision Pro على سطح خشبي، مع ظهور يد الشخص جزئيًا في الإطار، كما لو كان يلتقط أحدث تقنيات الأخبار في محيطه الطبيعي.

بالنسبة للمستهلك العادي، قد يكون من الأفضل الانتظار حتى تُصدر آبل إصدارات محسّنة من Vision Pro. الجهاز الحالي يقدم لمحة مثيرة عن المستقبل، لكنه يعاني من قيود تجعل تجربة المستخدم دون المستوى المتوقع من منتج بسعر 3500 دولار. إذا كنت من عشاق التكنولوجيا ولا تمانع في التجربة المبكرة، فقد تجد بعض القيمة في الجهاز، خاصة لتجارب مثل الأفلام ثلاثية الأبعاد. أما إذا كنت تبحث عن جهاز عملي وسهل الاستخدام، فقد يكون من الأفضل توجيه أموالك إلى خيارات أخرى.


الخلاصة

جهاز Apple Vision Pro هو خطوة طموحة نحو مستقبل الواقع المختلط، لكنه لم يرقَ إلى توقعات الجميع. مشكلات مثل الوزن الثقيل، نقص التطبيقات، وصعوبات الاستخدام اليومي جعلت بعض المستخدمين يشعرون بالندم على شرائه. ومع ذلك، فإن آبل تعمل على تحسين الجهاز وتطوير منتجات جديدة قد تعالج هذه القضايا. إذا كنت تفكر في اقتناء Vision Pro، قد يكون من الحكمة الانتظار قليلاً لمعرفة كيف ستتطور هذه التقنية.

هل جربت Vision Pro، وما رأيك في ما تقدمه آبل في الفترة الآخيرة؟ شاركنا رأيك في التعليقات!

المصدر:

iclarified

مقالات ذات صلة