ربما سمع بعضكم خبر استقالة ستيف جوبز كرئيس تنفذي لشركة آبل وتعين تيم كوك كرئيس تنفيذي للشركة. فكما يعلم الجميع حالة ستيف الصحية هي السبب الرئيسي في منعه من تكملة مشوار العطاء في هذه الشركة العملاقة التي تعد اليوم أكبر شركات التقنية قيمة في العالم. وها هو يرسل رسالة استقالته ويعلن للجميع رغبته في التخلي عن منصب الرئيس التنفيذي لشركة آبل…
رسالة رائعة من مدير تنفيذي اتقن عمله، وليس معني ان يترك ستيف جوبز منصبه كرئيس تنفيذي ان يتخلى عن شركة آبل، انما كما ذكر الرجل لم يعد باستطاعته ان يؤدي مهام هذا المنصب الحساس ولذلك تركه لمن هو اقدر منه في هذه الفترة وقد عرض ان يكون في وظيفة رئيس مجلس إدارة الشركة كموظف في آبل وهذا بالطبع ما سيكون.
بدأ مرض ستيف جوبز في أغسطس عام 2004 حين اكتشف انه يعاني من نوع نادر من سرطان البنكرياس والمعروف ان هذا النوع من المرض 95% من مصابيه لا يعيشون أكثر من خمس سنوات بعد اكتشافه، لكن نوع السرطان النادر الذي اصاب ستيف (islet cell neuroendocrine tumor) اذا تم علاجه بشكل صحيح فان فرص النجاة فيه أكبر وترتفع الى 50%. لكن استمرت معاناة ستيف جوبز وعلاجه حتى قام بعملية نقل كبد ناجحة، وكان على اثرها تحسن طفيف في صحة ستيف جعلته يحضر المؤتمرات السابقة. لكن ما لبث ان تدهورت حالته مرة اخرى. وبدأ غيابه عن شركة آبل يطول.
وها هو اليوم يترك مهامه كرئيس تنفيذي ومن الطبيعي ان يترك ذلك اثراً سلبياً ولو وقتي على آبل ومن الأثار المبكرة انخفاض سهم آبل من $431.20 الى $357.40، ايضاً من المتوقع ان ينخفض اداء آبل ولو قليلاً، فآبل مع ستيف ليست كآبل بدون ستيف.
لكن دعونا نفكر لماذا الأن ولماذا لم يتم اختيار وقت اخر ليعلن فيه ستيف عن ذلك؟ الحقيقة توقيت استقالة ستيف هو الذكاء بعينه، فآبل على مشارف إصدار العديد من المنتجات الجديدة مثل نظام تشغيل ال iOS5 , والأيفون 4 الأرخص سعراً و الأيفون 5 الجديد والأيباد 3 والعديد من المنتجات الغامضة الاخرى وكل هذه المنتجات الجديدة ستعيد الثقة في آبل وانها يمكنها الاستمرار بدون ستيف. والحقيقة هذا ما سوف يحدث فعلاً وبالرغم من تأثير ستيف جوبز الكبير على شركة آبل الا ان شركة آبل في النهاية منظومة كبيرة تعلمت الدرس جيداً وذاقت طعم النجاح ورسمت طريق واضح المعالم سيضمن لها استمرار النجاح والتفوق. لكن ليس النجاح هو ما يميز آبل بل الخطوات الجريئة والمنتجات المبتكرة وأساليب العرض الرائعة؟
فهل ستؤمن آبل نفس روح الابتكار والإبداع التي كانت عليها حين كان ستيف جوبرز رئيسها التنفيذي؟ هذا ما ستكشفه لنا الأيام القادمة
ترجمة رسالة ستيف: عالم آبل | مصادر: TodayOnline