قام اخونا عبد الله (iAlone) من المملكة العربية السعودية بإرسال مشاركة لنا يعبر فيها عن تجربته في عالم الهواتف الذكية ويشير الى أهم الفروقات التي لاحظها من وجهة نظره بين الأي فون وجالكسي أس، ولقد أوضح أن الهدف من كتابة هذا المقال ليس للمقارنة أو المفاضلة بقدر تقدم المساعدة للقراء للإختيار بين الأجهزة بمعرفة مسبقة لأهم المزايا وأبرز العيوب. نترككم مع تجربتة:
“لقد كنت من أحد مستخدمي الآي فون منذ ظهور الجيل الأول منه، أتذكر شرائي له مستعملاً لغرض التجربة، وانبهاري به، كان كالمعجزة مقارنة بهاتف Nokia N97 الذي كنت أمتلكه. لم أنتقل بعدها لآي فون ثري جي ولا لآي فون ثري جي إس، ولكن عند نزول آي فون 4، أيقنت أنه فعلاً إعادة اختراع للآي فون وليس للهاتف، لأن الآي فون بجيله الأول قد أعاد اختراع الهاتف!
تحمست له كثيرًا وادخرت ما يكفي لشرائه والتميز مع القلة الذين امتلكوه في بداية أيامه، وحال وصوله وفتح علبة الجهاز، انبهرت به وبروعة تصميمه (لولا أنني ما زلت أستنكر فكرة الزجاج من الخلف)، فأنا لا أحب وضع أغطية أو لصقات واقية أبدًا على أجهزتي، لكنني اشتريت للآي فون 4 غطائاً ليحميه، وليمنع احتكاك يدي مع جانب الهاتف الأيسر لكي لا تضعف إشارة الاتصال.
وكنت أقرأ المقالات التقنية وأشاهد مالكي هواتف الأندوريد في الحياة العامة فخورين بأجهزتهم، وبدأت أتعرف على معظم مميزات الأندرويد، عرفت أنه نظام ذكي يقارب نظام الآي فون iOS، مع توفير الحرية التي تجدها في معظم هواتف نظام السيمبيان كتغيير الثيمات ونظام التنبيهات وشاشات غلق الهاتف، أو حتى امكانية تركيب بطاقة ذاكرة للهاتف، أو تنزيل البرامج عبر البلوتوث، كل هذا ومتوسط أسعار هواتف الأندرويد أقل من قيمة الآي فون!
بدأت أنظر لهاتفي باحتقار، وبدأت أخوض في العديد من المقارنات بينه وبين هواتف الأندوريد، خلاصتها أنني قمت ببيع الآي فون بمبلغ أقل قليلاً من المبلغ الذي دفعته لشرائه، خصوصًا وأنني استخدمته لفترة طويلة، واشتريت هاتف سامسونج جالاكسي إس بجزء من المبلغ، لكنني بعت السامسونج بعد عشرة أيام فقط، وبخسارة كبيرة. والآن أنتظر نزول الآي فون 5 (أو مهما يكن اسمه)، ولن أفرط فيه أبدًا.
والآن أقدم لكم المقارنة، ولكن تذكروا أن هذه المقارنة تخص من يهمه الانترنت في الهاتف، التنبيهات، البريد الإلكتروني، قراءة المدونات بالجوجل ريدر، الخدمات الاجتماعية، برامج الملاحة، مشغل الموسيقى، والألعاب الخفيفة:
الانترنت:
في كل شهر أقوم بتجديد اشتراك الانترنت بسعة واحد قيقا فقط، ينتهي الشهر وأنا لم أستخدم سوى نصفها أو ثلثها، ولكنني أضطر لتجديد الاشتراك، وهذا من جور وظلم شركات الاتصالات جميعها (والمعذرة من موقع آي-فون اسلام ولكنني أحببت ذكر هذه النقطة للإفادة).
- في الآي فون/ كانت خدمة الإنترنت رائعة وقد كنت دائم الإستخدام لبرامج قراءة خلاصات المواقع، ولبرامج تنبيهات تويتر، فيس بوك، يوتيوب، وغيرها مثل برنامج Boxcar، وتصفح المواقع الجرائد، ومتصفح سفاري كان أكثر من رائع (ولكن كنت أفتقد الفلاش في المتصفح وخاصية تنزيل الملفات)، ولم يكن هناك أي مشكلة سوى ضعف الإنترنت عند ملامسة الجانب الأيسر من الهاتف، وتختفي هذه المشكلة باستخدام غطاء خلفي، وللأمانة أنا من القلة القليلة جدًا الذين يعانون من هذه المشكلة. وأريد أن أشير الى أن قدرة الجهاز على الاتصال بشبكات الوايرلس رائعة وتصل لأماكن بعيدة لا تستطيع حتى معظم الحاسبات النقالة تلقي الإشارة منها!
- في الأندرويد/ كانت تجربتي مختلفة قليلاً، المتصفح تقييمي له متوسط في الحقيقة، ولا أعلم لماذا لكنني كرهته، كان بشعًا! وعند استخدامه مباشرة أيقنت أنني فعلاً لا أحتاج الفلاش لتفصح المواقع! فإعلانات هواتف الأندوريد وفخرها باحتوائها للفلاش كانت دعاية كاذبة، واكتشفت أنني لم أستخدم الفلاش ولا مرة واحدة! وكانت قدرة الجهاز على الاتصال بشبكات الوايرلس ضعيفة جدًا، فلو كنت في الغرفة المقابلة للغرفة الموجود بها المودم تكون قوة التغطية ثلثين فقط!
التنبيهات:
- في الأي فون/ التنبيهات كانت فوضى، فإن وصلتني تنبيهات كثيرة كوجود 3 رسائل بريد الكتروني، و5 تنبيهات من تويتر، وتنبيهين من فيس بوك، وتذكير بوقت الصلاة من برنامج alQibla، ثم أقوم بفتح قفل الهاتف لأجد الفوضى، فأحيانًا تظهر التنبيهات كلها دفعة واحدة، وليس أمامك زر واحد لتجاهل التنبيه الأول، ويظهر التنبيه الثاني مباشرة، وهكذا الثالث والرابع…، هذا عدا أنك لا تستطيع العودة لمراجعة هذه التنبيهات لاحقًا، لهذا استخدمت برنامج Boxcar (لأنه عبارة عن خدمة تنبيهات، لكنه يحتفظ بالتنبيهات مؤرشفة بطريقة منظمة داخل البرنامج)، هذا عدا عن أنني أقوم بتجاهل تنبيه معين أحيانًا فتختفي كل التنبيهات معه، ولا أعلم ماهي إلا إذا كانت ضمن برنامج Boxcar فأقرأها من داخله. ولكن يحسب للآي فون حقًا سرعته في استقبال التنبيهات، سريع جدًا وينبهك بها (في معظم الأوقات) في نفس وقت وصولها تمامًا أو بتأخير ثواني قليلة.
- في الأندوريد/ التنبيهات منظمة، لكن ليس بذلك التنظيم، فالتنبيهات فيه تظهر بمجرد سحبك للشريط الأعلى في الصفحة الرئيسية باتجاه الأسفل، فتظهر لك التنبيهات وخيارات أخرى تستطيع تخصيصها بسهولة، وبعض التنبيهات لا تصل أبدًا، وبعضها تتأخر لساعة وساعتين وثلاث، وبعضها تصل إليك بدون تنبيهك! فإنك ستفضل الفوضى في الآي فون، فإنه باستطاعتك تنزيل الكثير من برامج التنبيهات وتنظيم نفسك، وقد يكون هناك برامج تنبيهات للأندرويد لكنها ستصل متأخرة، ويبدو أنها مشكلة في قدرة الهاتف نفسه على البقاء متصلاً بالانترنت والاستقبال أو الجاهزية للاستقبال بأي وقت.
البريد الإلكتروني:
أستطيع أن أقول أنني لم أجد فرقًا كبيرًا جدًا بين النظامين، لكن تخصيص البريد الألكتروني كان أسهل بكثير في الآي فون، ولكني افتقدت ميزة تحديد أكثر من رسالة لتحديدها كمقروء من دون قراءتها فعلا. أما تخصيص البريد الالكتروني في الأندوريد فإنه أصعب وميزة تحديد كمقروء متاحة فيه.
قراءة المدونات وخلاصات المواقع:
في الآي فون، نحن نتحدث عن القرب من الكمال (والكمال لله وحده) في قراءة خلاصات المواقع وحفظها ومشاركتها والأناقة المذهلة للبرامج الخاصة بذلك ونظافتها وتنظيمها، مثل MobileRSS وReeder.
في الأندوريد كانت معاناة، جحيم، فلم أحب أبدًا، قراءة المدونات والخلاصات فيه، وكنت فقط أتركها حتى أجد حاسبًا نقالاً كان أو مكتبيًا. والبرامج فقيرة من ناحية التصميم والأداء والتنظيم، وليست سوى واجهات بشعة للموقع الرسمي لقوقل ريدر!
الخدمات الاجتماعية:
لم أجد فرقًا كبيرًا بين النظامين، لكنني سأقول عن تجربتي في الآي فون أنها رائعة جدًا.
في الأندوريد كانت تجربة مقبولة، مع أنني جربت معظم برامج تويتر وفيس بوك، ولم تصلني التنبيهات في وقتها أبداً.
برامج الملاحة:
هل الآي فون هاتف؟ أم جهاز خرائط متكامل؟ الأي فون من حيث برامج الملاحة رائع جداً.
لكن يبدو أن هنذاك مشكلة (في كل هواتف جالاكسي إس): تجربة فاشلة، فقد جربت كل شيء، حتى القيام بالروت (شيء شبيه بالجيل بريك جدًا، وأصعب منه بمراحل) لتركيب برامج تقوية الجي بي إس، ولم يعمل معي بصورة مقبولة، ولا يبدأ في التقاط الإشارة إلا بعد مضي فترة طويلة، ولو كنت ضائعا في نصف الطريق، أنصحك بالتوقف لشرب الشاي ريثما يجد الهاتف إشارة جي بي إس، ولا تفكر حتى بالسير بالسرعة القانونية، فستجد أنك دخلت في حارة بينما مازال البرنامج يعتقد أنك في الطريق السريع.
مشغل الموسيقى:
إنني عاشق للصوتيات، فأنا أسمعها في كل مكان، وفي الآي فون أنا أملك أفضل في عالم الصوتيات، فالآي بود كما نعلم هو أفضل مشغل صوتيات في العالم. بالرغم من انني أفتقد بشدة ميزة مسح الصوتيات أو الزيادة عليها من غير تدخل الحاسب الخاص بي الذي يقبع في البيت. والتنقل والبحث في مشغل الموسيقى سهل جدًا ويحتاج منك لعدد قليل جدًا من اللمسات على الشاشة.
أما في الأندوريد فمساحة الجهاز الذي كان لدي كانت 8 جيجابايتز، لكنه كان مكتوباً في الموقع الرسمي للجهاز أنه يدعم حتى 32 جيجا من الذاكرة الخارجية، لكن الجهاز كان يستطيع قراءة 32 جيجا لكن مشغل الصوتيات لا يستطيع، وانصدمت بهذه المعلومة بعد البحث عنها على الانترنت والمنتديات الأجنبية المتخصصة، هذا عدا أن مشغل الموسيقى يفتقد القدرة على قراءة الملفات الصوتية من الذاكرة الخارجية، إلا إن قمت بنقل تلك الوسائط الى الذاكرة الداخلية، حتى لو كانت الذاكرة الخارجية 8 جيجا فقط. أما التنقل والبحث في مشغل الموسيقى فكان متعب ومعقد ويحتاج لعدد كبير من اللمسات، باختصار كان مشغل الموسيقى فاشل جدًا.
الألعاب:
الكل يعرف ماذا يفعل الآي فون في عالم الألعاب، ولكن يعيب الجهاز صغر الشاشة.
وأشير الى فقر سوق برامج الأندرويد مقارنة بمتجر الآي فون، فهو فقير من حيث القيمة والأداء وليس العدد، فعلى سبيل المثال هناك ألعاب بالأندرويد كثيرة، لكنها ألعاب بدائية كنا نلعبها في كمبيوترات صخر، فالأداء رديء في الرسوميات والتصميم والرقي، وستجد فقط أشهر ألعاب الآي فون لكنك ستشعر مباشرة أن المبرمج قد قام بتهبيط مستوى اللعبة، فعدد الفريمات أقل في الثانية وكثرة التعليق حتى في لعبة بسيطة مثل Angry Birds.
كانت هذه مقارنة لم يتطرق لها أحداً من المواقع التقنية، فماذا يهمني في معظم هواتف الأندوريد التي تملك معالجات قوية وبطاقات فيديو جيدة ورامات كبيرة، ولكن أدائها متواضع جدًا. لدرجة تهبيط مستوى لعبة مثل Angry Birds لتعمل عليها وتعلق أيضًا. والمقارنات عن عتاد الأجهزة تستطيع قرائتها في مواقع الأجهزة الرسمية حال نزولها، وهذا سبب تورطي في نظام الأندوريد. ومازلت أعتقد أن الأندرويد نظام قوي، ولكن يحتاج لعباقرة من المبرمجين والمهندسين والفنانين وأناس يملكون ثقافات مختلفة لنشر روح الرقي بداخل النظام الأخضر.
ولا ننسى أن الآي فون بسيط لدرجة أن يستطيع آبائنا استخدامه بقليل من الإرشادات، أما الأندوريد فانه أصعب وعلينا تنبيههم أنه عند تنزيل برنامج من طريق غير المتجر عليك مسح أيقونة تنزيل البرنامج بعد ذلك من متصفح الملفات، وأن لا تعبث بأي من الملفات في متصفح الملفات، لأنها ملفات خاصة بالنظام والعبث بها سيؤدي لانهيار النظام.
ندمت على تفريطي بالآي فون، لكنني أحببته الآن أكثر وعرفت قيمته.
جزاك الله خير أخي (iAlone) على مشاركتك الرائعة، هل هناك من لديه نفس التجربة؟ هل هناك من يفضل اجهزة اندرويد علي الأي فون؟