في ظل القيود التي تفرضها أبل على جهاز الآي فون خاصة ونظام iOS عامة، وعدم إمكانية تثبيت برامج علي الجهاز الا عن طريق متجر البرامج وحجب المطورين من تطوير برامج تمس نظام التشغيل يتصاعد مصطلح الجيلبريك ويأخذ منحًى واسعًا في الأوساط التقنية بل والعامة أيضًا. فخيارات بسيطة مثل تغيير الأيقونات والخلفيات (أخيرًا فقط سمحت أبل بتغيير الخلفيات مؤخراً في الفيرموير 4)، أو تغيير شاشة القفل أو الشعارات وغيرها الكثير ليست مسموحة حتى الآن عبر أي وسيلة لأجهزة الآي فون، وخيارات متوسطة مثل تركيب باتش لتشغيل صيغ WMV أو FLV أو حتى تشغيل الفلاش في المتصفح (كما سمعنا سابقًا عن Frash)، أو خيارات تعتبر معقدة نسبيًا مثل تركيب نظام أندوريد بجانب نظام الآي فون. كل هذا غير متاح الا عن طريق الجيلبريك. ففي الآخر أنت قد دفعت كامل قيمة الجهاز ومن حقك تكسيره لو أردت! فلماذا لا تستطيع تأدية بعض اذه الخيارات عليه برغم انها غير مستحيلة تقنياً؟ من أجل كل هذه الأسباب وأكثر، يوجد جيلبريك.
حسنًا، إلى الآن فصورة الجيلبريك صورة جيدة ومفيدة. ولكن هل تعرف ما هو الجيلبريك ؟
الجيلبريك هو عملية اختراق Hack للجهاز، تستغل وجود ثغرات في نظام التشغيل والعبور من خلالها والسماح بإجراء تعديلات على نظام التشغيل وإعطاؤه صلاحيات لم تكن ممنوحة له سابقًا… في السابق، حتى نقوم بالجيلبريك كنا نحتاج إلى جهاز كمبيوتر (حاسب آلي) لكي نقوم بهذه العملية، وما كان الكمبيوتر ليقوم بهذه العملية لولا أعطائنا له أوامر برمجية أو برامج جاهزة. بالتالي كانت الصورة عن الآي فون أنه جهاز آمن مقبولة نوعًا ما. ثم تطورت عملية الجيلبريك بحيث أصبح من ضمن خياراته، هو تنزيل نسخة معدلة (Custom Firmware) جاهزة وتحتوي على ما تحدده أنت من امكانات، فقط تقوم باختيار الفيرموير المعدل وتقوم بإدخاله للجهاز عبر الآي تونز كما تقوم بإدخال الفيرموير الأصلي من آبل! وبرغم ذلك ما زالت فكرتنا عن الآي فون أنه جهاز أمن.. مقبولة.. فأنت من يقوم بكل هذه المهام بنفسك وانت من يقوم بتثبيت كل الأدوات بنفسك.
مؤخراً اتخذت عملية الجيلبريك مسار خطير وأصبحت لا تحتاج حتى إلى جهاز كمبيوتر، فقط حركة إصبع عبر متصفح الآي فون وخلال خمس دقائق أو أقل يصبح جهازك ((مخترقًا)). وأصبحت فكرتنا عن الآي فون أنه جهاز آمن ضعيفة جدًا وغير مقبولة.! من قام بهذه العلمية هم الهاكرز الطيبون. ولكن خلال الشهور أو الأسابيع أو الأيام المقبلة، لا نستطيع منع الهاكرز الأشرار من القيام بنفس العملية. ربما عبر تعديل بسيط في رابط موقع الجيلبريك (بإضافة حرف ربما) ستقوم وأنت لا تدري بالسماح لمخترق شرير باختراق جهازك وسرقة كل بياناتك، وربما سرقة أرقام بطاقاتك الإئتمانية والإطلاع على صورك وقائمة المتصلين الخاصة بك. وربما مجرد تخريب لجهازك فقط لغرض متعة المخترق.
بل من الممكن جدًا انتشار مواقع مثل هذه عبر الإيميل SPAM تقول لك إضغط هنا لمشاهدة أي محتوى وعبر تحويلك للصفحة تجد تلميح: إضغط هنا لصور أكثر، وهكذا أنت قمت بعملية جيلبريك، ولكن مصدرها شرير وليس طيب إطلاقًا.! إن التحذير الآن من خطورة زيارة أي صفحة غير موثوق بها من خلال جهازك أصبح مجدي جدًا ولم يعد مجرد تحذير من قبيل: "الوقاية خير من العلاج".! وأن هذه الثغرة الكبيرة جدًا في متصفح سفاري لم تعد ثغرة نستطيع القول عنها أنها آمنة.
ما هو دور أبل في هذا ؟ حسنًا، لم تكن أبل معروفة أبدًا بسرعة ترقيع الثغرات، بل إن الثغرات الخطيرة في نظام الماك تستغرق أسبوعًا وأسبوعين وحتى شهرًا من أبل لترقيعها. ويبدو أن علينا الانتظار لأسبوع على الأقل حتى تصدر أبل ترقيعًا لهذه الثغرة، وسيقال فورًا أن أبل أصدرت هذا التحديث لنظام التشغيل لتمنع المستخدمين من عمل الجيلبريك، من ناحية هذا صحيح، ومن ناحية أخرى أبل ستقوم بهذا التحديث لحماية سمعتها كمطورة أنظمة التشغيل الأكثر أمنًا بالعالم، ثم لحماية مستخدميها من الاختراقات الشريرة والتي أصبحت قريبة جدًا من اختراق مئات الآلاف من أجهزة iOS. وليست مبالغة أن قلنا أن على جميع مستخدمي أجهزه iOS تحديث أجهزتهم فور صدور التحديث من أبل، وقد أصبحنا نعرف تمامًا لماذا علينا ذلك، وأن علينا أن نعيد التفكير حيال مسألة أن نظام تشغيل iOS هو أمن نظام تشغيل للأجهزة الكفية.
في النهاية نود ان نخبر المستخدم ان آي-فون إسلام ينشر مقالات عن الجيلبريك لأننا نعتقد ان المستخدم من حقه المعرفة ومن حقة ان يقوم بعمل جيلبريك اذا اعتقد انه يحتاج الي ذلك. فقمع المعرفة عن الشخص بحجة ان هذا العلم قد يضره او اننا نعرف مصلحته أكثر منه هو اسلوب غير عادل فالمستخدم وحده من حقه ان يقرر النافع والضار له مادام يقف عند اوامر ونواهي الله عز وجل ولا يخرج عن تعاليم دينه.
لكن للأسف حتي الأن بعض المستخدمين لا يفرقون بين الكراك (سرقة البرامج) وبين الجيلبريك. ويظنون ان الجيلبريك هو أهدار حق آبل وأنه مخالف للقانون مثل الكراك. وهذا غير صحيح فالجيلبريك قانوني 100% وحتي فك قفل الهاتف ليعمل علي عدة شبكات قانوني ايضاً, ومن يريد التأكد عليه الإطلاع علي نص القانون الذي صدر بخصوص ذلك حديثاً. وعلي المستخدم ان يعلم ان هناك فرق كبير بين ان تشتري برنامج وتدفع ثمنه ثم تعدل عليه لتضيف او تحذف منه وبين ان لا تدفع ثمن البرنامج نهائياً وتقوم بتثبيته علي جهازك وتتغاضي عن حق مطوريه وتستحل ثمنه لأي سبب من الأسباب.
آي-فون إسلام منذ تأسيسه لم يشجع الكراك ولا يوجد به أي برنامج منسوخ ونعتقد ان الكراك يضر بمجتمعنا وهو ناتج عن ثقافة خاطئة ومنذ ان اسس الموقع ونحن نحاول تغير هذه الثقافة وننبه المستخدم علي اهمية تشجيع المبرمجين العرب عامة علي الإبتكار والتطوير حتي نكون مع الأمم المنتجة والنافعة. فلو وفر المستخدم ثمن برنامج وأخذه بدون أذن صاحبه خسر المجتمع فرد منتج مبتكر وسافر ليعمل مع الغرب وينفعهم هم. وكم حدث هذا اما بسببنا نحن او بسبب حكوماتنا التي لا تقدر الفرد المنتج والمبتكر.
ملاحظة: ورد الكثير من الاسئلة هل الجيلبريك الأخير به عيب؟ وهل تنصح بعمل الجيلبريك؟ يا شباب اقرأوا المقال… لا علاقة بين الجيلبريك وهذه الثغرة.. الثغرة موجودة سواء قمت بعمل جيلبريك او لا. فقط من اكتشف هذه الثغرة هم الهاكرز الطيبون المختصيين في الجيلبريك وأستغلوها لعمل جيلبريك سهل. هذه الثغرة موجودة في نظام تشغيل آبل وننتظر تحديث من آبل قريباً لحلها. كل ما عليك هو الحذر من دخول مواقع غير آمنة في الوقت الحالي ولن يضرك شيئ ابداً بأذن الله.