مضى عام تقريبا عن كشف آبل لأول مرة عن جهاز الآي باد كأول جهاز لوحي مميز يدخل الأسواق ويدشن تصنيف جديد في عالم الحواسيب وتقنية المعلومات، صحيح انه لم يكن الجهاز اللوحي الأول في التاريخ، لكنه كان الأول بمفهمومه الجديد للتصميم والمحتوى والتقنية المتضمنة، وكان الأول أيضا في النجاح غير المسبوق الذي حققه في الأسواق العالمية حتى انه حقق المراكز الأولى عالميا في أفضل جهاز الكتروني يباع على الاطلاق، رغم ان الكثير من المحللين ومراقبي السوق وفي كم الاشاعات التي سبقت الاعلان عن الآي باد توقع فشلا ذريعا له بل ولكل مفهوم الاجهزة اللوحية، لكن آبل كان لها رأي آخر، اذ اكتسح الآي باد الجميع، وتوقعات المبيعات تشير الى انه بيع منه عام 2010 حوالي 13.3 مليون جهاز وهو رقم خرافي جدا لمنتج جديد كليا، كما وتشير الاستطلاعات ان الاي باد سيكون الجاهز الاكثر اهداءا في أعياد الميلاد, لتدرك الشركات هذا الأمر ويبدأ الجميع في التقليد كما حدث مع الآي فون، ومن يدري فربما مقلد تجاوز مبدع!
بيتي كاشمور رئيس تحرير موقع ماشبل الشهير كتب بمناسبة هذه الذكرى مقالا في عموده الدوري في شبكة السي ان ان CNN سنستعرض ونناقش معه ومعكم اهم أفكار وخواطر ومعالم هذا التغيير، كيف غيرنا الآي باد وغير العالم في 2010 :
1. الآي باد غير شركة آبل نفسها للمرة الثانية في عام 2010 بعد ان غيرها للمرة الأولى عام 2007 مع الآي فون وفي كلتا المرتين ابتدعت واخترعت آبل صنفا جديدا من الاجهزة بالنسبة لها وبالنسبة للعالم أجمع، ولا يخفى عليكم كم المخاطرة الكبير في ان تخترع صنفا جديدا من الاجهزة لا تدري كيف سيتقبله الناس ولست متأكدا من نجاحه، ومع ذلك تفوق كل التوقعات، لذا جاءت توقعات الفشل من قبل المحللين كثيرة، ولكن حتى آبل استفادت من ذلك ففي مايو الفائت وبعد شهر فقط من اطلاق الآي باد تجاوزت آبل مايكروسوفت لتصبح اكبر شركة تقنية في العالم.
2. أحيت آبل من جديد سوق الأجهزة اللوحية وابتدعت بشكل آخر هذا السوق بعد محاولات خجولة فيه من قبل عدة شركات-من ضمنها آبل نفسها من خلال جهاز كان يدعى نيوتين ولم يحقق نجاحا يذكر! – لكن كل شيء تغير بعد مجيء الآي باد واحياء السوق اللوحي لتدخل فيه الشركات فرادى وجماعات وتظهر أجهزة منافسة كالسامسونغ جالاكسي مثلا وان بقيت آبل هي المسيطر الاكبر حتى الان بحسب التحليلات المالية والاستطلاعات.
3. نهضة جديدة لسوق النشر: فهذا السوق الذي بات يحتضر، ونقصد سوق النشر المطبوع والورقي، تمسك هذا السوق فجأة بقشة الآي باد والتي باتت كمنقذ وشيك لها، صحيح ان الامور لم تتضح حتى الان بهذا الشأن ومازال السوق في بدايته، وكنا كتبنا قديما عن ستيف جوبز الذي دعاه بعض بغتونبرغ الطباعة الرقمية بالنهضة التي سيحققها للنشر الكترونيا !
وبلا شك فان الاتجاه العالمي والاستثمار في المحتوى الذي عادت بوادره من جديد مع الآي باد من خلال عملاق ومليادير النشر الشهير روبرت مردوخ الذي استبشر كثيرا بالآي باد وصدرت جريدة النيويورك تايمز فورا كنسخة عليه، كما ظهرت اخبار عن مشروع تابع لمردوخ عبارة عن صحيفة مخصصة للآي باد يعمل عليها طاقم تحرير خاص وتباع عبره، كما رأينا المجلة الشهيرة Wired في نسخة تفاعلية مميزة على الآي باد، وعربيا شاهدنا حديثا جريدة الشرق الاوسط بتطبيق خاص على الآي باد يتيح لك تصفح مجاني لمدة شهر ومن ثم الاشتراك الشهري او اليومي.
اما الكتب فحققت مكاسب كثيرة مع الآي باد ورأينا انتعاش سوقها وسوق الناشرين من جديد مع توجه كبير من الناس عالميا وعربيا للقراءة عبر الآي باد وارتياحهم لذلك كثيرا.
4. تغيير اتجاهات تصميم الويب والمواقع: وهنا غير الآي باد كثيرا، فحتى يتوافق موقعك مع شاشة وامكانيات وتقنيات الآي باد الابداعية المختلفة لا بد من اعادة تصميم الموقع وتهيء نسخة خاصة منه متوافقة مع الآي باد او مخصصة له-خصوصا مع عدم دعم الفلاش في الآي باد- وبات من الصعب تجاهل الآي باد وملايين المستخدمين المفضلين للتصفح عبره فصحاب الموقع هو الخاسر الاكبر من هذا التجاهل، لذا ازدادت اهتمامات المصممين والمطورين بالتقنيات الجديدة التي يدعمها الآي باد ك HTML 5 و CSS 3 والجافا سكربت وغيرها، ورأينا كيف ان موقع مثل تويتر اعاد تصميمه بشكل ابداعي لكي يناسب الآي باد.
5. انتصار وتعزيز فكرة متجر البرامج: فلا قيمة للآي باد بلا متجره والبرامج والتطبيقات المقدمة عبره، ورأينا اهمية هذه البرامج كثيرا خصوصا في مجالات التعليم والادوات والترفيه من خلال تطبيقات ابداعية مخصصة للآي باد تعمل بشكل مستقل او عبر الشبكة، بل ان بعض المواقع فضلت ان تطلق تطبيقات خاصة بمواقعها لكي يتصفحها المستخدم عبرها بدلا من التصفح التقليدي عبر الانترنت ومتصفحاته. ومازال الشد والجذب يتراوح في الاحصائيات بين تفضيل المستخدمين لتصفح الانترنت والمواقع عبر المتصفحات او عبر التطبيقات! انت ماذا تفضل؟
برأيك. هل غير الآي باد فعلا السوق التقني في عام 2010؟ وهل تتفق مع هذه المجالات المذكورة في الأعلى التي غير فيها الآي باد وهل هنالك مجالات أخرى؟