لا يخفى على احد الحرب الدائرة بين أبل وميكروسوفت من طرف ونظام جوجل أندرويد بالطرف المقابل، وسبق وتحدثنا في مقالة بعنوان الحروب بين الشركات إلى اين ومصطلح حرب ليس مبالغة لفظيه لكن ستيف جوبز نفسه استخدم مصطلح آخر اكثر قوه في مذكراته المنشوره وهو “الحرب النووية” وذلك بعد قوله ان نظام أندرويد هو نظام “لص” يسرق أفكار الآخرين وبراءات الاختراع ويستفاد منها دون اذن من اصحابها وانه سيشن حرب نوويه ضد أندرويد للقضاء عليها. لكن هل تستمر الحرب؟ وبعد نجاح أبل في تسجيل براءات اختراع خاصة بتقنية اللمس المتعدد اعلن الخبراء ان أبل ربما تربح 10 دولارات من كل جهاز يحمل نظام أندرويد بسبب انتهاك أندرويد لحقوق الملكية الفكرية لها.
ربما يدافع البعض ويقول أن هذا حق لأبل لان نظام أندرويد يسرق براءات الإختراع الخاصة بها ثم يضعها في منتجاته لينافس ابل بها وهذا النوع من التنافس “غير شريف” لانك لا تكتفي بما تبتكره فقط لكن ايضاً تأخذ افكار الآخرين. حسناً هذا الرأي صواب تماماً لكن هناك مشكلة ان هذة الحرب لن تنتهى ابدا ولن يربح أحد. وإختيار شركة ابل تطبيق سياسة هتلر العسكرية “الأرض المحروقة” والتى تعني القضاء علي المنافس تماماً لن تنجح في الحرب التقنية فمثلا عندما صدر حكم قضائي نهائي ضد سامسونج بمنع بيع الجلاكسي تاب 10.1 وهذا الحكم نهائي وغير قابل للطعن ماذا فعلت سامسونج؟ انتجت نسخة جديدة وهي 10.1N مع بعض التعديلات البسيطة وهي تمثل تحايل علي الحكم القضائى ونقاط أبل القوية التى بسببها صدر الحكم. واصبح الجهاز متاح للبيع ولن تستطيع ابل ايقافه (كما تتوقع سامسونج والخبراء). إذا فاستمرار هذة الحرب لا معنى لها وهى مثل وضع حجر كبير فى وسط النهر لسده. سيتمكن الحجر من ايقاف الماء لفترة لكن بعدها ستزداد كمية المياه وستدور حول الحجر لتستمر فى مجرها الطبيعى قبل الحجر.
خلاصة القول
- أبل لن تستطيع ايقاف أندرويد نهائياً.
- أبل ايضاً تنتهك الملكية الفكرية للآخرين (لكن بنسب اقل منهم).
- أبل تقبل سياسة التسوية ودفع المخطئ لتعويض مالى للطرف صاحب الحق.
- أبل تستطيع ربح ما يقارب ال 3 مليار دولار سنوياً من أندرويد.
- أبل لم تخسر أي سوق بإنتشار الأندرويد بل كان انتشار الأخير على حساب شركات اخرى مثل بلاك بيري التي انخفض سوقها 77% في عام 2011 وعلي حساب نوكيا التى وصلت حصتها لأقل من 2% من سوق الهواتف الذكية بالسوق الأمريكى. إذا فإنتشار أندرويد لم يسحب من سوق أبل ومبيعات وأبل تزداد يومياً.
إذاً لماذا لا تقرر ابل الربح منهم وإيقاف الحرب؟ هل هى تنفيذ لوصيه ستيف جوبز؟ أم ان هناك شيء خفى لا نعلمه نحن.