الذين قاموا بمتابعة مؤتمر أبل للتعليم في 19 يناير قد علموا أن أبل قررت دخول مجال التعليم بقوة وذلك عبر المنتجات التى اعلنت عنها في المؤتمر والتى افردنا لها مقالة لتوضيح ما جاء فيه من منتجات تهدف منها أبل البدء في إحداث ثورة في مجال التعليم عبر توفير عدد من الطرق المبتكرة، لكن هل هذه الأدوات فعلاً تزيد من كفائة الطلاب؟ جاء وقت الإحصائيات لنثبت هل كانت أبل فعلاً تفعل الصواب بالدخول في مجال التعليم وهل منتج أبل الجديد TextBooks يقوم بتحسين اداء الطلاب بشكل ملحوظ؟
كما يعلم مستخدموا iBooks 2 انه حالياً يتوافر بالمتجر 8 كتب تفاعلية… كتاب مخصص للكيمياء وآخر للفيزياء وآخر للبيولوجي وغيرهم. قام الناشر Houghton Mifflin Harcourt الذى قام بنشر كتاب Algebra I وهو يعد الكتاب الوحيد بمتجر البرامج المخصص للرياضيات (الجبر بالتحديد) أعلنت عن ارقام رائعة وهو انه اثناء مراحل اعداد الكتاب تم اعداد تطبيق استرشادي يدعى HMH FUSE: Algebra 1
يهدف هذا التطبيق الى اعطائهم نتائج متوقعة للكتاب قبل صدورة وبالفعل تم تجربتة بأحد المدارس بولاية كاليفورنيا الأمريكية وكان هذا الاختبار هو الأول من نوعه بالعالم لكتاب مصمم بالاساس للعمل على الآي باد واستغرقت هذه الدراسة عام تقريباً كانت النتائج مفاجاة للقائمين على التجربة حيث ظهر تحسن بمقدار 19% في نتائج الطلاب الذين تم اختبارهم عن طريق هذا التطبيق عن الطلاب الذين تم التدريس لهم نفس المنهج الدراسى لكن من خلال الكتب الورقية. وهذة الارقام جيده جداً خاصة انها أول تجربة لتطبيق حيث حصل 78% من الطلاب على درجات مرتفعة (في حالة التطبيق) مقابل 59% (تم التدريس لهم بالكتب الورقية).
للمهتمين بالحصول على نتيجة تفصيلية لهذا الإختبار يمكنكم الوصول للتقرير النهائي من هذا الرابط،انا شخصياً غير مهتم بالتفاصيل الدقيقة لكني مهتم اكثر بالنتائج حيث انها تعني ان أبل كانت على صواب وهذا النوع من التعليم سوف يرفع من مستوى الطلاب بشكل ملاحظ، 19% من أول أختبار تعتبر نسبة رائعة، فما أدرانا بعد اكتمال نضج هذا المفهوم الجديد كيف ستكون النتائج وقتها؟ بالطبع ستكون مبهرة للغاية. اذا اردت تحميل هذا التطبيق على الآي باد واختبار ابناءك (الأختبار باللغة الإنجليزية) يمكنك تحميل التطبيق لكنه ليس مجانى تماماً فلكي تحصل على كل المستويات والتدريبات الشاملة ستدفع مبلغ ضخم 60 دولار.
الذي يجب ان نتعلمه هو أن الشركات الكبرى عندما تقرر البدء في مشروع جديد لا تأخذ قرار مفاجئ، بل تقوم بعمل دراسات لسنوات طويلة، فكما نذكر ستيف جوبز عند إعلانه عن الآي فون لأول مرة قال ان نظام التشغيل هذا استغرق 3 سنوات من الأبحاث ليصل لهذا الشكل الذي نراه امامنا (وقتها) وايضاً ها هي أبل تقوم بالتعاون مع دور النشر الكبرى بعمل دراسات استغرقت عام تقريبا وتأكدوا من نجاح المنتج قبل ان يعلنوا عنه. لا قرارات سريعة ولا قرارت عشوائية ولا قرارات انفعالية او حماسية، يجب حساب كل خطوة قبل الإقدام عليها وهذا هو سر النجاح.