معروف ان أبل تقوم بتسمية أجهزتها مبتدأ بحرف “i” وهذا منذ الآي ماك، ثم الآي بود وها نحن نرى آي فون، آي باد، آي تي في و آي او إس. لكن الأمر الذى لا يعلمه الكثيرون هو ان اسم آي فون لم يكن ملك لشركة أبل في البداية وكان علامة تجارية مسجلة لشركة سيسكو ” عملاقة مجال الشبكات في العالم” وعندما قرر ستيف جوبز أن يعلن عن الآي فون في يناير 2007 كان لزاماً عليه ان يقوم بتسجيل هذا الإسم لأبل وهذا يعنى شراءه من سيسكو. وفي عام 2010 عندما قررت أبل تسمية نظام تشغيل الأي فون بـ iOS كان هذا الاسم أيضاً مسجل لسيسكو… فكيف أستطاعت أبل الحصول على هذه الاسماء من شركة عملاقة مثل سيسكو؟
ربما يبدو اسم شركة سيسكو مجهول لعدد كبير من المستخدمين وذلك لكونها شركة تخصصت بشكل أساسي في مجال الشبكات ولها بعض خطوط الإنتاج للأجهزة التي لها صلة بالشبكات مثل كاميرات المراقبة وهواتف الأنترنت وكروت الشبكات وأجهزة الشبكات. يبلغ قيمة سيسكو السوقية 105 مليار دولار (اكثر من 5 اضعاف قيمة شركة ياهوو وحوالي 60% من قيمة جوجل) أى انها شركة عملاقة لكنها تخاطب فئة معينة من المستخدمين وفي الغالب الشركات. وهذا الأمر خدم شركة أبل لأن مجال سيسكو بعيد كل البعد عن مجال أبل فلا يمكن ان يتنافسا. كيف أذاً حصلت أبل على الإسم؟ هذا ما يرويه مؤلف كتاب Inside Apple.
تلقى جيانكارلو “المدير التنفيذى لسيسكو” اتصال من مباشر من ستيف جوبز وقال له انه يريد هذا الاسم (iPhone) ويقول لم يعرض عليه ستيف اي مقابل فقط كان الأمر شبه وعد ان أبل ستصبح صديق وفي لسيسكو، فرفض جيانكارلو العرض وقال انهم يريدون هذا الاسم وسوف يستخدمونه، بعد هذه المكالمة بعدة أيام تلقى مكالمة من قسم الشئون القانونية لشركة أبل وقال المسؤول ان أبل استخدمت اسم “الآي-فون” اعتقاداً ان شركة سيسكو قد تخلت عنه وإنه اصبح متاح لهم ليستخدموه وبالطبع رد جيانكارلو ان سيسكو لم تتخلى عن الاسم وهدد بمقاضاة أبل في حالة قيامها باستخدامه. وبالفعل في اليوم التالى لإعلان أبل عن الآي فون “يناير 2007” قامت سيسكو برفع قضية ملكيه فكريه ضد أبل.
وبدأت المفاوضات بين الشركتين واستخدم ستيف جوبز عدد حيل تكتيكية وأحيانا استفزازية فمثلا قام في شهر فبراير بالإتصال بجيانكارلو في وقت العشاء وبعد ان تكلم مع قليلاً سأله “هل يمكنك قراءة بريدك الإلكترونى في المنزل” وتفاجأ جيانكارلو بهذا السؤال الغريب لأن الإنترنت اصبح متاح في كل مكان بالولايات المتحدة فكيف يسأل هذا السؤال للمدير التنفيذى لسيسكو وفكر قليلاً وعلم انها محاولة مزاح من جوبز (ربما يقصد منها ان الأي فون الخاص بأبل افضل وسيلة للإطلاع على البريد الإلكتروني في كل مكان). واستمرت المفاوضات ولم تواصل سيسكو الصراع القانوني بشكل طويل فسرعان ما تنازلت عن القضايا وقامت بعقد صفقة مع أبل للتعاون المشترك في مجالات لم يعلن عنها.
وفي عام 2010 وقبل ان تعلن أبل عن تسمية نظام اجهزتها المحمولة ب iOS قامت بتسجيل هذا الاسم ولم يسمع عن قضايا بينها وبين سيسكو وهذا يدل على انهم قاموا بالاتفاق بشكل ارضى جميع الاطراف بشكل سرى مسبقاً.
هذة هى قصة تسمية الآي فون والأمر الذى لاحظته انه برغم امتلاك سيسكو للإسم قبل الإعلان عن الآي فون بسنوات الا ان أبل كان مصممة على استخدام نفس الأسم مهما كلفها الأمر ويبدو ان أبل كان لديها شعور ان هاتفها الجديد يجب ان يبدأ بحرف الآي ( i ) الصغير شأنه شأن كل المنتجات النجاحة التي سبقته.