تخيل معنا فكرة تطبيق على الهواتف الذكية او وظيفة او اداة مساعدة داخله، تخيلها وستجدها غالبا في متجر آبل للبرامج للآى فون والآي باد والآي بود تتش بعد ان تجاوز تعداد التطبيقات في هذا المتجر حوالي ثلاثمائة ألف تطبيق خلال فترات قصيرة، فقبل اشهر قليلة (في ابريل الماضي) كان عدد هذه التطبيقات مايقارب 170 الف تطبيق فقط ثم نمت بقوة الى 250 الف تطبيق في فترة زمنية محدودة جدا (في الفاتح من سبتمبر) لتتجاوز الآن ثلاثمائة الف تطبيق. (أي زيادة خمسين ألف تطبيق في ستة أسابيع فقط!)
وللتفصيل اكثر في هذه الاحصائية:
- فان هنالك حوالي الف تطبيق اضيفت فقط في يوم واحد هو اليوم الاخير في هذه الاحصائية.
- وفي لحظات صدور الاحصائية كان مجموع التطبيقات في المتجر هو 300,975 تطبيق
- من هذا المجموع يوجد 206,828 تطبيق مدفوع.
- وحوالي 94,147 تطبيق مجاني.
تبدو هذه الزيادة غير طبيعية اذا افترضنا دقتها حيث ان هذا الرقم غير رسمي وغير صادر من آبل لكنه جاء بناءا على دراسة لشركة Mobclix المتخصصة بتتبع التطبيقات واحصائياتها على متجر البرامج حيث اوضحت ايضا ان ثلث هذا العدد هو عبارة عن تطبيقات مجانية (اي مائة الف تطبيق) بينما البقية تمثل تطبيقات مدفوعة.
من ناحية التصنيفات فقد جاءت الكتب الالكترونية في المركز الأول كاكثر التطبيقات انتشارا في المتجر وهو ما يشكل مفاجأة بعد ان تفوقت على الالعاب الاشهر هنا (في الشهر الاخير من الاحصائيات عادت الالعاب الى المركز الآول) مما يشير الى نجاح الآي باد وانتشاره كقارئ الكتروني مفضل.
لكن الملاحظ انه وباستثناء الكتب فان تطبيقات الترفيه والتسلية والسفر والموسيقى كانت هي المحتلة للمراكز المتقدمة فيما بقيت التطبيقات الجادة كالاعمال والمالية والانتاجية والطبية وغيرها في المراكز الاخيرة.
اذا استمر هذا المستوى من النمو في الارتفاع فاننا نتوقع انه وبعد عام تقريبا فسيصل عدد التطبيقات في هذا المتجر الى مايقارب المليون تطبيق اعتماد على مايلي:
- الانتشار الكبير للآي باد حول العالم وتوقعات بعشرات الملايين من المبيعات منه خلال الفترات القادمة وماسيجذب ذلك من تطوير تطبيقات يحتاجها هو ومستخدموه.
- استمرار نجاح الآي فون وانتشاره حول العالم وطرح الآي فون 5 العام القادم.
- تسهيل شروط آبل للتطوير للآي فون بالسماح لمنصات اخرى واداوت برمجية لعمل تطبيقات من خلالها غير ادوات آبل الرسمية بعد ان كان ذلك ممنوعا مما يعني المزيد من المبرمجين والتطبيقات.
لا يحتاج أن نذكر أن آبل وبطرحها لفكرة متجر البرامج في عام 2008 وبالبيزنيس موديل او نموذج العمل الذي طبقته فيه استطاعت ان تخلق سوقا اقتصادية ضخمة حول العالم على مبدأ: نحن نربح – انت تربح – هم يربحون. فآبل تربح بحصتها البالغة ثلاثين بالمائة من مبيعات هذا المتجر وبانتشار الآي فون حول العالم وبحصص الاعلانات كذلك والمبرمج في هذا المتجر يربح ايضا ببرامجه وبالمداخيل الواسعة التي تحققت له حيث دفعت آبل وفي اقل من عامين مليار دولار لهؤلاء المطورين، والمستخدم كذلك يربح بالتطبيقات الاحترافية التي يستخدمها وتيسر شؤون حياته وعمله.
ولا زال هذا المتجر واسلوبه ورغم المنافسة يتفوق على بقية متاجر البرامج الاخرى من حيث سهولة ومرونة عملية نشر البرامج وبيعها وطرق الشراء، وانتشاره في اغلب دول العالم، فيما تعاني بقية المتاجر من مشاكل حقيقة في هذه المجالات السابقة.
اخيرا فان هذا النمو يشير الى الآتي:
- استمرار اتجاه المطورين الى منصة نظام iOS كمنصة مفضلة لهم للتطوير عليها.
- استمرار الاتجاه للآي فون كهاتف ذكي مفضل للمستخدمين برغم حدة المنافسة من الهواتف الأخرى.
- انتعاش سوق التطبيقات للهواتف الذكية بشكل عام واستمرار نموه وخطفه للأضواء من التطبيقات الأخرى وهذا ماتشير له دراسة لمعهد غارتنر للأبحاث أشارت الى ان قيمة سوق تطبيقات الموبايل بلغت هذا العام اكثر من ستة مليارات دولار ومن المتوقع ان تصل الى اكثر من اثنين وعشرين مليار دولار عام 2013
- نجاح الاعلانات وانظمتها المختلفة خصوصا نظام آبل الجديد للاعانات iAds في انتشارها بين التطبيقات وفي تفاعل المستخدمين معها سيدفع بالمزيد من التطبيقات لان تكون مجانية (هنالك تطبيق مجاني حقق نجاحا هائلا بحصده لالاف الدولارات في الاسبوع الواحد من خلال الاعلانات فقط.)
- انتعاش اكبر للكتب الالكترونية وسوقها عبر الآي باد بعد ان حازت على النسبة الآعلى بين هذه التطبيقات وتفوقت حتى على الالعاب التي اتت ثانيا بمجمل فترة عام كامل.
يذكر ان المنافس الاقرب لمتجر آبل هو متجر الاندرويد من جوجل يحقق هو الاخر نموا مضطردا اذ انه وبحسب تقارير غير رسمية بلغت عدد تطبيقاته حوال 113,123 تطبيق بعد ان اعلنت جوجل رسميا منذ اسبوع فقط ان عدد التطبيقات فيه حوالي تسعين الف تطبيق.
مصدر الخبر: Tech Fortune