مع نجاح الآي باد وماحققه من شهرة واسعة بعد أشهر قليلة من ظهوره، وتصدره لسوق الأجهزة اللوحية وهيمنته على نصيب الأسد من هذا السوق الجديد حيث فاقت مبيعات هذا الجهاز وحده مبيعات جميع الأجهزة المنافسة مجتمعة، كل ذلك جعل هذا الجهاز محط أنظار المطورين الذي أصروا على إنتاج برامجهم عليه، ونحن بصدد الحديث عما يتجاوز المئة ألف تطبيق تم تصميمه خصيصاً للآي باد، ليس هذا فحسب فهناك كما نعلم مايتجاوز النصف مليون تطبيق في متجر البرامج والتي تخص منصة iOS عامة التي تضم العديد من الأجهزة كالآي فون والآي بود تاتش والآي باد، وبالطبع فإن جميع هذه التطبيقات يمكن التمتع بها على هذا الجهاز.
نود أن نذكر أن أول ظهور للآي باد كان في شهر أبريل من عام 2010، وهو مايشير إلى قوة هذا الجهاز الذي لم يمضي خمسة عشر شهراً ليتمكن من تحقيق هذا النجاح، واليوم نجد الإصدار الثاني من هذا الجهاز تحت إسم الآي باد 2، وهو الجهاز الذي تولى عهد سابقه وحقق نجاحاً جعله يحظى بلقب الجهاز الذي غير وجه الحوسبة المتنقلة، كما أنه حصد لقب الجهاز الأكثر شهرة والأوسع انتشاراً في العالم ذلك لارتفاع الطلب عليه الذي تجاوز إمكانيات الإنتاج. وقد أشارت دراسة جرت مؤخراً تشير إلى أن تصفح الإنترنت على الآي باد يوازي مانسبته 20% من إجمالي تصفح الإنترنت على جميع الأجهزة المتنقلة، إبتداءً بالهواتف وانتهاءً بالأجهزة اللوحية.كلنا نعلم أن نجاح الآي باد تم اشتقاقه من نجاح الآي فون، فالآي باد ولد من رحم الآي فون ليحمل صفاته الجينية التي تعود في الأصل إلى نظام Mac OS X الذكي الخاص بحاسبات أبل، مع إضافة نكهة الآي بود، كانت خطوات أبل مدروسة فقد كللت كل خطوة بنجاح منقطع النظير وكانت لها الريادة في تعريف مجتمع المستهلكين بكل فئة من منتجاتها، فكما غيرت فكرتنا عن أجهزة الصوتيات بالآي بود، وكما غيرت فكرتنا عن هواتف اللمس الذكية بالآي فون، ومع الآي باد استطاعت أبل أن تغير مفهومنا عن الأجهزة اللوحية Tablet. نجاحات أبل لم تتوقف عند هذا الحد فقد تخطت ذلك لتنعكس في نجاح أنظمة التشغيل مثل نظام iOS أو نظام Mac OS X ومتاجر أبل المختلفة كالآيتونز ومتجر البرامج ومتجر الكتب، كل هذا أضاف إلى أجهزة iOS وجعلها محط اهتمام المشترين.
كان متجر البرامج بالنسبة لأبل بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهباً، وقصدنا هنا ليس بالأرباح فمجمل ماربحته أبل من ذلك المتجر يعد شيئاً لايذكر بمبيعات الأجهزة، لكن القصد هنا هو الربح غير المباشر في أنه كان هو الأداة التي تسوق بها أجهزة iOS وهي ذات الأداة التي لم يستطع الآخرين تقليدها لذلك لايمكن أن تجد مماثلاً لمتاجر أبل المختلفة ابتداءً من الآيتونز ثم متجر البرامج ووصولاً إلى متجر الكتب والصحف. علمنا مؤخراً أن متجر البرامج تجاوز عدد تحميلاته العشرة مليارات تطبيق مما ألهم أبل أن تتخذ خطوة مماثلة لعمل متجر تطبيقات خاص لتطبيقات نظام الماك، وقامت بالفعل بإصداره تحت مسمى Mac App Store. نجاح هذه المتاجر يكمن في اهتمام أبل بمجتمع مطوريها وتوفيرها أحدث الأدوات البرمجية لهم وإقامتها العديد من المؤتمرات والجلسات التي تختص بهم ولعل من أبرزها مؤتمر WWDC. أما بالنسبة لعملاء ومالكي أجهزة أبل فهم يفضلون متجر البرامج لحصولهم على أحدث التطبيقات بأقل الأسعار مع إمكانية تحديثها باستمرار وتنزيلها على العديد من الأجهزة دون الحاجة إلى دفع ثمنها مرة أخرى. كما أن تعدد الخيارات وتعدد التطبيقات يجعل من تلبية احتياجاتك في البرامج شيئاً في غاية البساطة، فبمجرد ضغطة على التطبيق تجده عندك دون الحاجة إلى اتخاذ العديد من الخطوات كالأجهزة الأخرى أو حتى الحاجة إلى توصيل الجهاز بالكمبيوتر وتنزيل التطبيقات عبر الكمبيوتر. هناك ميزة البحث المتطور وخاصية Genius التي لايمكننا أن نهملها والتي تقوم بإجراء مسح على تطبيقات جهازك لتتعرف على اختياراتك واسلوبك المفضل في البرامج وبالتالي تقترح عليك أكثر البرامج التي تناسب ذوقك وتلبي اهتماماتك. لذلك لايمكننا أن نصف متجر البرامج إلا بوصف واحد وهو أنه صفقة أبل الرابحة.
والآن دعونا نرجع بذاكرتنا للوراء فقد هوجمت أبل على خطوة الآي باد عندما أعلنت عنه في العام السابق، وتوقع الكثير فشل هذا الجهاز خاصة أنهم اعتبروه آي فون كبير الحجم دون خاصية الإتصال، وهو ما أثبتت أبل بعد ذلك أنها كانت على طريق الصواب، مقدمة جهازاً مختلفاً عن الآي فون، ولعل رغبة مالكي الآي فون بإمتلاك الآي باد أبرز دليلاً على ذلك، مما يشير إلى اختلاف الجهازين عن بعضهما ونجاح أبل في إقناع شرائح المستهلكين بمنتجهم، ومع ذلك لايزال البعض يهاجم الجهاز بأنه لايحوي خاصية الإتصال والتي يحويها العديد من منافسيه، وهو الأمر الذي تم حله مع الحل الذي قدمناه في آي-فون إسلام تحت اسم PhoneItiPad والذي جعل الآي باد جهازاً كاملاً متكاملاً بالرغم من أننا نتفق مع رؤية أبل أن الأجهزة اللوحية ليست هواتف، ونحن جميعاً على ثقة بأن شركة أبل صاحبة هاتف الآي فون من السهل عليها أن تجعل من الآي باد هاتف في حال إذا رغبت بذلك.
ملاحظة: برنامج PhoneIt-iPad غير متوافق مع الجيلبريك الجديد JailbreakMe.com وبالطبع غير متوافق مع الأي باد 2، نحن نعمل بجد لتحقيق ذلك ولكن سوف يتطلب ذلك بعض الوقت.
المصدر: MacStories