من المعروف أن شركة أبل فعلت الكثير بما يخدم خصوصية المستخدم أكثر من أي شركة أخرى، الأمر الذي أدى إلى حرب شرسة ومستمرة مع أكبر المنافسين لها وعلى رأسهم جوجل وفيسبوك، لذلك من السهل فهم سبب عدم الموافقة على بعض سياساتها بداية أو محاولة التحايل عليها. فهذه الشركات يعتمد صافي أرباحهم بالكامل على جمع أكبر قدر ممكن من البيانات عن المستخدم. ولاحظ الكثيرون أن جوجل تتباطئ في قبول هذه الشروط الصارمة من أبل خاصة الأخيرة منها فيما بلوائح ملصق الخصوصية وأنها لم تفعل أيا من ذلك على أحد من تطبيقاتها حتى الآن. ما هي دوافع جوجل حول هذا الأمر؟

جوجل لم تحدث تطبيقاتها في iOS لتجنب تقديم ملصق الخصوصية


أحد الأمثلة على ذلك هو ملصق الخصوصية لمتجر التطبيقات الجديد  من أبل والذي تم طرحه العام الماضي. وتم الإعلان عن التغيير في مؤتمر المطورين العالمي للشركة، ويتطلب التغيير من المطورين الكشف بالضبط عن مقدار المعلومات التي يجمعونها عن مستخدميهم، والتي سيتم تقديمها على متجر التطبيقات بتنسيق يسهل فهمه على غرار ملصقات المعلومات الغذائية الموجودة على عبوات طعام.

بالرغم من أنه تم الإعلان عن التغيير كجزء من تحديث iOS 14، لم يتم طرحه فعليًا على متجر التطبيقات حتى ديسمبر الماضي، ومع ذلك كانت شركة أبل حازمة جدًا على أن البنود الجديدة لن تكون اختيارية، ولن يتم قبول تطبيقات أو تحديثات جديدة حتى يتم قبول هذه البنود بعد 8 ديسمبر 2020 ما لم يتم الكشف عن معلومات الخصوصية الخاصة بهم بالكامل من قبل المطور.

امتثل معظم المطورين سريعًا إلى حد ما للقبول بهذه البنود، حتى يتم قبول تحديثات لتطبيقاتهم. حتى فيسبوك، المعروف بأنها نقيضًا لخصوصية المستخدم، كان عليها الامتثال عندما أصدر تحديثها في منتصف ديسمبر الماضي.

وفي الوقت نفسه، انتقد واتساب المملوك لشركة فيسبوك ذلك الأمر بشدة لعدم دخول تطبيق رسائل أبل iMessage في هذا الأمر، وردا على ذلك استجابت أبل أيضا لتلك البنود وطبقتها على تطبيقاتها بالرغم من التباين الواضح بين التطبيقين.

لذلك لن يكون مفاجئًا أن جوجل، التي تعتمد في الأساس على جمع بيانات المستخدم، مترددة في الانضمام إلى هذا الأمر أو تتباطأ عن عمد، ولذلك تأخرت كثيرا عن تحديث أي من تطبيقات iOS الخاصة بها ربما لكسب مزيدا من الوقت حتى آخر لحظة.

ويشير موقع Fast Company، يبدو أنه ليس مصادفةً أن آخر مرة قامت فيها جوجل بتحديث أي من تطبيقات iOS الخاصة بها كانت في 7 ديسمبر 2020، أي قبل يوم واحد من تطبيق متطلبات أبل الصارمة الجديدة المتعلقة بالإفصاح الكامل عن الخصوصية. وبالرغم من أن جوجل لديها حوالي 85 تطبيقًا مختلفًا على متجر التطبيقات، فمن غير المعتاد عدم تحديث أي منها منذ ذلك الحين.

قبل 8 ديسمبر، أصدرت جوجل عددًا كبيرًا من التحديثات لجميع تطبيقاتها الأكثر شهرة تقريبًا، بما في ذلك Gmail وخرائط جوجل و جوجل هوم و جوجل Pay و مساعد جوجل و صور جوجل و جوجل كروم و ويوتيوب وغيرهم.


هل هذا الأمر صدفة أم لا؟

على الرغم من أن جوجل لم ترد على هذه الادعاءات من موقع Fast Company، إلا أن موقع TechCrunch حصل على تأكيد من متحدث باسم جوجل بأن الشركة بالفعل تخطط لإضافة ملصقات خصوصية أبل على حزمة تطبيقاتها بالكامل، والتي يجب أن تبدأ في الظهور في أقرب وقت ممكن قد يكون في هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل.

وتجدر الإشارة إلى أن جوجل لم تقدم أي أسباب محددة للتأخير، مما يعني أنه من الممكن أنها كانت تحاول تأخير إضافة مطالبات أبل حتى ترى ما تسفر عنه نتائج الصراع مع فيسبوك.

ويشير موقع TechCrunch، أنه ليس من غير المعتاد على الإطلاق أن تبطئ الشركة من تحديثات التطبيقات خلال موسم العطلات، ويقومون بما يعرف بـ “تجميد الكود” أو Code Freeze.

وتجميد الكود، يعني منع التعديلات التي يقوم بها المطورون عليه بين حين وآخر. ويحدث هذا بشكل أساسي في المرحلة الأخيرة من تطوير التطبيق، أو في فترة العطلات، حيث لا يمكن للمطورين تغيير الكود بمجرد تنفيذ  عملية Code Freeze إلا في الحالات الحرجة أو إذا ظهرت عيوب في الكود بعد تجميده، حيث يقوم المطورون بتعديله بعد موافقة الجهات المسئولة.

تقوم جوجل بهذا التجميد عادة من أواخر ديسمبر إلى أوائل يناير، وتتجنب إجراء أي تغييرات على الإطلاق لمنع حدوث أخطاء ومشكلات أخرى قد يكون من الصعب حلها أثناء الأجازات. ولا يحدث هذا إلا في وقت قريب جدًا من أجازات نهاية وبداية العام الجديد، خاصة بعد الموعد النهائي الذي حددته أبل في 8 ديسمبر. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنه، كما يشير موقع Fast Company، أن تطبيقات الأندرويد الخاصة بأبل حصلت على تحديثات بعد ذلك التاريخ، بما في ذلك Gmail في 16 ديسمبر ويوتيوب في 21 ديسمبر.

لا ندري، ربما تكون الحقيقة شيء آخر، فمن المحتمل أن جوجل لم تكن في عجلة من أمرها لإضافة بنود الخصوصية هذه، ويلاحظ موقع TechCrunch أن جوجل “تأخذ الأمر على محمل الجد”، حيث يعقد المسؤولون التنفيذيون في جوجل اجتماعات خاصة لمناقشة كيفية التعامل معها بشكل صحيح لا يؤثر كثيرا على سياساتها. بحيث تكون هذه الملصقات دقيقة قدر الإمكان في محاولة منها لتقديم صياغة مناسبة تعمل على عدم إخافة الناس منها.

برأيك ما هي الأسباب الأخرى التي دفعت جوجل للتلكؤ والرضوخ لبنود خصوصية أبل الجديدة بسرعة؟ أخبرنا في التعليقات.

المصدر:

iDropNews

مقالات ذات صلة